في ذكرى ميلاده.. ماذا تعرفون عن سيد الضوء "رمبرانت"؟

رامبرانت فان راين الملقب بـ"سيد الضوء" - الصورة من Photo by SHAUN CURRY / AFP
رامبرانت فان راين الملقب بـ"سيد الضوء" - الصورة من Photo by SHAUN CURRY / AFP

رمبرانت أحد أهم رسامي عصر الباروك الذهبي، وأحد أكثر الرسامين شهرة وتأثيراً في كل العصور، والذي حصل على لقب "سيد الضوء"؛ لمقدرته الفريدة على التلاعب بالضوء والظلال، وخلال هذا الأسبوع تحل ذكرى ميلاد رمبرانت، الذي لا تزال أعماله تأسر عقول وأفئدة الجماهير وتخلب ألبابهم، بعدما يزيد على ثلاثة قرون ونصف من تاريخ وفاته. بدءاً من براعته المذهلة واستخدامه المبتكر للضوء والظل، وحتى إعجازه في رسم البورتريه، هناك أسباب لا حصر لها لتقدير فن هذا الفنان المذهل، ومع ذلك، هناك أيضاً بعض الجوانب المدهشة والأقل شهرة في حياته ومسيرته المهنية، والتي تستحق الاستكشاف. بالسياق التالي، وفي ظل الاحتفاء بذكرى ميلاده، جمعت لكِ "سيدتي" عدداً من الحقائق المدهشة (من موقع mentalfloss.com) عن رمبرانت والتي قد تغير طريقة تفكيرك في هذا الفنان الشهير.

رامبرانت لم يكن اسمه الحقيقي

-
ولد رمبرانت في مدينة لايدن بهولندا عام 1606 (في 15 يوليو)، وتم تعميده باسم رامبرانت هرمنسزون فان راين، ومع ذلك فهو معروف أكثر باسمه الأول وحده. لم يكن هذا أمراً غير مألوف في ذلك الوقت، حيث كان العديد من الهولنديين يستخدمون اسماً واحداً أو نسخة مختصرة من أسمائهم الكاملة. ومع ذلك، لا يزال من المفاجئ معرفة أن الاسم الذي نربطه بمثل هذا الفنان الشهير لم يكن في الواقع اسمه الحقيقي.

كانت لديه حياة شخصية مضطربة

اتسمت حياة رمبرانت الشخصية بقدر كبير من الاضطرابات والمآسي. تزوج من زوجته الأولى ساسكيا فان أولينبرج، في عام 1634، وأنجبا أربعة أطفال معاً. ومع ذلك، نجا واحد فقط من أطفالهما من طفولته، وتوفيت ساسكيا في عام 1642. وتزوج رامبرانت مرة أخرى في عام 1649، لكن زوجته الثانية ماتت أيضاً وهي صغيرة، تاركة له ابناً صغيراً لتربيته بمفرده.

كان يعلم الطلبة برسوم باهظة

معلمة فنون تعلم الطلبة على بعض لوحات رمبرانت


كانت رسومه الدراسية، لكي يعلم الطلبة، تبلغ 100 غيلدر سنوياً، لا تشمل السكن. وكان لا يقبل المبتدئين، كما كان يكسب المزيد؛ من خلال بيع لوحات تلاميذه. كان الطلاب يعملون في الدور الأعلى من منزله، وفقاً لطريقة تدريسه، كان الطلاب يقومون بنسخ أعمال معلمهم قبل تطوير أسلوبهم الخاص. أصبح بعض تلاميذ رمبرانت مساعدين في الأستوديو، وقد وصلوا لمرحلة من الكفاءة أنه كان من الصعب تمييز أعمالهم عن أعمال رامبرانت. هذا هو السبب وراء أن الخبراء في كتاب "رامبرانت" يعزون في البداية لوحة "صورة لرجل نبيل شاب" إلى مدرسة رامبرانت، وليس إليه شخصياً.

كان يعاني من الحول

في عام 2004، افترض عالم الأحياء العصبية في كلية الطب، بجامعة هارفارد، أن رامبرانت كان أحول؛ فعيناه لم تكونا متحاذيتين، ومن ثمّ لم يكن قادراً على رؤية العمق أو الرؤية ثلاثية الأبعاد. نُشرت هذه المقالة في مجلة نيو إنجلاند الطبية (The New England Journal of Medicine) عبر موقعها New England Journal of Medicine، وقد أثبت العلماء أن اللوحات الزيتية والصور الشخصية التي رسمها رمبرانت تظهر أنه كان يعاني من الحول من جانب واحد، مما يعني أن عينيه لم تكونا متحاذيتين بشكل صحيح مع بعضهما البعض، ومن ثمّ فقد كان يرى كل شيء مسطحاً.

أعلن إفلاسه في سنواته الأخيرة

على الرغم من نجاحه كفنان، عانى رمبرانت مالياً في سنواته الأخيرة. لقد قام ببعض الاستثمارات غير الحكيمة وعاش بما يتجاوز إمكاناته، وفي عام 1656 اضطر إلى إعلان إفلاسه. وتمكن من مواصلة العمل وإنتاج الفن التشكيلي، لكنه اضطر إلى بيع الكثير من ممتلكاته وحتى منزله لسداد ديونه.

إذا نظرت عن كثب في لوحاته فقد تكتشف وجوده بشكل عشوائي

--
رسم رمبرانت أكثر من 90 صورة شخصية، لكنه كان يحب أيضاً إدخال نفسه في لوحاته الأخرى، فكان يرسم وجهه كمتفرج وسط الحشد في عدة قطع فنية، وقد تم اكتشاف ذلك بعد فترة من وفاته.
قد ترغبين في التعرف إلى: سر العبقري دافنشي الذي صار لُغـزاً بعد 5 قرون

 

جرب تقنيات جديدة

كان رامبرانت يدفع باستمرار حدود ما هو ممكن وغير ممكن في الفن، وكان يبحث دائماً عن طرق جديدة للتعبير عن نفسه. كان مهتماً بشكل خاص بتجربة تقنيات ومواد مختلفة؛ مثل استخدام إبرة لإنشاء خطوط معقدة في نقوشه أو مزج الأصباغ لإنشاء ألوان جديدة. كان أيضاً من أوائل الفنانين الذين استخدموا impasto، وهي تقنية يتم فيها تطبيق طبقات سميكة من الطلاء لإنشاء الملمس والعمق.

أقحم رسم قرده بإحدى اللوحات

أثناء رسمه لإحدى اللوحات لعائلة من علية القوم، توفي حيوانه الأليف الحبيب، وكان قرداً يدعى "بوك"، فأراد أن يخلد ذكراه؛ فقرر أن يرسم الحيوان الميت في الصورة إلى جانب أفراد العائلة، والذين رفضوا ذلك تماماً، ولم يعجبهم وجود القرد بالصورة، وطلبوا منه إما إزالة القرد أو الطلاء فوقه. رفض رامبرانت بعناد وخسر زبائنه، المدهش أنه لم يتم اكتشاف اللوحة التي تظهر القرد بشكل نهائي.

تُركت لوحته النهائية غير مكتملة

كان رمبرانت لا يزال يعمل على لوحة "معمودية المسيح" حتى وفاته عام 1669. وقد تُركت اللوحة غير مكتملة، وتبقى بمثابة تذكير مؤلم بوفاة الفنان وطبيعة الحياة العابرة.

رمبرانت

تمثال لرمبرانت فان راين

رامبرانت هرمنسزون فان راين، بالهولندية Rembrandt Harmenszoon van Rijn) هو رسام هولندي، ولد في عام 1606 وتوفي عام 1669م، استقر في مدينة أمستردام منذ سنة 1631م. نظراً للقوة التعبيرية الكبيرة التي تتميز بها أعماله ولوحاته الشخصية، بالإضافة إلى معرفته العلمية بنظريات الضوء والظلال، وكذلك القيم الإنسانية النبيلة لأفكاره وتأملاته الشخصية حول مصير الجنس الإنساني، كل هذه العوامل جعلته يعد ضمن كبار أساتذة فن الرسم الغربي. كان له أثناء حياته شأن كبير، واشتهر أيضاً بأعماله عن طريق الرسم بماء الذهب (الأشجار الثلاثة، قطع المائة فلوران النقدية؛ يسوع يُبشر الناس).
أهم أعماله هي لوحته لدرس التشريح مع الدكتور تولب والمشاهدة الليلة، وهي لوحات متعددة الشخصيات، كان قد برع في إضفاء الحياة عليها. وقد تأثر بالفنان كارفاجيو وروبنز، لكنه استخدم تأثيرات الضوء ووضع الألوان بحرية؛ ليبرر الحالة العاطفية والنفسية، عُرف عنه كثافة إنتاجه الفني، فقد أنتج طوال حياته المهنية أكثر من 90 بورتريه و300 لوحة و300 نقش وحوالي 2000 رسم.
ونحو المزيد من أعظم الفنانين يمكنك متابعة السياق التالي للتعرف إلى: أشهر الرسامين في التاريخ