وزارة الثقافة تدشن التأمين الثقافي لحماية المباني التراثية والأعمال الفنية 

بهدف حماية الأصول الثقافية بجميع أشكالها، وخلق بيئة آمنة للاستثمار، دشنت وزارة الثقافة، بالتعاون مع هيئة التأمين، مُنتَج "التأمين الثقافي"، في مؤتمر أقيم بقصر الثقافة بحي السفارات في مدينة الرياض، بحضور جمعٍ من المسؤولين، والرؤساء التنفيذيين المتخصصين والمهتمين في المجالين الثقافي والتأميني، وشهد المؤتمر توقيع أول وثيقة تأمين على أصول ثقافية بين وزارة الثقافة وشركة التعاونية للتأمين، واتفاقية أخرى مع شركة ولاء للتأمين التعاوني، كما احتضن المؤتمر جلستين حواريتين؛ إحداهما بعنوان "تأمين المباني التراثية"، والأخرى "تأمين القطع والأعمال الفنية"، تطرق خلالهما عدد من المسؤولين في وزارة الثقافة والخبراء في مجال التأمين لدور منتج التأمين الثقافي في الحفاظ على الأصول الثقافية السعودية.

تغطية وتصوير / عتاب نور 

مصطفى ينبعاوي: التأمين الثقافي بنية تحتية متكاملة للتعامل مع الأخطار

المهندس مصطفى ينبعاوي المدير العام للمخاطر والالتزام بوزارة الثقافة


أكد المهندس مصطفى ينبعاوي، المدير العام للمخاطر والالتزام بوزارة الثقافة، في كلمته خلال المؤتمر، أن الوزارة وبتوجيه ومتابعة من الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، ترى أن التأمين الثقافي هو أحد الحلول المهمة التي يجب التركيز عليها ورفع جاهزيتها لدعم القطاع الثقافي، مضيفاً أن سوق التأمين السعودي يوفّر منتجات تأمينية تخدم القطاع الثقافي بشكلٍ مباشر، "وتطلع الثقافة للعمل مع قطاع التأمين برعاية هيئة التأمين لتطوير هذه المنتجات بشكلٍ مستمر، مما يخدم جميع أطياف الأصول والأنشطة الثقافية".
وفي تصريح خاص لـ"سيدتي"،عقب المؤتمر ، تطرق المهندس مصطفى ينبعاوي لأهداف التأمين الثقافي، قائلاً: "اليوم بفضل الله أطلقنا منتجين للتأمين الثقافي؛ هما التأمين الثقافي للمباني التراثية والأثرية، والتأمين الثقافي للأعمال الفنية، ومنتج التأمين الثقافي هو آلية وبنية تحتية متكاملة للتعامل مع الأخطار التي تتعلق بالقطاع الثقافي، ومن أهدافها المتعددة توفير الحماية والتمكين والاستدامة للقطاع، وتحقيق فوائد أخرى للقطاع الثقافي من ناحية تمكين العاملين في القطاع الثقافي وفي المعارض الفنية وملاك القطع الأثرية والمباني والأعمال الفنية وحمايتها من المخاطر واستدامتها والمحافظة على الإرث الثقافي والتراثي".وأكد ينبعاوي أن هناك عمليات حصر تتم للمباني الأثرية والأعمال الفنية، ويمثل ذلك أحد أهداف وزارة الثقافة.
وعن أهمية توعية المجتمع بمنتج التأمين الثقافي، قال: "ندعو الجميع لدعم منتج التأمين الثقافي؛ من خلال وجود الممكنات كالترميم والنقل والتخزين؛ لأنها بمجملها تشكل منظومة لدعم المنتج الثقافي، وربما أحد أهداف عقد مؤتمر التأمين الثقافي هو رفع الوعي لدى المجتمع بمنتج التأمين الثقافي بدعوة المهتمين المشرعين من الوزارة والهيئة وجهات حكومية وشركات التأمين والقطاع الخاص وملاك الأعمال الفنية والمتاحف والمعارض، مما يعني أننا اليوم في بداية مشوار الوعي بمنتج التأمين الثقافي، وإن شاء الله نستمر".
واختتم ينبعاوي حديثه: "اليوم، ومن خلال المؤتمر، تم توقيع أول عقود منتج التأمين الثقافي، والمنتج موجود في قطاع وشركات التأمين، ويستطيع الأشخاص والقطاع الخاص والعاملون فيه الاستفادة منه.

أحمد القصير: التأمين الثقافي يهدف للحفاظ على التراث الثقافي السعودي

أحمد القصير مدير عام الإشراف بهيئة التأمين


من جانبه، أكد مدير عام الإشراف بهيئة التأمين، المهندس أحمد القصير، في كلمته في افتتاح المؤتمر، أن هيئة التأمين على ثقة بأن هذه المبادرات ستُسهم في تعزيز مكانة السعودية كأحد الأسواق الواعدة لقطاع التأمين حول العالم، وستُعزز من مساهمة هذا القطاع في النمو الاقتصادي المستدام".
وأضاف: "منتج التأمين الثقافي الجديد يهدف للحفاظ على التراث الثقافي السعودي كوْنَه يُشكّل هوية الشعوب الثقافية، ويُمثّل جذور حضارتها العريقة". واصفاً إطلاق منتج التأمين الثقافي في السعودية بالخطوة الرائدة في مجال حماية التراث الثقافي، حيث يعمل هذا المنتج على توفير الحماية الشاملة للأعمال والأصول الثقافية والتراثية، ويعزز استدامتها، ويحافظ على قيمتها التاريخية والفنية.
يمكن الاطلاع أيضا على : بتنظيم من وزارة الثقافة.. انطلاق مؤتمر للتأمين الثقافي في الرياض

شركات التأمين

شيرين آل سالم


وكانت بداية جولة "سيدتي" في أروقة المؤتمر مع شركة ولاء للتأمين التعاوني، التي تتواجد ضمن عدد من الشركات الخاصة بالتأمين والترميم وتقييم الأصول، للاطلاع على دور الشركة المحوري بعد إطلاق منتج التأمين الثقافي، حيث أشارت شيرين آل سالم، مدير أول اكتتاب عام في شركة ولاء للتأمين، إلى أنه وبناء على التعاون الذي تم بين وزارة الثقافة وهيئة التأمين لإطلاق منتجين للتأمين الثقافي تأمين المباني الأثرية وتأمين القطع الفنية، تقدمت شركة ولاء للتأمين، التي تعد من الشركات الرائدة الأولى التي حصلت على الموافقة على منتج التأمين الثقافي بدعم من هيئة التأمين، والذي سيكون حماية للمباني الأثرية الموجودة في السعودية ولأصحاب القطع الفنية.
وعن آلية التأمين على القطع الفنية الخاصة بالفنانين والمبدعين، أكدت شيرين أن تلك القطع سيتم تأمينها بناء على المبلغ المعلن من صاحب القطعة الفنية، فهذا المبلغ ممكن أن يكون سعر الشراء، بالإضافة للنقل، وسيكتب في الوثيقة كيفية تقييم هذه القطعة، ولكن إذا تعرضت القطعة للضرر ولدفع التعويض؛ لابد أن يكون هناك تقرير تقييم كامل للقطعة الفنية من مقيمين معتمدين في السعودية.

تقييم الأصول

سلطان الحذيفي


وبدوره، تطرق سلطان الحذيفي، مدير علاقات العملاء من شركة باركود للتقييم، وهي شركة سعودية لها خبرة تمتد لأكثر من 13 عاماً في السوق السعودي، لتقييم الأصول العقارية وأصول الآلات والمعدات وتقديم الاستشارات للعملاء لأغراض متعددة، سواء كان للتأمين أو البيع والشراء والاستثمار، وكمثال بسيط تعمل الشركة على تقديم تقرير معتمد للبنك عن سعر عقار معين وقع عليه الاختيار من قبل أحد العملاء، وبناء على التقرير يقدم البنك التمويل للعميل.

ترميم الأصول العقارية

شهاب بدر الدين


ومن شركة ظواهر العمران لترميم المشاريع التراثية، أشار شهاب بدر الدين إلى أنه، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، أوكلت لعدد من الشركات المختصة حصر الأصول العقارية وعمل تقارير بحالتها، ومن ثم رفعها لوزارة الثقافة لعمل التأمين لها ومن ثم القيام بترميمها.
وأضاف بدر الدين : سجل شركة ظواهر العمرانية حافل بترميم أكثر من 52 مبنى في أنحاء مختلفة من السعودية، أبرزها قصر صاهود، وترميم وإعادة تأهيل مركز الفنان طارق عبد الحكيم وأصول سوق الوجه شمال السعودية ، وترميم واجهات محلات منطقة جدة التاريخية وفندق الدحو، بحي الدحو في الرياض.