ما هو فن المنمنمات ومن هو مايكل أنجلو المنمنمات؟

فن المنمنمات
فن المنمنمات أحد أشكال الفنون الجميلة، يتم تنفيذها بتفاصيل دقيقة تكاد تكون حقيقية

فن المنمنمات أو الرسم المصغر هو أسلوب فني تقليدي يتميز بتفاصيله الدقيقة، وغالباً ما يشار إليه بالرسم أو النحت "في المنمنمات". ويُعتقد أن فن المنمنمات ربما تأثر بميداليات روما القديمة، إلا أنه يمكن تتبع فن المنمنمات والذي يعود بإرهاصاته الأولى إلى المخطوطات المصرية القديمة على مخطوطات البردي ليبزغ نوره ويصل لذروة لمعانه وتألقه في عصر النهضة. إذا أردت التعرف أكثر إلى هذا الفن المدهش تابعي السياق التالي والذي التقت فيه "سيدتي" مع لبنى أبو الخير فنانة تشكيلية والتي تحدثك عن فن المنمنمات وتاريخه المدهش.

الفن المصغر.. فن المنمنمات

فن المنمنمات أحد أشكال الفنون الجميلة، يتم تنفيذها بتفاصيل دقيقة تكاد تكون حقيقية - المصدرfreepik


تقول لبنى أبو الخير فنانة تشكيلية لسيدتي: الفن المصغر هو أحد أشكال الفنون الجميلة، بما في ذلك اللوحات والنقوش والمنحوتات. والتي يتم تنفيذها بتفاصيل دقيقة تكاد تكون حقيقية، فلو كان الفن المنمنم لوحة فالفنان يُظهر جميع ضربات الفرشاة الصغيرة أو علامات القلم الرصاص، ويعرض جميع العناصر نفسها الموجودة في اللوحة الأكبر، مثل التكوين القوي والقيمة اللونية والألوان الرائعة، ولو كان نقش أو نحت فهو يُنشئ تكويناً مماثلاً للكتلة الأصلية بكافة تفاصيلها ودقائقها وكأنه نسخة استنسخت من الكتلة الأصلية ولكن بمقياس رسم أصغر.

أصل وتطور المنمنمات


تقول لبنى: تأتي كلمة المنمنمات من الكلمة اللاتينية miniare في إشارة إلى الأعمال أو النقوش المصنوعة بحجم أصغر. وخلال العصور الوسطى، تم استخدامها لتمثيل موضوعات مختلفة في ذلك الوقت، غالباً ما كانت دينية، على أنه من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الكلمة الفعلية "مصغرة" لا تشير إلى الحجم ولكنها تأتي من المصطلحين "مينوم" وهو طلاء الرصاص الأحمر المستخدم في المخطوطات المضيئة و"مينيار"، الكلمة اللاتينية "التلوين بالرصاص الأحمر".
خلال عصر النهضة، مثلت المخطوطات المصورة مشاهد مدنية أو علمانية، وقد لاقت هذه الأعمال قيمة كبيرة وانتشاراً مدهشاً بفضل استخدامها من قبل النبلاء الأوروبيين، على أن ظهور اختراع المطبعة قلل كثيراً من أهمية هذا النوع من الاستنساخ بسبب تكلفته العالية (الرسم المصغر)، وعلى الرغم من أن فن المنمنمات كان شائعاً في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إلا أنه يعود إلى ما قبل ذلك، حيث كان يتم نحت الصور الشخصية على العاج. وقد لعبت الرسوم التوضيحية المصغرة دوراً مهماً خلال هذا الوقت، حيث نقلت قصص تلك الفترة لأولئك الذين لا يستطيعون القراءة، على أن المنمنمات لم تظهر كفن قائم بذاته إلا في القرن السادس عشر، وكان الملك هنري الثامن راعياً متحمساً للفن المصغر، هذا الوقت أيضاً عُرف الفن المصغر باسم limning، واستُخدمت الكلمة الفعلية miniature في اللغة الإنجليزية حوالي عام 1586. وقد كرّس العديد من الرسامين أنفسهم حصرياً لهذا الجانب، على رأسهم الإيطالي جوليو كلوفيو، في تلك الفترة نشأ تقليد طويل من الرسم المصغر في انجلترا. وكانت الصور الشخصية تُنفَّذ بدقة وتُرسم على ورق الرق والنحاس والعاج ويمكن حملها في قلادة أو جيب. وأصبح نيكولاس هيلارد، أول أستاذ انجليزي في الرسم المصغر. وقد تبنى الشكل البيضاوي، الذي أصبح مؤخراً رائجاً في قارة أوروبا مفضلاً الشكل الدائري والذي ظل الشكل الأكثر شعبية حتى أوائل القرن التاسع عشر.
يمكنك متابعة المزيد عن النمنمات عبر الرابط: الفنانة السعودية إشراق العويوي: المنمنمات فن يعكس رقياً

مايكل أنجلو المنمنمات

أشهر فناني المنمنمات كان جوليو كلوفيو، وهو رسام إيطالي معروف من عصر النهضة كان متخصصاً في فن المنمنمات و زخارف الكتب. أكسبته مهارته الكبيرة لقب مايكل أنجلو للمنمنمات، ويعتبر أفضل رسامي القرن السادس عشر، ويعود جزء كبير من شهرته إلى صداقته مع إل جريكو، وقد عمل كلوفيو برعاية الملوك والشخصيات العظيمة في ذلك الوقت، الذين كانوا يستطيعون تحمل تكاليف إنشاء عمل فريد دقيق منمنم استغرق سنوات ليرى النور، وقد تخصص كلوفيو في الموضوعات التاريخية والدينية على التحديد.

أقدم فنون المنمنمات

تُعرف اليونسكو المنمنمات، عبر موقعها الرسمي unesco.org، على أنها هي نوع من الأعمال الفنية التي تنطوي على تصميم وإنشاء لوحات صغيرة على الكتب والسجاد والمنسوجات والسيراميك وغيرها من العناصر باستخدام مواد خام، مثل الذهب والفضة والمواد العضوية المختلفة. تاريخياً، تم تجسيد المنمنمات من خلال الرسم على الكتب، لكن العنصر تطور ويمكن أيضاً ملاحظته في الهندسة المعمارية وكزينة في الأماكن العامة. إنها حرفة تقليدية تنتقل عادةً من خلال علاقات المرشد والمتدرب وهي جزء لا يتجزأ من الهوية الاجتماعية والثقافية لكل مجتمع.
تستكمل لبنى الحديث عن المخطوطات المصورة والتي تُعد أقدم أنواع فن المنمنمات، لافتة أن أصل المخطوطات المصورة الأولى يعود إلى مصر القديمة. حوالي عام 2000 قبل الميلاد، فقد كان يُعرف ما يسمى حالياً بكتاب الموتى وهو يمثل النصوص والمشاهد الجنائزية. وقد كلف الكهنة والنبلاء والفراعنة بإنشاء هذه الأعمال التي كان غرضها احتواء الصلوات والتعليمات لسلوك المتوفى في الحياة الآخرة، وعقب العصر الفرعوني اتبع كتبة الإسكندرية هذه التقنية في جزء كبير من المخطوطات الموجودة بمكتبة الإسكندرية، وتؤكد لبنى أن فن اللوحات المنمنمة بالكتب شهد أكبر تطور له مع الرسم الروماني والقوطي. وفي وقت لاحق تطور فن المنمنمات إلى فن الصور المصغرة.

فن المنمنمات في العصر الحديث

تقول لبنى: من حيث التكوين، لكي يتم اعتبار اللوحة أو الرسم مصغراً، لا يمكن أن يكون حجم اللوحة الفعلي أكبر من 1/6 حجمه الطبيعي. لذلك، لا يمكن أن يكون رأس الإنسان أكبر من 38 مم، وهو 1/6 من الحجم الفعلي لرأس الإنسان، وعندما لا يكون ذلك ممكناً، مع الموضوعات التي تكون صغيرة جداً بالفعل، مثل بعض الحشرات أو الزهور، يجب أن تسود "روح المنمنمات". حيث الحاجة ملحة إلى الاهتمام المطلق بالتفاصيل ودقة الخطوط في مناطق صغيرة جداً من اللوحة ذات الحجم المحدود. يجب أن تصمد اللوحة أمام الفحص الدقيق، ومن الناحية المثالية يجب أن تكون مهارة الفنان مبهرة، وتوجد جمعيات مختلفة للفن المصغر، وتُقام معارض سنوية كل عام تعرض لوحات ومنحوتات مصغرة لفنانين من جميع أنحاء العالم. ولكل جمعية قواعدها وإرشاداتها الخاصة، مع حدّ أقصى لحجم الصورة والإطار، ولكن باختصار، فإن اللوحة المصغرة هي لوحة مفصلة للغاية يمكن أن تلائم راحة يدك.
ويمكنك كذلك التعرف إلى: معرض لفن المنمنمات يفتح أبوابه في لندن