أشهر 8 مستكشفات من النساء وكيف غيّرن العالم

امرأة تستكشف مجاهل العالم
امرأة تستكشف مجاهل العالم فالمرأة لم تترك مجالاً للرجل لينفرد به بل أثبتت جدارتها حتى بأصعب المجالات - المصدر freepik

قبل ظهور الطائرات والمركبات والصواريخ والإنترنت، كان السفر خطيراً بقدر ما كان مثيراً. لآلاف السنوات لم يتوقف فضول المستكشفين للتطرق لأماكن نائية وبلاد بعيدة وفضاءات غير مأهولة، حيث كان هؤلاء الرحالة والمستكشفين ذوي الشهية الجارفة للمغامرة يغذون رغبة البشرية المفرطة للتعرف إلى العالم وكشف ما وراء البحار والمحيطات، واستكشاف ثقافات جديدة واكتشاف غرائب حيوات بشر آخرين، وتمهيد الطريق لمستكشفين آخرين للتعرف أكثر إلى غيبيات العالم وما يحويه من أسرار وعلوم وثقافات بره وبحره، فضائه وجليده، وعلى الرغم من أن هذا المجال ظل حكراً على الرجال قروناً طويلة إلا أن النساء لم يستسلمن ولم يقفن مكتوفي الأيدي، فكان لا بد لهن من المشاركة وإثبات الذات بل ومقارعة الرجال في فضولهم وحبهم للمغامرة، ومن ثمّ فقد ظهرت مستكشفات مذهلات ورحالات رائعات استطعن بما كشفنه واستكشفنه تغيير مجرى التاريخ، فيما يلي "سيدتي" تستعرض معك بعضاً منهن (من موقع wandering--everywhere-com) كنماذج للدأب والشجاعة والبحث المضني والفضول، والذي يفتح الطريق أمام أخريات لتواصلن طريق الاكتشاف والاستكشاف والتعرف إلى ما يخبئه العالم من أسرار وغموض.

ماري كينجسلي


عالمة أعراق وكاتبة ومستكشفة إنجليزية، ولدت في أكتوبر1862، تبدأ قصة هذه المرأة الشجاعة برحلة إلى أفريقيا برفقة كيس شاي وفرشاة أسنان ومشط؛ فبعد وفاة والديها قررت أن الوقت قد حان للتفكير في السفر، وقررت السفر للقارة الأفريقية إلا أنها أدركت أن الأمر ليس بهذه السهولة. وعلى الرغم من الانتقادات والقيود، تمكنت ماري من الذهاب لسيراليون. ثم قامت باستكشاف ساحل خليج غينيا ولواندا وأنغولا، ثم دخلت نيجيريا، وكان الهدف من رحلاتها هو التعرف إلى عادات السكان المحليين والاندماج فيها، وقد نجحت ماري بذلك حتى أنها تُعد أحد رواد الأنثروبولوجيا الثقافية وواحدة من أوائل علماء الإثنوغرافيا الذين طوروا العمل الميداني الأصيل، ومن الحكايات المثيرة ما يروى عنها أنها تمكنت من الخروج لمواجهة نمر، فضربته بإبريق ماء.

جيرترود بيل

هي باحثة ومستكشفة وعالمة آثار ودبلوماسية، متسلقة جبال، رحالة بريطانية عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في عقد العشرينيات من القرن العشرين، ولدت بالمملكة المتحدة بالعام 1868، وقد اقتحمت جيرترود عالم المغامرة والاستكشاف والذي كان يُعد مجالاً ذكورياً في نهاية القرن العشرين. خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت جيرترود قد أمضت بالفعل 53 ساعة معلقة بحبل أثناء تسلق جبال الألب، كما قامت بالدوران حول العالم مرتين وقضت سنوات في استكشاف الشرق الأوسط عندما شاركت في رسم حدود العراق بعد الحرب العالمية الأولى، البلد الذي عرفته جيداً بفضل شغفها بعلم الآثار، حتى أنها ساعدت في إنشاء متحف العراق قبل وفاتها عام 1926.
قد ترغبين في التعرف إلى ما استكشفته مستكشفة أخرى: فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية نادرة في السعودية عمرها آلاف السنين

ماي فرينش شيلدون


ولدت عام 1847 في ولاية بنسلفانيا. أراد والد ماي لها دراسة الطب وكان يمتلك العديد من المزارع، إلا أنها فجأة قررت ترك كل شيء للذهاب لاكتشاف مومباسا، وتبعها فريق من 150 شخصاً قرروا مرافقتها، فقد أرادت إثبات أن النساء يمكن أن يصبحن أيضاً مستكشفات، وقد تمكنت ماي فرينش شيلدون من تنظيم رحلة استكشافية إلى كليمنجارو، حيث اكتسبت، بشخصيتها الهادئة والحاسمة، مودة واحترام القبائل التي التقت بها حتى أنها عُرفت باسم "ملكة كليمنجارو البيضاء". وقد نشرت مذكرات بعنوان "من سلطان إلى سلطان" روت فيها بالتفصيل تجاربها ومشاعرها وجمال المناظر الطبيعية الأفريقية، وعندما عادت، أصبحت ماي عضواً في الجمعية الجغرافية الملكية لبريطانيا العظمى والعديد من الجمعيات الأنثروبولوجية. وقد استطاعت بعد العديد من المغامرات أن تظهر للعالم أنه، بالإرادة والمثابرة، فإن النساء أكثر من قادرات على فعل نفس ما يفعله الرجال.

فاني ووركمان

ربما كانت فاني ووركمان واحدة من أشهر المستكشفات الإناث في العصر الفيكتوري، وقد ولدت في عام 1859، واستطاعت القيام باستكشافات مذهلة بفضل دأبها وفضولها الذي لا ينتهي حتى أنها حملت علم "التصويت للنساء" على السطح اللامع لنهر جليدي آسيوي لم يصل له أحد بعد أن تسلقت ارتفاع 20 ألف قدم إلى القمة. ثم حطمت الرقم القياسي لتسلق أعلى قمة عند 22815 قدماً وهو أعلى رقم وصلت له امرأة، والذي لا يصدق أنها ظلت تحتفظ بالرقم القياسي لمدة 28 عاماً، قامت فاني كذلك بتحديد طريق جديد عبر حقول الثلوج غير المستكشفة إلى الكتلة الجليدية في نهر كالبيرج الجليدي، وكتبت كتباً عن هذه الرحلات ورحلاتها الاستكشافية من الأطلس إلى الصحراء الكبرى، والتي كانت تقودها بالدراجة.
قد ترغبين في متابعة الرابط: النهر الجليدي في إيفرست يتلاشى بسبب تغير المناخ

إيلين كولينز


غيرت إيلين كولينز تاريخ الطيران الفضائي في 20 يوليو 1999، وهو اليوم الذي أصبحت فيه أول امرأة في التاريخ تقود مكوكاً فضائياً. تُعرف باسم "المرأة الصاروخية"، وهذا ليس مفاجئاً، فهي بالإضافة إلى قيادة المكوك، كانت أول قائدة لمهمة خاصة وشاركت في أربع رحلات فضائية.
تقول كولينز "إننا نشعر بنفس الانبهار الذي يشعر به الرجال تجاه الفضاء، وسيصبح الأمر أسهل لأن التحيزات والحواجز تتساقط أخيراً."
أقل ما يقال عن كولينز إن مسيرتها المهنية رائعة، بدءاً من حقيقة أنه ولدت في عائلة متواضعة لم تستطع دفع تكاليف دراستها الجامعية؛ ومع ذلك، تمكنت من الدراسة والتخرج من الجامعة في تخصص العلوم والرياضيات في عام 1976، وبعد ذلك في عام 1979 تخرجت في الرياضيات والاقتصاد. وكانت المرأة الوحيدة في فصلها. في نفس العام (1979) كانت أيضاً عضواً في تسعة وتسعون، وهي مجموعة من النساء الرائدات في المطالبة بحق المراة في قيادة الطائرات، وفي العام التالي حصلت على تصنيفها كطيارة في قاعدة جوية في أوكلاهوما. وبعد مرور عام اجتازت الاختبارات لتصبح رائدة فضاء. وأصبحت مسؤولة عن رحلة فضائية في عام 1995 مما جعلها رائدة فضاء قديرة محترفة الأمر الذي دعا وكالة ناسا أن تقرر أنها ستكون الشخص الذي سيقود مكوكاً فضائياً، لأول مرة في تاريخها.

ألكسندرا ديفيد نيل

ولدت عام 1868 في قلب المجتمع الأوروبي الراقي آنذاك، وقد أظهر لها والدها الجانب الثوري والحقيقي للحياة، فقبل أن تبلغ 25 عاماً، كانت الشابة قد زارت الهند وتونس، وقامت بجولة في مناطق إسبانيا على دراجة هوائية. وقد تمكنت من القيام بكل هذا بمفردها، على أن ما يشكل التحدي الأكبر في حياتها هو الوصول لهضبة التبت؛ حيث تُعد أكسندرا أول امرأة غربية تطأ قدمها هضبة التبت، وبشكل أكثر تحديداً، في مدينة لاسا، عاصمة البلاد، والتي كان دخولها ممنوعاً منعاً باتا على جميع الأجانب، على أن هذه المرأة ذات الأصل الفرنسي، وهي بالأساس كاتبة ومفكرة ومغامرّة، كلما حاولت الذهاب للتبت ينتهى بها الأمر إلى القبض عليها وترحيلها، إلا أنها بالنهاية استطاعت أن تفعل ذلك بخدعة فقد وضعت خطة، فتنكرت هي ورفيقها في المغامرة في هيئة متسولين، وأخبرا الجميع أنهما ذاهبان للبحث عن الأعشاب الطبية، وقررا السفر ليلاً وكانا يتحركان بالمساء مثل الأشباح ويستريحان بالنهار حتى يكونا غير مرئيين لأعين الآخرين، وعندما وصلا إلى مدخل المدينة، ساعدتهما عاصفة رملية على ألا يلاحظهما أحد. وبعد أربعة أشهر وألفي كيلومتر سيراً على الأقدام استطاعت المستكشفة الجريئة ورفيقها عبور جبال الهيمالايا، وتحقيق هدفها.
ربما كانت فاني ووركمان واحدة من أشهر المستكشفات الإناث في العصر الفيكتوري، وقد ولدت في عام 1859، وواصلت القيام ببعض الأشياء المذهلة. فقد حملت علم "التصويت للنساء" على السطح اللامع لنهر جليدي آسيوي بعيداً، بعد أن تسلقت ارتفاع 20 ألف قدم إلى القمة. ثم حطمت الرقم القياسي لتسلق أعلى من أي امرأة أخرى عند 22815 قدماً، وظلت تحتفظ بالرقم القياسي لمدة 28 عاماً لا تصدق.
حددت طريقاً جديداً عبر حقول الثلوج غير المستكشفة إلى الكتلة الجليدية في نهر كالبيرج الجليدي، وكتبت كتباً عن هذه الرحلات ورحلاتها الاستكشافية من الأطلس إلى الصحراء الكبرى، والتي كانت تقودها بالدراجة.
قد ترغبين في التعرف إلى: رحلة صينية لاستكشاف القمر بمشاركة سعودية

سيلفيا إيرل

سيلفيا ايرل
    سيلفيا ايرل Sylvia Earle- مصدر الصورة : Jared Siskin/Patrick McMullan via Getty Images)

تم تصنيف عالمة المحيطات سيلفيا إيرل على أنها "بطلة الكوكب" من قبل مجلة تايم، وليس من المستغرب، ففي عام 1980، نزلت إلى عمق 381 متراً في أعمق غوص حر عندما سارت في قاع بحر أواهو ببدلة ضغط عادية، إيرل هي أول امرأة تتولى منصب كبيرة العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وتحمل رقماً قياسياً عالمياً لأعمق مشي غير مقيّد في قاع المحيط.
ولدت إيرل في نيوجيرسي عام 1935، وفي سن الثانية عشرة ذهبت مع عائلتها إلى فلوريدا لتعيش في منزل على البحر، وقد قامت بأول رحلة غوص استكشافية لها في سن السابعة عشرة وتمكنت من رؤية البحر من الداخل. وبينما كانت لا تزال طالبة، كانت من أوائل علماء البحار الذين استخدموا معدات الغوص في عملها. كما أنها قادت الفريق الأول من رائدات الأحياء المائية اللواتي سيعشن لمدة أسبوعين في موطن تحت الماء. الآن بعد أن أمضت إيرل أكثر من 7000 ساعة تحت الماء، وهي بعمر الـ89 تخطط لمئة ساعة من الغوص تحت الماء بحلول منتصف هذا العام.

نيللي بلي

"فقط الرجال يستطيعون أن يفعلوا ذلك!" هكذا هاجم محرر أحد الصحف الشهيرة المستكشفة نيللي بلي بسخرية عندما اقترحت السفر حول العالم في 80 يوماً، لمحاكاة العمل الفذ للشخصية الخيالية فيلياس فوغ في استكشاف العالم. كان العام 1889 ولم تكن الأعراف الاجتماعية تسمح للمرأة بالقيام برحلة من هذا النوع بمفردها، إلا أنها لم تتوقف فقد حزمت حقائبها وأخفت أموالها في حقيبة صغيرة بين الملابس التي كانت ترتديها، وانطلقت في مغامرة عبرت من خلالها أوروبا وجنوب شرق آسيا واليابان والولايات المتحدة، وخاضت العديد من المغامرات ونجت بأعجوبة من أكثر من موقف خطير، إلا أنها عادت منتصرة في 25 يناير 1890، بعد 72 يوماً من مغادرتها، وتم استقبالها في نيويورك بحماسة شديدة فما فعلته لم يكن يتوقعه أحد...!
وهكذا النساء بكل زمان ومكان لم يتركن مجالاً إلا خضنه ولا مكاناً إلا دخلنه.. والآن ما رأيك أن تحكي لنا عن مغامرة خضتها كمستكشفة حتى لو كانت بطفولتك...!
وإذا كانت هذه الاكتشافات كلها للنساء من المكتشفات هناك مستكشفون آخرون.. فهذا المستكشف الصغير.. طفل في الرابعة يعثر على عظام ديناصور عمره 100 مليون عام