بعد مرور 10 أيام على بدء المخيم الفني لليونسكو الذي أطلقته جامعة الشارقة بالتعاون مع المنظمة العالمية ضمن فعاليات الملتقى الفني الدولي تحت شعار "فن عبر الحدود"، جاءت اللحظة التي شاركنا بها 22 فناناً وفنانة من حول العالم نتاج ما عملوا عليه جاهدين خلال هذه المدة القصيرة، وهي عبارة عن 44 عمل فني، يحمل كل منها تفاصيل عن وطنه وفكره، سيدتي كانت حاضرة، وقد قمنا بلقاء مجموعة من الفنانين المشاركين، فما هو هذا الملتقى الفني؟
"الملتقى الفني الدولي"
أُطلقت فعاليات "الملتقى الفني الدولي" والذي تنظمه منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع جامعة الشارقة تحت شعار " فن عبر الحدود" برعاية الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، ، خلال الفترة من 20 وحتى 30 يناير وذلك في عمادة شؤون الطلاب وكلية الفنون الجميلة والتصميم، حيث التقى الفنانون على مدار 11 يوماً للعمل على لوحاتهم، متبادلين في الوقت نفسه الخبرات والثقافات، خاصة وأن كل فنان قدم لمحة عن بلده. إذاً تضمن الملتقى برنامجاً فنياً وثقافياً متنوعاً يشمل ورش عمل وندوات فنية يقدمها نخبة من الفنانين العالميين، بالإضافة إلى زيارات ميدانية للمعالم التراثية والثقافية في إمارتي الشارقة ودبي.
الشارقة ومبانيها بعيون الفنان العالمي ساشا جفري
كان ضيف الشرف في المخيم الفني الفنان البريطاني العالمي ساشا جفري، الذي قاد ورشة عمل لـ18 طالباً وطالبة من كلية الفنون والتصميم في جامعة الشارقة، حيث عملوا سوياً على لوحة فنية ضخمة عرضت في قاعة المعرض النهائي، الذي حدثنا عن تجربته وماتحمله اللوحة من رموز فقال: "كانت التجربة استثنائية، فقد بدأت ورشة العمل بجلسة تأمل سريعة مع الطلاب الـ18 كي يتخلصوا من أي ضغوط ويعملوا بطاقة إيجابية، قضينا ساعتين من العمل على الطبقة الأولى من اللوحة والتي حملت لمستهم الخاصة والنابعة من قلبهم، من ثمّ أخذتها إلى الاستديو الخاص بي بدبي وأكملت العمل على بقية الطبقات لمدة 10 أيام، ستجدون في اللوحة مبنى جامعة الشارقة والأشخاص والطلاب يصلون إلى الجامعة، وكلما أمعنتم النظر كلما وجدتم تفاصيل إضافية".
هنا يمكنك الإطلاع على أهم المعارض الفنية في العالم العربي لعام 2025
لكل فنان حكاية من بلده
كذلك التقينا الفنانة العراقية عبير العيداني، من المنظمين لهذا الحدث والمشاركة به في لوحتين، فقالت: "موضوع المعرض عن الحوارات بين الناس ومختلف الثقافات، فحاولت أن أنقل صورة السلام في بغداد والعراق وعن التناغم الموجود لدينا من خلال الفن البغدادي القريب من المُشاهد، جسدت في لوحاتي بعض أبرز المعالم في بغداد مثل ساحة الشهداء الشهيرة، ساعة بغداد وملوية سامراء، أما عن أجواء المخيم الفني فقد كانت زاخرة بالتبادل الفني، حيث قام كل فنان بعرض لمحة عن أبرز ما يميز بلده للفنانين الآخرين وهو الأمر الذي يثري ذائقتهم ومعرفتهم الفنية بالتأكيد"
أما د. كريمة الشوملي، أستاذة للفنون في جامعة الشارقة والمشاركة في لوحتين أيضاً في المعرض، فقد نقلت نوعاً جديداً من الفن الإماراتي مترجمة إياه إلى لوحات تحكي الكثير، حيث استوحت الإلهام من النقشة التراثية في ملابس السيدات بالإمارات والتي تسمى بنقشة أبو طيرة، وقد قالت: "استوحيت لوحاتي لهذا المعرض من نقشة أبو طيرة كوني بحثت في مجال نقوش الأقمشة النسائية ولدي معرض صور في متحف الفنون حولها، أما هنا فقد جسدت النقوش بلوحات وقد أرفقت كل لوحة ببطاقة تحمل النقشة الأصلية كوني رسمتها بطريقتي الانطباعية الخاصة".
ومن الإمارات أيضاً، أخذتنا الفنانة فايزة محمد في لوحاتها إلى جولة في معالم أثرية هامة في وطنها، حيث ترجمت رحلتها في يوم مشمس إلى مسجد البدية الأثري في لوحة بألوان هادئة، أما اللوحة الأخرى فقد جسدت حصن الشارقة الذي بني عام 1860 في تصور منها كما كان يبدو آنذاك من دون الأبنية الحديثة، وقد قالت: "استمتعت كثيراً خلال المخيم الفني، ولم يكن مجرد مخيم لتنفيذ أعمالنا فقط، بل كان فرصة تعلمنا من خلالها الكثير عن جميع البلدان المشاركة في هذا المعرض".
كانت الدول العربية حاضرة بقوة في أعمال المعرض، كالفنانة الفلسطينية البولندية نيفين أبو سمرة التي خصصت لوحاتها للإضاءة على التنوع ما بين بلدان العالم والمستوحاة من المخيم الفني بحد ذاته والتبادل الفني الذي حصل خلاله، وقد اعتمدت على طبقات من الأكرليك المخففة للحصول على النتيجة النهائية كي كما أضافت برواز غير مكتمل لكل لوحة كون شعار الملتقى "فن عبر الحدود".
أما الفنان اللبناني وائل حميدة فقد تغنى بالزيتون، الأقدم من البشر اليوم، فأبناء اليوم يحصدون ما زرعه الأجداد، لذا اختار أن يستلهم لوحتيه من هذه الشجرة في إشارة إلى التراث المتناقل بين الأجيال.
كذلك كان هنالك فنانين من اسبانيا، الهند، أرمينيا، طاجكستان، الصين، الجزائر، عمان، فرنسا، مالطا وأميركا، ولكل منهم حكاية سردها بألوانه وعلى طريقته الخاصة.
وقد اختتم المخيم بتكريم الفنانين، وبمعرض فني في كلية الفنون الجميلة والتصميم بحضور الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، يضم 44 عملاً فنياً متنوعاً من إبداع الفنانين المشاركين، على أن تحتفظ جامعة الشارقة بنصف الأعمال الفنية النهائية، واليونسكو بالنصف الآخر منها لترتيب معرض فني يجول العالم من خلال مكاتب اليونسكو المنتشرة في مختلف دول العالم. كما قدم طلبة الجامعة مجسماً فنياً خاصاً يجسد مفهوم السلام العالمي.
هنا يمكنك التعرف إلى أهم اللوحات الفنية في العالم وحكاياتها المدهشة
