بينالي الفنون الإسلامية 2025 استكشاف في عمق المعاني الإيمانية

تركيب ركن AlMunawwarah Pavilion (تصوير: Marco Cappelletti)
تركيب ركن AlMunawwarah Pavilion (تصوير: Marco Cappelletti)

تبرزُ صالةُ الحجَّاج الغربيَّة بمطارِ الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، موقعُ إقامةِ بينالي الفنون الإسلاميَّة 2025، بوصفها نقطةَ التقاءٍ، تجمعُ الثقافاتِ المختلفة، إذ يمرُّ بهذا الصرحِ المعماري الفريدِ كلَّ عامٍ الملايين من ضيوفِ الرحمن لأداءِ مناسك الحجِّ والعمرة. وسيقدِّم البينالي، طوالَ فترةِ تنظيمه، حواراً فريداً بين التحفِ الأثريَّة، والقطعِ التاريخيَّة، والأعمالِ الفنيَّة المعاصرة داخل قاعاتِ العرض، والمساحاتِ الخارجيَّة، وسيستكشفُ عمقَ المعاني الإيمانيَّة، وطرقَ التعبيرِ عنها، والاحتفاءِ بها من خلال مشاعرِ الإنسان، وأفكاره، وأعماله الإبداعيَّة، كما سيُقدِّم رؤى فريدةً حول كيفيَّةِ استمرارِ الثقافات في ظلِّ التحوُّلات التي تشهدها المملكة العربيَّة السعوديَّة اليوم، وارتباطها الوثيقِ بالإطار العالمي.

بينالي الفنون الإسلامية 2023 في صالة الحجاج الغربية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)


تُعبِّر الآيةُ «وما بينهما» التي وردت في مواضعَ عدة بالقرآنِ الكريم، منها قوله تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ عن عظمةِ خلقِ الله كما يدركها الإنسانُ ويستشعرها، وهذا ما يلمسه الزائرُ بخمسِ صالاتِ عرضٍ في البينالي، تحتضنُ نحو 500 قطعةٍ أثريَّةٍ، وأعمالاً فنيَّةً معاصرةً، تستكشفُ سعي البشرِ لفهمِ جمالِ وروعة ما أبدعه الخالق.

 

 


أعمال فنية مميزة

 

تركيب المسلّة AlMusalla. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 


في نسخته الثانية، يعرضُ بينالي الفنون الإسلاميَّة عدداً أكبرَ من الأعمالِ الفنيَّة المعاصرة في ظلِّ مشاركاتٍ أوسعَ من المؤسَّسات، مؤكِّداً على مكانته بوصفه منصَّةً مركزيَّةً عالميَّةً للفنون الإسلاميَّة.

ويشاركُ في الحدثِ أكثر من 30 مؤسَّسةً رائدةً من دولٍ عدة، هي الدنمارك، مصر، فرنسا، اليونان، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، الكويت، مالي، عُمان، فلسطين، البرتغال، قطر، المملكة العربيَّة السعوديَّة، إسبانيا، تونس، تركيا، الولايات المتَّحدة الأمريكية، بريطانيا، أوزبكستان والفاتيكان.

ويجمع البينالي أعمالاً مُعارةً من أبرزِ المؤسَّسات العالميَّة المتخصِّصة في الفنون الإسلاميَّة، من تونس إلى طشقند ومن تمبكتو إلى يوجياكارتا. وتفتح مشاركةُ هذه الشبكةِ العالميَّة من المؤسَّسات آفاقاً واسعةً للفنون الإسلاميَّة، تجمع بين الماضي والحاضر، إلى جانبِ قنواتٍ جديدةٍ للحوارِ والتعاون.

وتتضمَّن هذه الأعمالُ تحفاً أثريَّةً، وقطعاً تاريخيَّةً، ومقتنياتٍ إسلاميَّةً ثمينةً، وأعمالاً فنيَّةً من مؤسَّساتٍ كبرى، بينها متحفُ اللوفر (باريس)، ومتحفُ فكتوريا وألبرت (لندن)، ومتحفُ الفنِّ الإسلامي (الدوحة)، والمعهدُ التركي للمخطوطات (إسطنبول)، إضافةً إلى مجموعاتٍ متخصِّصةٍ في الفنون والثقافاتِ الإسلاميَّة من معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلاميَّة (تمبكتو). كذلك تشاركُ مؤسَّساتٌ بارزةٌ من كلِّ أنحاءِ المملكة العربيَّة السعوديَّة، في مقدِّمتها مركزُ الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ـ إثراء (الظهران)، ومجمعُ الملك عبدالعزيز للمكتباتِ الوقفيَّة (المدينة المنوَّرة)، ومكتبةُ الملك فهد الوطنيَّة (الرياض).

ويتيح الحدثُ لزوَّاره فرصةً فريدةً لمشاهدةِ تحفٍ وأعمالٍ فنيَّةٍ من المدينتَين المقدَّستَين، مكة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة، بينها العرضُ الأوَّلُ من نوعه لكاملِ كسوةِ الكعبة المشرَّفة خارج مكة المكرَّمة، إذ في الوقتِ الذي تخاطُ فيه كسوةٌ جديدةٌ للكعبة سنوياً، يعرضُ البينالي الكسوةَ التي ازدانت بها العامَ الماضي.

ويضمُّ بينالي الفنون الإسلاميَّة أعمالاً فنيَّةً معاصرةً لنحو 30 فناناً من السعوديَّة، ودولِ الخليج، ومختلفِ أنحاءِ العالم، وتشملُ هذه المشاركةُ 29 عملاً فنياً جديداً بتكليفٍ من مؤسَّسة بينالي الدرعيَّة، ما يعكسُ جهودَ المؤسَّسة لتوفيرِ منصَّةٍ عالميَّةٍ للفنَّانين السعوديين، واستقطابِ الفنَّانين من كلِّ دولِ العالم إلى السعوديَّة، ليتسنَّى للجمهورِ التفاعلُ مع ممارساتٍ فنيَّةٍ، ووجهاتِ نظرٍ متنوِّعةٍ في الفنِّ المعاصر.

تركيب المسلّة AlMusalla. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 

 

 

 

أقسام البينالي

 

 

من تركيب البداية AlBidayah، وتظهر فيه أعمال حياة أسامة Soft Gates، ونور جوده Fold up the prayer mat in your flight. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 


يتألَّفُ البينالي من سبعةِ أقسامٍ فريدةٍ، هي البدايةُ، المدارُ، المقتني، المظلَّة، المكرَّمة، المنوَّرة والمصلَّى، تتوزَّعُ في صالاتِ عرضٍ، ومساحاتٍ خارجيَّةٍ، تمتدُّ على 100.000 مترٍ مربَّعٍ، وقد صُمِّم المشهدُ العامُّ للمعرضِ من قِبل شركةِ الهندسة المعماريَّة الدوليَّة OMA.

ما رأيك بالاطلاع على لقاءات خاصة بـ «سيدتي» بينالي الفنون الإسلامية

 

 

البرنامج الثقافي

 

تركيب المدار AlMadar. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 


يقدِّم الحدثُ برنامجاً ثقافياً، يتضمَّن سلسلةً من الفعاليَّات التي تقامُ طوالَ فترة تنظيمه، وتشملُ محاضراتٍ، وورشَ عملٍ، ومبادراتٍ مجتمعيَّةً، وندواتٍ. وتتضمَّن البرامجُ الافتتاحيَّة لنسخةِ العامِ الجاري مبادراتٍ، منها (بينالي بعد المدرسة)، و(بينالي بعد العمل) اللتان تدعوان الأطفالَ والكبارَ لاستكشافِ الفنون عبر ورشِ عملٍ تطبيقيَّةٍ خلال أيامِ الأسبوع، ما يعزِّزُ الإبداعَ والتأمُّل.

كذلك تعود مساحةُ البحثِ في 2025 تحت عنوان «طُرُق: تنوُّع الممارسات الغذائيَّة»، وتستمرُّ الجلسةُ أربعةَ أيامٍ، وتستكشفُ تنوُّعَ الممارساتِ الغذائيَّة في العالمِ العربي. في حين، تشملُ البرامجُ الأسبوعيَّة فعالياتٍ عدة، بينها خميس الطهي، أمسياتُ السينما، أيامُ السبت للرسم والجولاتُ المخصَّصة للأطفال، ما يتيح للمشاركين التعمُّق أكثر في عالمِ الفن.

تركيب المظلة AlMidhallah (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

جائزة المصلى

 

 

(مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 


أطلقت مؤسَّسةُ بينالي الدرعيَّة مسابقةً معماريَّةً دوليَّةً جديدةً، تستلهمُ أهميَّة موقعِ بينالي الفنون الإسلاميَّة في صالةِ الحجَّاج الغربيَّة. وتعيد جائزةُ المُصلَّى المعماريَّة تصوُّر مستقبلِ أماكنِ العبادة انطلاقاً من الإرثِ العريق للعمارةِ الإسلاميَّة، وتقدِّم رؤيةً مبتكرةً لمساحاتٍ مؤقَّتةٍ، ومُتنقِّلةٍ وقابلةٍ للتفكيكِ وإعادةِ التركيب بسهولةٍ. وتتجاوز هذه المسابقةُ حدودَ التصميمِ المستدام، والأساليبَ المتطوِّرة، لتُركِّز على تعزيزِ فرص الحوارِ وبناءِ المجتمعات المحليَّة، مُستلهِمةً الجوهرَ الحقيقي لمعنى المُصلَّى. ويتميَّز المصلَّى الفائزُ بالجائزة، الذي شيَّده التحالفُ المؤلَّفُ من استديو إيست للهندسة المعماريَّة، وشركة الهندسة الدوليَّة AKT II، بالتعاونِ مع الفنَّان ريان ثابت، بهيكلٍ مستوحى من المنسوجاتِ المُعالجةِ بالأصباغِ الطبيعيَّة، ويستخدمُ مخلَّفات أشجارِ النخيل، خاصَّةً الأخشابَ والسعف، ويتكوَّن تصميمه من فناءٍ مركزي مفتوحٍ، ومساحاتٍ للصلاة، تشكِّلُ معاً هيكلاً مستوحى من التقاليدِ المحليَّة للحياكة والنسيج، ما يعكسُ القيمَ الإسلاميَّة للتقاربِ والتآزر التي تعدُّ أبعاداً أساسيَّةً للصلاةِ في الإسلام. وسيظلُّ المصلَّى الفائزُ مفتوحاً لجميع الزوَّار طوال فترة تنظيمِ البينالي.

يمكنك أيضًا الاطلاع على مخطوطات قرآنية يزيد عمرها على 1400 عام في بينالي الفنون الإسلامية

تفصيل من الكسوة معروضة في ركن البداية AlBidayah. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 

 

 

 

الفنانون المشاركون

 

 

تركيب ركن المكرّمة AlMukarramah Pavilion، ويبدو فيه عمل أحمد مطر Magnetism، وستارة قديمة من اسطنبول هجرة Hujrah. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 


فاطمة عبدالهادي، بلال علاف، ناصر الزياني، أحمد عنقاوي، عبدالقادر بن شامة، جابرييل تشايلي، سعيد جبعان، لويس غيوم، جوانا حاجي، توما وخليل جريج، بشائر هوساوي، هايلوزويك/ ديزايرز (هيمالي سينج سوين وديفيد سوين تابيسير)، نور جعودة، تمارا كالو، راية قسيسية، آصف خان، لوسيا كوخ، تاكاشي كوريباياشي، أحمد ماطر، مهدي مطشر، تيمو ناصري، حياة أسامة، نوهيمي بيريز، عمران قريشي، أنهار سالم، أركانجيلو ساسولينو، سلافز أند تترز، إقراء تنوير، إحسان الحق، شاروي تساي، عاصم واقف، آلاء يونس وعثمان يوسف زادة.

ركن المدار AlMadar. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 

 

 

 

المديرون الفنيون

 

ركن البداية AlBidayah ويبدو فيه عمل عبدالقادر بنشاما Between each Sky. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)

 


يشرفُ على بينالي الفنون الإسلاميَّة في نسخةِ 2025 كلٌّ من المديرين الفنِّيين:

الدكتور جوليان رابي، الباحثُ المتميِّز، والمحاضرُ السابقُ في مجال العمارة والفنِّ الإسلامي في جامعة أكسفورد، والمديرُ السابقُ للمتحفِ الوطني للفنِّ الآسيوي في مؤسَّسة سميثسونيان، الذي شارك عضواً في فريق القيِّمين الفنِّيين بالنسخةِ الافتتاحيَّة من بينالي الفنون الإسلاميَّة. والدكتور أمين جعفر الذي يتولَّى إدارةَ مجموعةِ آل ثاني، ويركِّزُ في عمله الأكاديمي على نقاطِ الالتقاءِ بين الثقافاتِ الأوروبيَّة والآسيويَّة. والدكتور عبدالرحمن عزام، المؤرِّخُ والمؤلِّفُ المعروف الذي كان أحدَ كبارِ المستشارين في معرض ومنتدى المدار ضمن النسخةِ الأولى من بينالي الفنون الإسلاميَّة عام 2023. كذلك ينضمُّ إليهم الفنَّان السعودي مهند شونو بصفته القيِّم الفنِّي لأعمال الفنِّ المعاصر، الذي تتناول أعماله معاني روحانيَّةً، ودورَ الخيالِ في تشكيلِ الواقع، ومثَّل المملكة العربيَّة السعوديَّة في بينالي البندقيَّة 59 عامِ 2022، وكان القيِّم الفنِّي لأعمال الفنِّ المعاصرِ في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلاميَّة.

ويضمُّ الفريقُ الفنِّي الموسَّع ماسة الكتبي (مديرُ معرض المدار)، رضوان أحمد (قيِّمٌ فنِّي)، هيذر إيكر (قيِّمٌ فنِّي)، ويليام روبنسون (قيِّمٌ فنِّي)، ماريكا سردار (قيِّمٌ فنِّي)، جوانا شوفالييه (قيِّمٌ فنِّي معاونٌ)، أمينة دياب (قيِّمٌ فنِّي معاونٌ)، سارة العبدلي (قيِّمٌ فنِّي مساعدٌ)، بلال بدت (قيِّمٌ فنِّي مساعدٌ)، في بهبهاني (قيِّمٌ فنِّي مساعدٌ)، بيل جرينوود (قيِّمٌ فنِّي مساعدٌ) ووين وين (قيِّمٌ فنِّي مساعدٌ).

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

ركن المدار AlMadar ويبدو فيه في الوسط عمل تيمو ناصري Echoes of the Skies. (مصدر الصورة : مؤسسة بينالي الدرعية / تصويرMarco Cappelletti)