عندما نركب سيارة فإننا نستمتع بذلك ولكن لا يغيب عن بالنا أبدا ضرورة الشعور بالأمان والسلامة خلال وجودنا في العربة. بالطبع هناك عناصر حماية كثيرة في السيارة، مثل الفرامل وأكياس الهواء وعناصر تكنولوجيا عديدة مثل التحكم بالسرعة والتوقف التلقائي عند الضرورة وأجهزة استشعار عن الخطر المحتمل وغيرها. ولكن في نفس الوقت هناك أمورا بسيطة ربما لايفكو فيها كثير من الناس لمعرفة سر وجودها في السيارة والدور الذي تقوم به في الحماية عند وقوع الحوادث المرورية، ومن هذه الأمور البسيطة مساند الرأس، حيث يفكر الكثير عن دورها في حماية الراكب والسائق.
تشكل حوادث السير أزمة عالمية في كافة المجالات، فبعد عجز الحكومات وعدم القدرة على معالجة هذه المشكلة المتفاقمة، تحاول شركات السيارات تعزيز السلامة المرورية من خلال إدخال العديد من التقنيات الحديثه مع الاحتفاظ بمساند الرأس وحزام الأمان. مما يثير التساؤل حول سر وجودهما في السيارات وما هو الأفضل في سياق الحفاظ على حياة السائق؟
هل تعتبر مساند الرأس مهمة لسلامة الركاب والسائق من الحوادث؟
نعم، تعتبر من أهم الأجزاء لسلامة الراكب، منذ اختراعها تم الكشف عنها كمجرد وسادة لراحة الرأس ودعم كتف السائق لمنع ظهور أعراض التعب والإرهاق بشكل مبكر.
وبعد الكثير من الدراسات، تبين أن هذه المساند التي صممت للرفاهية لها الدور الأكبر في الحفاظ على سلامة السائق والركاب مما دفع العديد من شركات العالم إلى العمل على تطويرها وتم تصميم مساند ذكية تقلل من مخاطر انعواج الرقبة والعمود الفقري إذ إن هذا النظام الحديث وخلال 20 ميللي ثانية من استشعار النظام بالتصادم من الخلف، يدفع مساند الرأس الفعالة إلى الأمام، مما يؤدي إلى دعم الرأس عند حركته للخلف مرة أخرى.
وعلى الرغم من هذا التطور الكبير، يعتبر البعض أن ليس للمساند أي فائدة تذكر، خصوصا أن الاصطدام بها قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية من شأنها إلحاق الأذى بالرقبة. أما فريق آخر، فيرى في هذه المساند ضمانة كبيرة للسائق الذي لن يكسر عظام رقبته بفضل هذه الوسيلة القديمة.
من ناحية أخرى، يشكل حزام الأمان الضمانة الأكبر للكثير من الأشخاص، وهذا يعود إلى تشدد الحكومات والأنظمة في فرضه مما يعطي صورة نمطية بأنه الأهم والأفضل.
ويعتقد البعض أن حزام المقعد أكثر أهمية بنسبة ثلاث ضعفا من مساند الرأس، حيث إنه يثبت جسد السائق بالكامل أثناء الاصطدام القوي. أما المعارضون، فيعتبرون أن هذا الحزام سبب الكثير من حالات الوفاة وذلك نتيجة الضغط الكبير الذي يتعرض له السائق وكأنه مكبل بالحبال مما يؤدي إلى كسر الرقبة بعد الاصطدام.
وفي الحقيقة، يتلخص هذا الجدل الكبير أن علاقة كل من حزام الأمان ومساند الرأس مكملة لبعضها، حيث ان كلا منهما يعزز دور الآخر ويجعله أكثر فعالية إذ إن مساند الرأس تحمي الرقبة التي قد تتعرض للخطر جراء الاصطدام كما أن هذه الأخيرة ليس لديها أي دور من دون الحزام الذي يحمي جسد السائق بالكامل باستثناء الرقبة.