خلف الأبواب المغلقة تختبئ مخاوف فتيات شابات، يواجهن مأزق نتائج استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تزييف صورهن وحيدات دون عون من أحد. فالشاشة الصغيرة لم تعد مكانًا آمنًا لمشاركة صور فتيات بريئات وضحكات صادقة مع الأصدقاء في يومياتك.
وخشية أن تقعنَّ ضحايا في أيدي أشخاص ماهرين في استخدام تقنيات الذكاء الصناعي يقومون بتزييف الصور وإحداث تغيرات واضحة؛ لتصبح الصورة مضللة وذات دلالات غير مقبولة تستخدم في استغلال الضحية بطريقة احترافية وابتزازها بصور زائفة.
الخبير في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي الأستاذ رامي الدماطي في حوار حصري لسيدتي يجيب عن إمكانية الوصول والتلاعب في صور الفتيات المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن للفتاة أن تحمي نفسها من خطر الوقوع فريسة الاستغلال من أحد المجهولين.
اقرئي المزيد: الذكاء الاصطناعي ومخاطره على الأطفال
سرقة صور الفتيات
هنالك العديد من الطرق التي يمكن بها التلاعب في صور الفتيات المنشورة بشكل علني على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تشمل:
• تحريف الصور باستخدام برامج التعديل الرقمي المدعم بالذكاء الاصطناعي: حيث يمكن لأي شخص معرفة برامج التعديل على الصور، بأن يقوم بتحريف صور شخص آخر بسهولة. وهذا يشمل تعديل ملامح الوجه، وتغيير لون البشرة، وتصغير أو تكبير أجزاء معينة من الجسم. وأشير بأن هذا النوع من التلاعب يمكن أن يسبب ضغوطًا نفسية كبيرة على الفتيات اللواتي يشعرن بأنهن يجب أن يظهرن بشكل مثالي ومثير على مواقع التواصل.
• سرقة الصور واستخدامها بشكل غير مصرح به: حيث يمكن للأشخاص سرقة صور الفتيات واستخدامها بطرق غير قانونية، مثل نشرها على مواقع مشبوهة أو استخدامها للابتزاز بعد التعديل. وأشير في هذا الصدد بأن هذه الممارسات تحمل في طياتها العديد من التأثيرات السلبية والكبيرة على الحالة النفسية للفتيات والنساء، الأمر الذي يتكبد بإنهاء حياة بعض الفتيات دون مسؤولية، بعد انتشار الأمر في المجتمع أو بعد معرفة أفراد عائلتها.
فهم دوافع تزييف صور الفتيات.
إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت تتيح إلى الجميع بمجرد إمتلاكهم بعض المهارات الأساسية الوصول إلى صور الفتيات والتلاعب بها، مما يُعرض الشريحة الأكبر من الفتيات الشابات إلى خطر الوقوع كضحية في أيدي أحد هولاء الأشخاص، والتي تكمن غاياتهم الأساسية في:• الانتقام أو التشهير بالفتيات.
• جمع المعلومات الشخصية للاستفادة منها في ممارسات احتيالية أو استغلالها للابتزاز.
• بعض الأشخاص يقومون بهذه الممارسات للحصول على إعجابات ومتابعين إضافيين على وسائل التواصل الاجتماعي
نصائح مهمة للفتيات لتجنب التهديد والاستغلال الرقمي.
ما أود أن أتوجه به للفتيات بوصفي خبير مطلع على قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتحريف والتلاعب في الصور بشكل احترافي هو:
• أن يكونوا حذرين في مشاركة صورهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي والتحكم في إعدادات الخصوصية.
• عدم مشاركة معلومات شخصية حساسة على الإنترنت.
• الابتعاد عن مشاركة صور خاصة.
• تعزيز التوعية بأن التلاعب في الصور غير أخلاقي وقد يكون غير قانوني
نصائح للتحقق من صحة الصور على وسائل التواصل الاجتماعي.
أؤكد بأنه في بعض الحالات يمكن للشخص العادي أن يكتشف الصورة المزيفة إن كان لديه خبرة في التعرف على علامات التعديل الرقمي مثل الانتفاخات غير الطبيعية أو تشويهات الصورة. كما وأنه تتوفر أداة مجانية على الإنترنت من خلال الرابط الآتي: fotoforensics.com وموقع www.tineye.com يمكن من خلالها تحليل الصور والحكم عليها بنسبة 80 بالمئة إن كانت معدلة أم لا.مواقع متخصصة بإزالة الصور المفبركة عن مواقع السوشيال ميديا.
يختلف القانون من دولة إلى أخرى، ولكن في العديد من البلدان هنالك قوانين تجرم التلاعب في الصور وسرقتها أو نشرها بدون إذن ، مثل قوانين الجرائم الإلكترونية في أغلب الدول العربية كالأردن والسعودية والإمارات وغيرها من الدول. بالإضافة إلى عقوبات قانونية أوروبية على جريمة نشر صور مزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي.كما أن التوعية بوجود مواقع متخصصة بإزالة كافة الصور المفبركة والمزيفة من كافة مواقع السوشيال ميديا، من خلال فتح قضية أو شكوى معهم، وهم يقومون بكافة الإجراءات بالتواصل مع المواقع لحذف الصور بشكل نهائي ، مثل موقع www.stopncii.org والذي يتوفر باللغة العربية والإنجليزية ويدعم لغات أخرى عديدة.
5 خطوات رئيسة لحماية الفتيات
يوجد العديد من الخطوات المهمة والتي أؤكد دائمًا على ضرورة حرص جميع الفتيات على تطبيقها على الحسابات الشخصية، وأبرزها:
• تكوين إعدادات الخصوصية بعناية على الحسابات للتحكم في من يمكنه رؤية الصور.
• عدم مشاركة معلومات شخصية حساسة أو صور خاصة.
• تشجيع الثقة بالنفس والوعي بأن الجمال ليس فقط مظهرًا خارجيًا.
• تبادل الخبرات والمعرفة حول كيفية التعامل مع التلاعب في الصور مع الأصدقاء والعائلة.
مراقبة مطوري التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
إن المسؤولية تقع على عاتق المطورين ومقدمي الخدمات الذين يستخدمون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطبيقاتهم. يجب أن يكون هنالك رقابة ومراقبة دورية على هذه التطبيقات لضمان عدم استخدامها بأغراض غير أخلاقيةنصائح للفتيات في عالم وسائل التواصل الاجتماعي
دائمًا أؤكد على الفكرة الأهم والأكثر تأثيرًا على الفتيات في مجابهة جميع المخاطر التي تتربص لهن من العالم الخارجي، وأهمها:
• الثقة بأنفسهن والاعتزاز بمظهرهن الطبيعي.
• تشجيعهن على مراجعة إعدادات الخصوصية ومشاركة المعلومات الشخصية بحذر.
• تعزيز التوعية بأن التجميل الحقيقي يأتي من الداخل وأن الجمال يأتي في جميع الأشكال والأحجام.
• تشجيعهن على الإبلاغ عن أي حالة تلاعب أو انتهاك للخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرئي المزيد: الذكاء الصناعي يرعب العالم بعد قتله شخصاً والخبراء يحذرون