تتميز العلاقة بين الرجل والمرأة بأنها علاقة تكاملية وتشاركية من حيث الأصل؛ فكل منهما يحتاج إلى الآخر بحكم الفِطرة والرغبة والسعي إلى الكمال والاستقرار، فالمرأة المناسبة هي مناط سعي الرجل وغايته، وإن أول ما يحفز الرجل تجاه المرأة "عواطفه" لذلك تعتبر علاقة الرجل بالمرأة بالمفهوم الإنساني علاقة عاطفية بالمقام الأول، وهي علاقة تملؤها المشاعر والطموحات والخطط المستقبلية، لذلك فإن قلب الرجل ينبض تجاه المرأة الذي يجدها مناسبة وجذابة وتحقق طموحاته بشكل صادق وعفوي.
يوجد عدة مؤشرات وعوامل تدل على تعلق قلب الرجل بالمرأة، وهذه العوامل والمؤشرات لابد من توافرها أو تبادلها من كِلا الطرفين لاكتمال العلاقة، فالأمر تشاركي تكاملي بين الطرفين. يقدم موقع Momjunction.com بعض العوامل والمؤشرات التي تدل على تعلق قلب الرجل بالمرأة، ونلخصها في الآتي:
"عندما يُحب الرجل المرأة، يصبح أقوى بمراحل، فهي تمنحه القوة والإلهام." - جوزيف مرقس
أولاً: الإنجذاب
إن أول ما يشعر به الرجل تجاه المرأة المناسبة هو " الإنجذاب"، فالإنجذاب له عدة عوامل ومعطيات لابد من توافرها ليتحقق بأكمل صورة، أهمها: شكل المرأة ومظهرها الخارجي؛ فالكثير من الرجال يضعون مواصفات معينة في أذهانهم حول المرأة الذي يرغبون بالارتباط بها وتكون أول تلك المواصفات هي الشكل الخارجي للمرأة.
وبالرغم من أن الشكل قد يكون أساسياً بالنسبة إلى بعض الرجال مقارنة بشخصية المرأة وثقافتها وانتمائها ومضمونها، فشكل المرأة ومظهر الخارجي العامل والمحفز الأقوى للإنجذاب نحو المرأة في البداية، تبقى لشخصية المرأة التأثير الأكبر على تحقيق إنجذاب حقيقي يستمر بشكل أطول وأعمق في ذهن وعقلية الرجل. ويمكننا تلخيص هذه النقطة بقول: أن أول ما يشعر به الرجل لتعلق قلبه بالمرأة هو الإنجذاب لها بغض النظر عن سبب هذا الإنجذاب.
ثانيًا: قضاء وقت أكبر برفقتها.
إن من أهم عوامل تعلق قلب الرجل بالمرأة المناسبة له، هو رغبته بقضاء وقت أكبر معها أو برفقتها، لأن وجود المرأة المناسبة بالقرب من الرجل يحفز الرجل على المبادرة بالحديث معها والتعرف عليها بشكل أكبر واكتشافها، لذلك فإن الرجل الذي يطلب من امرأة معينة قضاء وقت أكبر معه أو البقاء بالقرب منه، فإنه يكون قد تعلق بها بشكل أو بآخر، ويسعى من خلال ذلك إلى تكوين وتعزيز علاقة عاطفية معها على نحو كبير، لذلك على المرأة أن تكون على وعي ودراية بأساليب الرجل لتقرب منها وبناء علاقة عاطيفة معها لفهم دوافع وأسباب محاولاته للتقرب والحديث معها بشكل مطول ومستمر.
ثالثًا: الثقة والاحترام.
إن ثقة الرجل بامرأة معينة وتقديم الدعم لها والحديث معها بكل صدق واحترام، يدل بشكل كبير على تعلق قلبه بها إذا كان يبحث عن إمرأة مناسبة له، كما وأن تقديم الرجل للاحترام تجاه امرأة معينة بشكل خاص وما يتخلله من تقدير لآرائها وشخصيتها وخلفيتها الثقافية، يُعد مؤشرًا على رغبته في الارتباط بها وتكوين علاقة جيدة برفقتها عل الأغلب، ولابد أن يرافق هذا الأمر عدة مؤشرات أخرى لتتأكد المرأة من حقيقة مساعي الرجل إذا كانت لأجل الارتباط وتكوين علاقة عاطفية أم لطبع متأصل به مع جميع النساء.
رابعًا: تكوين صداقة حقيقية.
عادةً ما تبدأ علاقات الحب الجميلة بعلاقة صداقة حقيقية وشفافة، وغالباً ما يلجأ الرجل إلى تكوين علاقة روابط حقيقية وعميقة مع المرأة الذي يرغب بالارتباط بها إذا كانت غير مرتبط، لذلك فإن سعي الرجل إلى تكوين علاقة الصداقة الحقيقية والمتينة مع الشريكة المناسبة والسعي إلى الحفاظ عليها وتطويرها يدل على تعلق قلبه بها ورغبته إلى تطوير هذه العلاقة مستقبلاً إلى علاقة حب وارتباط .
خامسًا: الرومانسية.
إن اكثر علامة شائعة على الرجل الذي يتعلق قلبه بامرأة معينة، هي إبداء الرومانسية تجاهها وفي التعامل معها أو الحديث وتبادل الرسائل. فالرجل الذي يبادر المرأة بالتعامل بأسلوب رومانسي مع المرأة التي يجدها مناسبة بالنسبة له، يدل على تعلقه بها ورغبته إلى تطوير علاقته بها، والمضي إلى علاقة حب ناجحة، لذلك فإن رومانسية الرجل تجاه إمرأة معينة دون غيرها هو أكثر المؤشرات وضوحاً على تعلق قلبه بتلك المرأة.
سادسًا: الاهتمام بالتفاصيل.
غالباً لايهتم الرجل بتفاصيل امرأة معينة إلّا إذا كان معجبًا بها، فالاهتمام بتفاصيل حياتها وسلوكها وحديثها إنما يكون في مرحلة تكوين قناعاته بها، ورسم خارطة طريق للوصول إليها، لذلك يُعد اهتمام الرجل بتفاصيل امرأة محددة والبحث عنها والسؤال عنها ومحاولة اكتشاف المزيد من تفاصيل حياتها وهواياتها واهتماماتها، إنما يدل بكل قاطع على تعلق قلبه بها.
سابعًا: الغيرة.
تعد الغيرة من أكثر المشاعر التي تسيطر على الرجل تجاه المرأة التي يحبها أو يسعى إلى حبها، لذلك فإن شعور الرجل بالغيرة الحقيقية تجاه مرأة معينة يمثل مؤشرًا واقعيًأ بتعلق قلبه بها. وتظهر غيرة الرجل عادةً إذا شعر باهتمام المرأة التي يسعى إلى الوصول إلها برجل آخر غيره، مما قد يظهر عليه التوتر أو عدم الاستقرار أو يبادر إلى توجيه الأسئلة المباشرة لها، كما وأن الغضب والتوتر وبعض الانفعال الذي يظهر على الرجل في هذه الحالة، يعزز من اكتشاف غيرته، والتي تصب جميعها في غاية واحدة ودليل واحد: وهو تعلق هذا الرجل بتلك المرأة التي يغار عليها .
ثامنًا: التفاهم والإلتزام.
من علامات المحبة والتعلّق عند الرجل تجاه المرأة؛ إبداء تفهمه لمعظم تصرفاتها وتقبل ذلك، ومحاولة نقاش بعض الأمور بلطف واحترام معها دونما انفعال، لأن وصول الرجل إلى مرحلة التفاهم مع المرأة يعزز من شعور محبته له ويغرس جذابيتها في قلبه، كما وأن شعور الرجل بإلتزام المرأة تجاهه بالعديد من القواعد أو السلوكيات الجيدة وتبادل هذا الإلتزام معها يؤشر ويعزز بكل تأكيد على تعلقه بها.
تاسعًا: التخطيط للمستقبل.
إن حديث الرجل مع المرأة التي ينجذب إليها عن خططه ومشاريعه وأفكاره المستقبلية، وتبادل الأفكار معها حول بعض الأمور المستقبلية، يدل على رغبته في التعلق بها ومحاولة جعلها جزءاً من هذا المستقبل الذي يتحدث عنه، ولا يخفى على المرأة بعض الكلمات والسلوكيات ولغة الجسد والعيون التي يظهرها الرجل بجدية عند الحديث معها عن مستقبله الشخصي والتي يمكن من خلالها استشفاف رغبة الرجل الحقيقية بالارتباط، وتمثل دليلا على تعلق قلبه بها، لاسيما وإن كان لايخلو حديثه المستقبلي عن وجود شريكة مناسبة له وامرأة تعزز من طموحاته وتتبادل معه تلك الطموحات والغايات.
"الإنجذاب للمرأة يمكن أن يكون قوة قوية تحرك القلوب وتغيِّر الحياة." - ألبرت إينشتاين
في الختام، إن لكل رجل طريقته وأسلوبه الخاص في الإنجذاب الى المرأة المناسبه له وتعلق قلبه بها، وهذا الأمر لا يقتصر أو يتوقف تمامه واكتماله على الرجل لوحده، بل إن علاقة الرجل بالمرأة علاقة تكاملية وتشاركية، لا يمكن أن تؤسس وفق رغبة طرف واحد. فكلما كانت المرأة أكثر وعيًا تجاه الرجل وأكثر انتباهًا للعوامل والمؤشرات التي ذكرنها سابقاً والتي تدل على تعلق قلب الرجل بها، كلما كان توثيق وتعزيز واكتمال هذه العلاقة أكثر سهولة ومتانة.