الثقة بالنفس صفة معنوية من الضروري تواجدها في الإنسان، وعدم الشعور بالثقة بالنفس أو عدم الإيمان بالنفس، شيء سلبي وسيء، ويؤدي إلى تدني احترام الذات، والتي بدورها تسبب الكثير من الأذى والضرر على العلاقات الشخصية أو المهنية، فعدم الثقة بالنفس، شعور غير مريح ومزعج، يؤدي إلى خسارة الكثير من الفرص مع النفس والآخرين، بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د.لبنى محمود، في حديث حول عدم الثقة بالنفس.
عملية الثقة بالنفس تحتاج إلى قوة وصبر
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د.لبنى محمود لسيدتي: شعور الثقة بالنفس أن تكون إنساناً متقبّلاً لنفسك، تعرف نقاط قوتك وضعفك ولديك قدرة على السيطرة على حياتك كلياً، والثقة بالنفس هي شعور بالقيمة وتقدير المرأة لذاتها، بينما شعور عدم الثقة بالنفس يفقد المرأة شعورها بذاتها ووجودها مما يجعلها ضعيفة الشخصية، وغير قادرة على تحقيق النجاح أو على إنجاز أي شيء في الحياة، وهذا الشعور ناتج عن أسباب كثيرة وينتج عن تجارب مختلفة، فقد تكون السيدة نشأت في بيئة حرجة وغير داعمة، إلى جانب العوامل الأسرية منذ الطفولة، وسببها الأسرة في حالة التفرقة بين الأبناء أو الإهمال الزائد أو التدليل الزائد الذي لم تجده المرأة في حياتها من العالم الخارجي؛ مما يؤدي إلى إحباطها وإحساسها بعدم الثقة بنفسها، وينبغي أن تضع المرأة في اعتبارها أن عملية الثقة بالنفس لا يمكن أن يتم بناؤها في لحظة أو يوم وليلة وإنما تحتاج إلى قوة وصبر.
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى إجابة هذا السؤال: كيف أكون فتاة مُثَقَّفَةً وواثقةً من نفسي؟
علامات تدل على عدم ثقة المرأة بنفسها
عدم الثقة بالنفس يجعل المرأة تتصرف وكأنها مراقبة ممن حولها، فتصبح تحركاتها وتصرفاتها وآراؤها في بعض الأحيان مخالفة لطبيعتها، وهناك بعض العلامات الدالة على عدم ثقة المرأة في نفسها وهي:
الانعزال والانطوائية
وتكون عن طريق ضعف رغبة المرأة بالاختلاط، وتجنب التواصل الاجتماعي مع غيرها ورفض التواجد في الجلسات مع الأصدقاء بل الانعزال عنهم، ويكون السبب أن لديها مشكلة منذ الصغر وتنمر الأطفال المحيطين بها، فتهتز هذه الثقة ولا تشعر بالراحة عند الانعزال بمفردها، أو انشغالها بوسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الحياة الافتراضية جعلتها في عزلة عن الآخرين.
تفحّص الهاتف كثيراً في الجلسات الجماعية
قد تعاني المرأة أثناء الجلوس مع بعض الأصدقاء، أو في الجلسات العائلية من عدم الاندماج والمشاركة معهم، فتقوم بالهروب وادعاء الانشغال وتصفح الموبايل، وهذا يشعرها بتحسّن وهدوء كبيريْن، وتعتقد أن ذلك يجعلها أكثر اجتماعيّةً، وبالتأكيد هذا خطأ كبير، فما فعلته دليل واضح على شعورها بعدم الثقة بالنفس.
كثرة المقارنة بالآخرين
تقع المرأة ضعيفة الثقة بنفسها في دوامة المقارنة بكل من حولها من النساء، حيث تصاب بشعور النقص في جميع النواحي، وتلجأ لمقارنة نفسها بمن لا يوجد عندها ذلك النقص، ويؤدي الإفراط في المقارنة إلى التعاسة وعدم الرضا عن الحياة وتحطيم تقدير الذات، كما يشعرها بالغيرة والغضب واليأس، والإحباط من نفسها؛ لأنها ليست جيدة بالشكل الكافي.
الخوف من اتخاذ قرارات
المرأة التي لا تملك ثقة بنفسها وبقراراتها تتردد دائماً وتكون عاجزة عن اتخاذ أي خطوة في حياتها، ولا تجرؤ على القيام بها، فهي لا تشعر بأنها صحيحة أو صائبة، وقد تجعلها فيما بعد تندم طوال عمرها على أمر لم تقم به نتيجة لهذا التردد، وهذا من آثار ضعف ثقتها في نفسها التي تسبب لها خوفاً بأنها ستخطئ دائماً، ولن تكون قادرة على تحقيق شيء صحيح.
الخوف من الفشل
قد تتعرض المرأة لمشكلة ما، فتفشل في إنجازها فتنتابها بعض الأوهام بأنها فاشلة، ويصبح هذا الشعور دائماً عندها؛ لأنها لا تحاول التغلب على هذا الضعف، فينتابها الخوف من تكرار هذا الفشل مرة أخرى، ومن أبرز أعراض هذا الخوف هو التردد في الإقدام على تجاوزه على الرغم من إدراكه أنه سوف ينجح في ذلك عند الشعور بتهديد أو اقتراب خطر ما.
كثرة نقد الذات
تبقى المرأة في حالة من الشعور بالنقص لديها في كل جوانب شخصيتها أو شكلها أو حياتها، طالما كانت ثقتها بنفسها مهزوزة، فتكون دائماً في حالة نقد لذاتها مع عدم وجود أي رضا عن نفسها.
شدة الخجل
لاشك في أن الخجل شعور سلبي ويكبل أي امرأة، ويعوقها بل ويمنعها عن نيل حقها أو التعبير عن نفسها، ويجعلها دائماً تشعر بالنّقص أمام الآخرين، ممّا يمنعها من الدفاع عن نفسها أو طلب حقّها، وذلك لأنّه يشعرها بأنّ الأخريات أفضل منها، وكل امرأة عندما تعاني من ثقة مهزوزة بالذات تتصرف دوماً بخجل شديد مع جميع الناس من محيطها.
التراجع عن الرأي
قد نجد الشعور بعدم الثقة بالنفس واضحاً في المرأة المترددة التي تغير وجهة نظرها سريعاً وتتقلّب برأيها كثيراً في المحادثة الواحدة، فهي تتفاوض على وجهة نظرها، ثم تتراجع عن رأيها لإرضاء الطرف الآخر، حتى لو كانت واثقة أنها هي الأصح تجدها تتراجع تجنّباً للصراع بدون تفكير، فقط لإرضاء الطرف الآخر.
الشعور دائماً بالدونية
وهو عدم القدرة على إبداء الرأي ولا اتخاذ القرار والشعور الدائم بقلة الحيلة والاعتماد على الغير والاتكالية، والتردد المبالغ فيه في اتخاذ أي قرارات عندما يفرض ذلك، ويكون السبب الأساسي فيها تدنّياً مزمناً في تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس بل تكاد تنعدم نهائياً.
أخذ النقد البنّاء على محمل شخصي للغاية
والنقد البناء لا يهدف أبداً للتقليل من شأن المرأة أو الهجوم عليها، فينبغي من المرأة الواعية أن تتقبل النقد، وتسعى إلى معرفة وجهة نظر الآخرين والاستفادة منها، فالغرض منه أنه تقييم صادق للمرأة، ويهدف إلى التأثير بشكل إيجابي عليها وتزويدها بنقاط قابلة للتنفيذ لتطوير مهاراتها وقدراتها، ولكن نجد أن المرأة ترفض هذا النقد، وتتعامل مع الأمر وكأنه شخصي بحت، وهذا من علامات عدم الثقة بالنفس.
عدم الخوض في محادثة وإعطاء رأي واضح
المرأة التي يتملكها شعور عدم الثقة بالنفس تجدها دائماً ما تفكر في أقوالها قبل الانطلاق بها، وتأخذ الكثير من الوقت لإعطاء رأيها والغوص في التفكير، وينتهي ذلك بالتلعثم والخطأ أثناء الحديث، ولا تسعى لإعطاء رأيها بموضوعية؛ لأنها تخشى أن يكون كلامها غير ملائم وغير منطقي وغير صحيح.
كثرة الاعتذار
هي دائمة الاعتذار عن أي شيء وكل شيء، عمّا تفعله سواء بقصد أو بدون قصد، والاعتذار المتكرر بدون سبب يدل على ضعف الشخصية، وتتخذه المرأة الضعيفة كوسيلة دفاع عندما تخشى الرفض الاجتماعي.