الحياة هي سباق لمسافات طويلة، حيث العقبات هي مجرد مرحلة حيوية تقود لمرحلة أخرى، وعلى الرغم من الألم الذي ستتعثرين فيه، إلا أنك يمكنك تخطيه، على أن إحدى أفضل الطرق للشفاء من الألم هي تعلم الدروس من الماضي، واستخدام تلك الدروس للتركيز على النمو والانطلاق من جديد. بالسياق التالي نصائح تساعدك على ترك الماضي والمضي قدماً.
جميعنا لدينا تجارب صعبة بالماضي
تقول أمل ناجي، خبيرة تنمية بشرية ودعم ذاتي لـ"سيدتي": "التمسك بالماضي يمكن أن يكون قراراً واعياً تماماً، كما أن ترك الماضي والمضي قدماً يمكن أن يكون قراراً واعياً، فالشيء الوحيد الذي يربطنا كبشر هو قدرتنا على الشعور بالألم. سواء كان هذا الألم جسدياً أو عاطفياً، فجميعنا لدينا تجارب التعرض للأذى. لكن ما يفرقنا هو كيفية تعاملنا مع هذا الألم، حيث التغلب على اللحظات الصعبة في الحياة يُعد أحد أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان".
وإذا تابعت السياق التالي، ستتعرفين إلى إجابة السؤال: كيف أتجاوز المواقف الصعبة في حياتي؟
نصائح لتجاوز الماضي القاسي والمضي قدماً
تقبّلي ألمك
تقول أمل: "الخطوة الأولى، رغم أنها قد تكون الأكثر تعقيداً، هي قبول ما يحدث لك. في الواقع، من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس في كثير من الأحيان هو إنكار الألم أو تجنبه والهروب منه. قبول ألمك سيسمح لك بوضع حدّ له، على أن طريقة تقبل اللحظات الصعبة في الحياة يجب أن تأخذ في الاعتبار هذين النهجين:
- الأول: التخلص من الشعور بالذنب الذي يدور في رأسك.
- الثاني: إدراك أن تقبّل الموقف لا يعني أنك لا تهتم أو أنه لا يجب أن يؤذينا.
فمجرد إدراك هذا الأمر؛ سيصبح من السهل تبرير مشاعرك والتعرف إلى المراحل التي يمكن أن تمرّي بها، والذي سيساعدك على التغلب على اللحظات الصعبة في الحياة".
ذكّري نفسك بأن الأمر لن يستمر هكذا إلى الأبد
الوقت ينتهي دائماً إلى شفاء الجروح. إنها تعويذة تحتاج إلى تذكير نفسك بها. حتى لو لم تتمكني من العثور على طريقة للتغلب على الأوقات الصعبة في الحياة الآن، كرري أن الأمر لن يكون هكذا إلى الأبد، والذي سيساعد في تحسن حالتك.
تفعيل الحس الفطري لديك القائم على المرونة
تقول أمل: "التغلب على الأوقات الصعبة وترك الماضي والمضي قدماً يعني النهوض عندما تقدم الحياة جانبها الأقل لطفاً. فلتستفدي من نقاط القوة القليلة المتبقية لديك؛ لمواصلة الطريق، وفي جميع الأحوال فإن الهدف هو تفعيل الحس الفطري لديك، القائم على المرونة في التعامل مع صعوبات الحياة، فالمرونة هي التي ستساعدك على التغلب على اللحظات الصعبة، وإيجاد الطريق الذي سيجعلك تشعرين بالتحسن شيئاً فشيئاً".
لا تُخفِ عواطفك
الحزن أو الغضب والسخط هي مشاعر طبيعية وضرورية. لا تحاولي قمعها، فمن الجيد أن تسمحي لها بالتدفق وتشاركيها مع الأشخاص من حولك. إن إشراك أولئك الذين يحبونك؛ سيساعدك على التخلص من بعض العبء الذي تحملينه، ولذلك تجنبي دائماً إخفاء عواطفك.
بعض الطرق التي ستساعدك على التعبير عن عواطفك:
- ابحثي عن شخص في بيئتك يمكنك التنفيس معه، شخص جدير بالثقة، ومتعاطف، فتجدين لديه الدعم غير المشروط الذي تحتاجينه.
- اعمدي للتنفيس عن ألمك؛ من خلال كتابة أفكارك وما تشعرين به، فالتعبير عما يضايقك بالكتابة يمكن أن يساعدك على فهم مشاعرك بشكل أفضل.
- جربي بعض الأنشطة الفنية الأخرى التي يمكن التنفيس من خلالها، سواء كان ذلك الرقص أو الرسم أو المسرح أو الموسيقى. ستساعدك الأنشطة الإبداعية خلال عملية الاستشفاء.
اطلبي الدعم من الأشخاص الإيجابيين
إن إحاطة نفسك ببيئة إيجابية؛ سيساعدك على تحقيق المرونة لترك الماضي والمضي قدماً، وللتغلب على اللحظات الصعبة في الحياة. ومن ثمّ اغتنمي الفرصة للقيام بالأنشطة المختلفة مهما كانت غريبة، والتي تشتت انتباهك وتبعدك عن الحزن، سيساعدك البقاء نشطةً على صرف انتباهك عما يعذبك.
ركزي على أهدافك
لا تدعِ الحزن يسيطر عليك. تذكري أن المشاكل لا تختفي من تلقاء نفسها. لذلك، من المهم أن تركزي على أهدافك وأن تشغلي نفسك بأمور تخصك، فإذا كان هدفك هو التغلب على الانفصال، أو التغلب على الاكتئاب، أو حتى التغلب على وفاة شخص عزيز لديك؛ فلا تتركي نفسك فريسة للماضي يفترسك.
تقول أمل: "اضبطي نفسك وحددي أهدافاً يومية صغيرة. بهذه الطريقة، كل يوم سوف تحصلين على جرعات صغيرة من التحفيز الذي سيشجعك على الاستمرار".
حاولي أن تحرري نفسك من الماضي
ترك الماضي لا يعني نسيانه. الآن، يجب ألا تسمحي للذكريات بأن تصيبك بالشلل. حاولي أن تفهمي أن الشدائد التي تحاربينها حدثت في ماضيك، والآن حان الوقت للاستمرار في مرحلة أخرى من حياتك، واستخدام تلك الذكريات الحزينة كقوة دافعة للإلهام. فالماضي قد يكون بمثابة حافز لتحقيق ما كان الشخص العزيز عليك يريد منك تحقيقه.
اطلبي المساعدة من أحد المتخصصين
تقول أمل: "إن لم تنجح كل تلك الطرق في مساعدتك على تجاوز الماضي بلحظاته الصعبة، فاعلمي أن التغلب على الأوقات الصعبة ليس أمراً متروكاً لك وحدك! سيساعدك أحد المتخصصين على فهم ما يحدث لك وكيفية التعامل معه".
بالنهاية، قد ترغب كذلك في التعرف إلى: كيف أتخلص من التفكير الزائد وأتعامل ببساطة
