هل تعاني من التردد؟ هل تجد صعوبة باتخاذ القرار؟ هل معرفة ما ترتديه لحفلة يضعك في حالة من الفوضى؟ هل يتوقف عقلك عن التفكير عند محاولتك اتخاذ قرار بشأن قبول هذه الوظيفة الجديدة أم لا؟ هل تجد نفسك تسقط في بئر عميقة من عدم التحقق عندما تجد نفسك مضطراً لاتخاذ أي قرار؟.
يقول عالم النفس والفيلسوف الشهير مؤسس علم النفس الأمريكي ويليام جيمس: "ليس هناك إنسان أكثر بؤساً من إنسان لم يعد لديه شيء سوى التردد".. بالسياق التالي سيدتي تحدثك عن التردد وعيوبه وسلبياته، كما تخبرك عن فوائده وإيجابياته.
لماذا اتخاذ القرارات صعب للغاية؟
تقول أميرة نجيم عيسى استشاري تنمية بشرية ودعم ذاتي لسيدتي: التردد سمة شخصية يكتسبها الإنسان بسبب جنوحه للخوف والقلق وعدم الاستقرار أو بسبب رغيته في الوصول للكمال، على أن الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ هو أحد أهم الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يترددون عندما يواجهون خياراً ما. فأنت قد تخاف من الفشل أو حتى من عواقب النجاح. وقد تقلق بشأن ما سيعتقده الآخرون عنك إذا تصرفت بهذه الطريقة.
هل للتردد فوائد وإيجابيات؟
تقول أميرة: التردد ليس سيئاً دائماً. أحياناً يمنحك التردد وقتاً ثميناً للتفكير في الموقف، كما يمنحك الفرصة لجمع المزيد من المعلومات وتقييم الحقائق، فإذا لم تتمكن من اتخاذ قرار سريع، فقد يكون ذلك علامة على أن الاختيار يهمك حقاً، وأنك ترغب في إيجاد الحل الأمثل والاختيار الأصوب، حيث التردد يمنحك عقلية مميزة ومنفتحة تُمكنك من النظر بفعالية في مختلف جوانب الموضوع، مما يجعلك ترى الصورة كاملة بطريقة موضوعية بعيدة عن التحيز وأكثر دقة.
ما هي سلبيات التردد؟
تقول أميرة: يصبح التردد أمراً سيئاً عندما تستمر في التفكير لفترة طويلة والذي قد يضيع عليك الكثير من الفرص، فتفقد شيئاً تريده حقاً، أو تخسر شخصاً عزيزاً، والتردد عامة في مرحلة ما قد يُشعر الإنسان بالعجز ويوقفه في طريق تحقيق أهدافه، كما أنه يكرس لفقدان الثقة بالنفس مما يعطي للآخرين انطباعاً سيئاً عن شخصيتك، فمن يسعى للتعامل مع شخصية مترددة لا يستطيع اتخاذ قرار إلا لو كانت مترددة.
التردد أيضاً قد يجعلك تترك زمام أمور حياتك مطية للآخرين، هم يسيرونك كما يتراءى لهم وهم من يتخذ القرارات نيابة عنك، مما يجعلك عرضة للأقدار تسيرك كيف تشاء، وكل هذه الأمور تعود بالسوء على حياتك بالفعل.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى: كيفية التعامل مع الرجل المتردد
6 نصائح حتى تتمكن من تعلم كيفية التخلي عن التردد وتطوير عادة اتخاذ القرار
كن واضحاً بشأن المتغيرات الخاصة بك
تقول أميرة: عندما نتحدث عن المتغيرات الخاصة بك فإن هذا يعني سلسلة كاملة من العناصر التي تشكل مفهومك الذاتي للأمور من حولك، ومن خلال معرفة نفسك، ستتمكن من اتخاذ نصف قراراتك بشكل تلقائي ومتسق مع شخصيتك. لذا تأكد من أنك واضح جداً بشأن هويتك وهدفك وميولك وما الذي تبحث عنه، وهذا سيبسط عملية اتخاذ القرار بشكل كبير.
إدارة الخوف
غالباً ما يكون اتخاذ القرارات أمراً مخيفاً. يدفعك للتردد ، حيث الخوف من فقدان شيء ما أثناء اتخاذ القرار، أو الخوف من التغيير، أو الخوف من الجهد أو حتى الخوف من نتيجة القرار وما يترتب عليه، ولذلك توقف وفكر ما الذي تخاف منه وحدد ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث إذا تحققت مخاوفك، ثم قم بتحليل مخاوفك بموضوعية وتخلص من دراماتيكيتها، لأنها في معظم الحالات لن تكون ذات أهمية كبيرة بل ستكون ناشئة عن مبالغة أنت لم تنتبه لها.
تدرّب على الأشياء الصغيرة
عادة اتخاذ القرار لا يختلف عن بقية العادات. يتعلق الأمر بالبدء في القيام بذلك، شيئاً فشيئاً، والاستمرار في القيام بذلك، أكثر قليلاً في كل مرة. حدد هدفاً أولياً يتمثل في اتخاذ 10 قرارات صغيرة كل يوم بوعي. لا يهم إذا لم تحقق هذه القرارات النتيجة التي تريدها، ولا يهم إذا كانت قرارات يومية ليست لها أهمية كبيرة. الشيء المهم هو أن تكون على دراية بكل قرار تتخذه والذي سيعودك على إنشاء هذه العادة، شيئاً فشيئاً.
تعلم أن تؤمِّن بنفسك
كن واضحاً بشأن نقاط قوتك. ستحتاج في كثير من الأحيان إلى أدوات لا تمتلكها وسيتعين عليك الاستفادة مما لديك، أي مواردك الشخصية. ولهذا السبب من المهم جداً أن تعرف نقاط قوتك. إذا كنت تعرف جيداً ما هي الأدوات التي تمتلكها، فسوف تتمكن من الثقة بنفسك بشكل أكبر في مواجهة أي قرار أو محنة.
تناغم مع عواطفك
يميل العديد من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات إلى الإفراط في التحليل. ومن ثمّ سيأتي وقت، بغض النظر عن كمية المعلومات التي لديك، لتجد أن القرار لم يصبح سهلاً، ومن ثمّ حدد وقتاً معيناً لبحثك ثم اسأل نفسك: "ما الذي سيفيدني أكثر من الخيارات المتاحة، قم بتقييم كل خيار بسرعة وبالنهاية اتبع قلبك وما يخبرك به، فكما يقول الرسول الكريم "استفت قلبك ولو أفتاك الناس".
النسبية
في بعض الأحيان قد تصاب بالشلل عندما تواجه قرارات معينة هامة لابد أن تتخذها، ولأنك تشعر بأنها قرارات حاسمة وأنه يجب عليك أن تكون متأكداً تماماً قبل اتخاذها، فقد يتوقف تفكيرك ولا تعرف كيف تتصرف، في هذه المرحلة لابد أن تسأل نفسك: هل سيكون هذا الأمر مهماً بعد 10 سنوات من الآن؟ وإذا لم يتحقق ما أردت، هل ستتمكن من حل المشكلة؟ ثم حاول أن تتخيل عواقب هذه القرارات.
الإيجابيات والسلبيات
في معظم الحالات، قد لا تكون القرارات حاسمة كما كنت تعتقد في البداية، ولذلك استرخ وقرر دون خوف.
بالنهاية تقول أميرة: هل تعلم كم مرة سترتكب أخطاءً عند اتخاذ أي قرار، عدد لا نهائي من المرات. أو قد لا يحدث على الإطلاق، اعتماداً على كيفية تقييمك له. وعندما يتعلق الأمر بالقرارات المهمة حقاً، كن واضحاً أن أسوأ شيء يمكنك القيام به هو ألا تكون أنت من يتخذ القرار، لأنه لن يكون لك أي تأثير على النتيجة وستكون مضغة في يد الآخرين يتلاعبون بك كيفما شاءوا، ومن ثمّ اترك التردد جانباً واتخذ قرارك بشجاعة وتحمل تبعاته أينما وأيما كانت.. وفي كل الأحوال ستتعلم مما حدث.
ونحو المزيد من استراتيجيات التعامل مع التردد تعرفي على: كيفية التخلص من التردد في اتخاذ قرار