حب الذات هو معرفة وقبول أنفسنا كما نحن، وهو يحدد كيف ننظر لأنفسنا ويمكننا من أن ندرك عيوبنا دون التوقف عن تقدير أنفسنا، وهو يكرس لاحترام الذات والذي يؤثر في علاقاتنا وتفاعلاتنا مع الآخرين، فبدون حب واحترام الذات فإن عيش حياة كاملة ومرضية يصبح جبلاً من المستحيل تسلقه للوصول لمراتب النجاح والتميز، تابعي السياق التالي لتعرفي ما هو حب الذات وكيف نبنيه؟
حب الذات يتعلق بتنمية علاقتك مع نفسك
تقول فريدة عبد البصير؛ خبيرة تنمية بشرية ودعم مهني لسيدتي: "حب الذات يدور حول الاهتمام برفاهيتك وسعادتك، حيث يتعلق الأمر بتنمية علاقتك مع نفسك، وهي العلاقة التي تتكون من الأفكار التي تعتريك والسلوكيات التي تنتهجها والمواقف التي تتخذها تجاه نفسك، وهنا لا بد أن ندرك أن حب الذات واحترام الذات كمعنى يرتبطان ارتباطاً وثيقاً، لكنهما ليسا متماثلين تماماً، فاحترام الذات ينمو ويتطور من القيمة التي نعطيها لجميع أبعاد حياتنا، بينما حب الذات يذهب لأبعد من ذلك، فهو يعني القبول غير المشروط لوجودنا، ومن ثمّ فأنت لا تحتاج لمقارنة نفسك بالآخرين، ولن تتحدث عن الشعور بالتفوق على الآخرين، فأنت سعيد بما أنت عليه، وما لديك ولا تحتاج لأن تثبت نفسك من خلال الصعوبات التي تعرض لها الآخرون أو النجاحات التي حققوها، ولهذا السبب بالتحديد، هناك العديد من الطرق لتعزيز حب الذات".
تؤكد فريدة أن: "حب الذات يتحقق من معرفة نفسك حقاً; الأجزاء "الجيدة" لديك والتي ترغب بتنميتها وأيضاً الأجزاء "السيئة"، أو تلك التي ترغب في تغييرها، يجب أن تقبل أن هذا هو أنت وكما أنت، فأنت تستحق أن تنظر إلى نفسك بعطف ومحبة، ويتضمن ذلك أيضاً تطوير سلوكيات الرعاية الذاتية وممارستها باستمرار".
قد ترغبين في متابعة السياق التالي: جلد الذات المستمر.. تحديات منذ الصغر، وطرق لتجاوز القيام بذلك
أنواع حب الذات
يمكننا تصنيف حب الذات حسب المجالات المختلفة للشخص:
على الصعيد الجسدي
بحيث تكون ممتناً لأن جسدك يسمح لك بالوجود والتحرك في هذا العالم، فأنت تقبل شكلك وتوافق، ولتعزيز حب الذات هذا، نوصي بتطوير سلوكيات الرعاية الذاتية مثل:
- النوم الجيد.
- تناول الطعام بشكل جيد.
- ممارسة أنشطة الاسترخاء و التأمل.
- السماح لجسمك بالحصول على فترات راحة واستراحات.
على الصعيد العاطفي
تعامل مع نفسك بالرأفة وسامح ما تجد صعوبة في مسامحة نفسك عليه، واعلم أنه لا بد أن تحدد مشاعرك وتقبلها، وتتخلى عن الشعور بالذنب، وتتعرف إلى ما لا يسمح لك بالنمو وتتجنبه أو تتخطاه.
على الصعيد الروحي والنفسي
تواصل مع نفسك ومكانك في العالم، واعمل على تطوير معتقداتك عن نفسك والآخرين والعالم؛ وحاول التركيز أيضاً على تعزيز قيمك، يمكنك أيضاً التواصل مع الطبيعة وممارسة اليوغا واليقظة والتأمل.
على الصعيد الاجتماعي
اعرف طريقتك في التواصل مع الآخرين واعمل على بناء تفاعلات إيجابية، كذلك فإنه من الأهمية بمكان العمل على التواصل الحازم، والتدرب على وضع حدود صحية، وطلب المساعدة عند الضرورة.
على الصعيد الثقافي
قد يكون من الصعب تنمية حب الذات لدى الأشخاص الذين تعلموا عدم التعبير عن مشاعرهم، وبالمثل، في كثير من الأحيان نعتقد أن الحب لا يمكن تجربته إلا بين الأزواج؛ لأنه يجب أن يكون موجهاً نحو شخص آخر، ولكن الحب أوسع نطاقاً من ذلك فهناك حب الطبيعة وحب الوطن وحب الهوايات وحب الأصدقاء، وحب العمل وحب القراءة، وكل أنواع هذا الحب تتعلق بمدى ثقافتك وتفهمك للمحيط حولك.
كيف يكون حب الذات؟
تقول فريدة: "هناك عدد من النصائح تساعدك لتعرف كيف تتمتع بحب الذات":
- عندما تشعر بالقليل من حب الذات، ركز عليها واسمح لها بالنمو، في بعض الأحيان ليس من السهل تنمية حب الذات، لذلك عندما تشعر به، استمتع به.
- ممارسة الامتنان، اشكر نفسك، وجسدك، وما لديك، والحياة نفسها.
- سامح نفسك على ما تعتبره أخطاءك السابقة، فقد سمحت لك أن تكون ما أنت عليه اليوم، وتمكنت من النمو كشخص.
- توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، هذا يجعلك تشعر بالسوء وبطريقة لا تستحقها.
- حدد أفكارك ومشاعرك تجاه نفسك، تدرك أن السلبيات ليست عادلة بالنسبة لك، وأنه يمكنك تغييرها.
- البيئة التي نشأت فيها ضرورية لتنمية حب الذات، لسوء الحظ، هناك الكثير من الرفض لحب الذات لأنه يمكن اعتباره أنانية أو نرجسية، أنت تعلم أن الأمر ليس كذلك، ولكن ربما تعلمت منذ الطفولة أن تركز حبك على الآخرين ولا تقدر نفسك.
ونحو المزيد من ذات السياق تعرفي إلى: طرق تعزيز حب الذات وتقبل شخصيتك