يعتقد الكثيرون أن سن الثلاثين هو العمر الذي يحدد نجاحك، وهذه المقولة خاطئة وفق كل المقاييس، فلا يوجد نجاح يحدده عمرك إذا كان لديك هدف محدد وواضح، فالنجاح أنت من تصنعه وليس العمر وسنواته، ولا يوجد نجاح يحدده عمرك، وفي سن الثلاثين، تكون لحياتك كل الفرص للبدء في الازدهار، بالسياق التالي سيدتي التقت فريدة عبد البصير خبير تنمية بشرية ودعم مهني لتحدثك عن كيفية حب النفس والاهتمام بها في سن الثلاثين.
لا يوجد نجاح يفرضه عمر معين
نقول فريدة لسيدتي: "لا يوجد نجاح يفرضه عمرك، هذه الفكرة لن تجلب لك سوى الإحباط وانعدام الثقة، وبالإضافة إلى العبء الاجتماعي التاريخي الذي وضعناه على عاتق "سن الثلاثين"، خاصة بمجتمعاتنا العربية فإذا لم تتزوج الفتاة قبل الثلاثين، وبسبب الشبكات الاجتماعية الافتراضية، ذلك المكان الذي يكون فيه كل شيء مثاليًا، فالجميع ناجحون، والجميع يفعلون ما يريدون، والجميع يحققون أحلامهم، والجميع لديه كل الفرص قبل الثلاثين مما يزيد من إحباطك واندفاعك خاصة عندما تقارن نفسك بهم. وفي حين أنه غني عن القول أن كل ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون محض تزييف فلماذا تغذي شعورك الداخلي بالسلبية؟
تؤكد فريدة أننا قد نصيب أنفسنا بالإحباط والاكتئاب، عبر العديد من الخطط والأهداف غير المنطقية فينتهي بنا الأمر إلى تخريب أنفسنا، مما يملأنا بالإحباط بدلاً من الفرح... إذا سرت بهذه الطريقة فعندما تبلغين من العمر 31 عامًا ولم تحققي أي من خططك وأهدافك (التي قد تكون غير منطقية) سنتحول لشخص غير راض ومحبط وحزين، وتشعر أنك مخيب للآمال وأن حياتك تتدهور بالفعل.
تقول فريدة: "توقف عن ذلك فورًا. واستيقظ من سبات التقليد فقد حان الوقت للعمل على حوارك الداخلي لاستعادة طاقتك ووقتك وأهدافك الشخصية وسعادتك بس الثلاثين وما بعدها...
قد ترغبين في التعرف على: أهم عادات يجب اكتسابها قبل بلوغ الثلاثين
الحياة ما هي إلا مجموعة من الخيارات
الحياة ما هي إلا مجموعة من الخيارات أن تعيش محبطًا أو متحمسًا، أن تحقق أنت إنجاز ما أو تتوقف عند انجازات الآخرين. أن تشحذ طاقتك للمنافسة أو تستلم للضعف، كل هذه الأمور ليست سوى اختيارات أنت من تقدم عليها أو تتركها، ولذلك إذا كان لديك أهداف محددة وقابلة للتحقيق والقياس، وإذا شحذت همتك بالمزيد من الطاقة والجد والدأب وحب الذات سيكون لديك طريق واضح يمكن أن تتبعه، طريق فريد من نوعه صممته بنفسك وتوجهت إليه وفق قرارك متسلحًا بحب الذات والرغبة في التغيير والنجاح ومن ثمّ ستجد السعادة بالنهاية.
وإذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين على: صفات المرأة في سن الثلاثين
كيف تحب نفسك؟
تؤكد فريدة أن حب النفس أمر ضروري للاستمتاع بنوعية حياة جيدة بغض النظر عن السن، وهي فضيلة لا بد أن تتمتع بها طوال حياتك وليس بشبابك فقط، فبالإضافة إلى كونه جانبًا أساسيًا لتعلم كيفية تنظيم عواطفك بشكل جيد، فهو أمر فاعل في دفعك باستمرار نحو التقدم والتطور، على أنه لا بدّ من الانتباه أن يكون حب الذات فعل صحيّ وليس مرضي، وهذه بعض النصائح لتساعدك لتحب نفسك بطريقة صحية.
اعتني بجسمك
أحد التدابير الرئيسية لتعلم حب نفسك هو الاهتمام بصحتك، سواء في الأساسيات أو في الجوانب المرتبطة بشكل غير مباشر بالأداء السليم للجسم كنظافة الجسم مثلًا، كذلك فمن المهم أن تحصل على قسط كافٍ من النوم، وأن تمارس التمارين الرياضية بانتظام، وأن تحافظ على نظام غذائي متوازن والذي يوفر لك جميع الفيتامينات والمغذيات الكبيرة التي تحتاجها.
استمر دائمًا في المشاركة في المشاريع التي تهمك
من الصعب الحفاظ على احترام الذات الجيد دون اختبار أنفسنا من وقت لآخر. لذلك، يُنصح بالانخراط في مشاريع ذات أهداف طويلة المدى تتيح لنا الشعور بتحقيق الإنجازات والتقدم الذي نحققه. على سبيل المثال، تعلم لغة، أو ممارسة شكل من أشكال التعبير الفني، أو بناء شيء نحبه، وما إلى ذلك، وبهذه الطريقة سنجد أنفسنا قادرين على التعلم وتحسين أنفسنا.
تعلم كيفية التعرف على أفكار التخريب الذاتي
تتراود للأشخاص الذين يعانون من نقص حب الذات أفكار التخريب الذاتي فهم يكرسون الكثير من الاهتمام لعيوبهم المفترضة، وفي الوقت نفسه يتجاهلون الجوانب الإيجابية من الحياة اليومية التي تُظهر ما يجيدونه. لذلك، من الجيد أن نرجع خطوة إلى الوراء، وننظر وفق رؤية شمولية لما نفكر به ونشعر به تجاه أنفسنا بشكل منتظم، ونكتشف تلك التحيزات المتشائمة التي تثقل كاهلنا لنتخطاها أو نتجاوزها. إحدى الطرق الجيدة لتحقيق ذلك (أو على الأقل تسهيل الأمر) هي الاحتفاظ بمذكرات، فيمكنك كتابة ما يدور في رأسك في اللحظات الأكثر أهمية في اليوم. في نهاية الأسبوع، أقرأ ما كنت تكتبه وتكتشف الإخفاقات والنجاحات التي حققتها.
تخلص من الصداقات السامة
لكي تتعلم كيف تحب نفسك عليك في سن الثلاثين أن تحيط نفسك بالأشخاص المناسبين. لذلك، يجدر إعادة النظر حولك والتفكير فيما إذا كان يوجد في دوائر أصدقائك من يجعلونك ترى نفسك في صورة سيئة، إما بالسخرية منك أو باحتقار إنجازاتك. وتوقف عن الاهتمام بأولئك الذين يطلقون على أنفسهم أصدقاء على الرغم من أنهم لا يتصرفون على هذا النحو.
توقف عن تغذية العلاقات القائمة على التبعية
بنفس الطريقة التي توجد بها علاقات صداقة مفترضة تؤدي إلى تآكل احترام الذات، هناك أيضًا أنواع أخرى من علاقات التبعية التي تعيق قدرتنا على حب أنفسنا، وحتى احترمنا ولا بدّ من التخلص منها فورًا.
تخلص من الغيرة
الغيرة دليل على عدم النضوج والغيرة لا تؤذي فقط الشخص الذي تستهدفه بل تؤذيك أنت شخصيًا فهي تؤثر سلبًا على احترام الشخص الغيور ذاته، لأنها تكرس لهوس الشخص بعدم الشعور الأمان، والأفضل لك عندما تلاحظ ظهور الغيرة، أن توجه انتباهك إلى تصرفاتك أنت بدلًا من توجيهها نحو الشخص الآخر.
التعود على اتباع روتين الاعتراف بإنجازاتك
تقول فريدة: "كما رأينا من قبل، لكي تتعلم أن تحب نفسك عليك أن تحقق رؤية متوازنة بين فضائلك وعيوبك، وهو توازن لا يتحقق حيث توجد مشاكل في احترام الذات. لتشجيع حدوث ذلك، قد يكون من المفيد تخصيص وقت أسبوعيًا للتفكير في الإنجازات التي حققتها مؤخرًا، وربطها بإنجازات أخرى ذات أهمية أكبر حدثت على نطاق زمني أطول، مع مرور الوقت من حياتك، وبالنهاية لا بد أن تكون على يقين أن بلوغك الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين وما بعدها ما هو إلا مرحلة من مراحل العمر فاستمتع بها ولا تتركها تمر بسبب أوهام وإحباطات أنت من تختلقها.
ولكي تعرفي أكثر عن سن الثلاثين يمكنك التعرف على بعض الكتب يجب قراءتها قبل بلوغك الثلاثين