بسبب التكبر أو سوء الخلق أو عدم القدرة على الاستماع للآخرين، هناك أشخاص يميلون إلى مقاطعة الآخرين، وأنت في ظل الشعور بالخجل والارتباك وعدم الراحة قد تجد نفسك منزعجاً وتشعر بالإنزعاج والضيق فتميل للانسحاب، بالسياق التالي سيدتي التقت سمر الميداني، استشاري العلاقات الأسرية لتخبرك كيف تمنع الآخرين من مقاطعة حديثك؟
المقاطعة قد تكون انتقاص من شأن الشخص المُقاطَع
تقول استشاري العلاقات الأسرية سمر الميداني لسيدتي: "كثير منا ينزعج عندما تتم مقاطعته أثناء الحديث، فعندما تجنح لقول شيء ما أو عند التعبير عن رأي ما أو تقديم اقتراح وتتم مقاطعتك من شخص ما بسبب علو صوته أو قوة حجته أو مجرد إعادة كلماتك بطريقة أخرى فيتركك عاجزًا عن الكلام، لا تعرف كيف تتصرف معه، قد يتسبب في إحباطك ويولد حالة من عدم الارتياح بطريقة أو أخرى".
توضح الميداني أن المقاطعة تشعرنا بأن مقاطعة الآخرين تنتقص من قدرنا وتقلل احترامنا لذواتنا، أو تشعرنا أن الآخر لا يهتم بحديثنا أو يقلل من أهميته فالحجج التي نسوقها لا تهمه والمواضيع التي نتحدث فيها لا شأن لها عنده، والذي يورثنا شعور بالغ بالاحراج والضيق والإحباط.
لماذا يقاطع شخص شخص آخر؟
تقول الميداني: "هناك العديد من الأسباب تكون لدى للأشخاص الذين يميلون إلى قطع أحاديث الآخرين"، ومنها:.
- قد يكون سبب المقاطعة هو الصديق الذي لا يستطيع الانتظار حتى ينتهي صديقه من رواية ما حدث لك ويريد هو بنفسه استكمال القصة بنفسه إما جذبًا لانتباه الحضور، أو لأنه يعلم القصة وشاهدها ولا يملك الصبر للانتظار.
- قد يكون سبب المقاطعة هو شخص يريد أن يشرح لك الحكاية التي مررتما بها معًا من وجهة نظره وهو يرى أنها وجهة النظر الأصح.
- قد يكون سبب المقاطعة أن زميل العمل يريد تحقيق منافع شخصية فيريد لفت الانتباه في اجتماع ما.
- قد يكون سبب مقاطعة الآخرين يعود لنقص تعلمهم مبادئ الحديث.
- قد يكون سبب المقاطعة وجود شخص فقط ينوي إزعاجك.
- ويمكن أيضًا أن يكون ذلك ببساطة بسبب عادة سيئة عند التواصل أو عدم القدرة على الاستماع.
- قد يعتقد الشخص الذي يقاطع أن الموضوع الذي تتم مناقشته لا تتم مناقشته بشكل صحيح.
- وقد يعتقد الشخص المقاطع أن لديه معرفة أو قدرة أكثر من المتحدث.
- قد يكون الشخص المقاطع يحاول السيطرة على المحادثة أو احتكارها ويدل هذا على نوع من الغطرسة.
تؤكد الميداني أن العديد من هذه الأسباب تأتي من الطفولة، فأسلوب التواصل لدينا مكتسب، وعادةً ما نستخدمه دون وعي، لانه يتأثر بالعوامل الثقافية، وديناميكيات الأسرة، والطريقة التي تعلمنا بها التواصل منذ نعومة أظفارنا، وذلك على الرغم من أن هناك أشخاص يكون لديهم ميل فطري إلى عدم السماح للآخرين بالتحدث أو أنهم يريدون أن يكونوا فقط مسيطرين على المحادثة.
قد ترغبين في التعرف على: فنّ الاستماع إلى الآخرين حسب الإتيكيت
نصائح عامة لتجنب مقاطعة الآخرين
- التزام الهدوء عند المقاطعة، فعلينا أن نتحلى بالصبر وألا نفقد الشعور بضبط النفس. يتيح لنا هذا أن نقرر ما إذا كنا، عندما نواجه مقاطعة، نريد أن نأخذ استراحة قصيرة، ونعطي الآخرين مساحة قصيرة ثم نستمر.
- استخدام بعض من عبارات الاستطراد فيمكنك أن تقول شيئًا مثل "دعنا نواصل ما كنا نقوله"، "عودة لحديثنا السابق"...إلخ من عبارات الاستطراد.
- يمكن أيضًا أن نطلب من الشخص الذي قاطعك أن يسمح لك بإنهاء ما نقوله وبعد ذلك تكون له الكلمة، وسيكون هذا بمثابة تأكيد حازم على أنك لم تنته بعد، ولتخبره ذلك باستخدام نبرة صوت حازمة وواثقة.
- من المهم بشكل خاص نقل الثقة والأمان للمستمعين بمعرفتك بالموضوع الذي تتم مناقشته.
- يجب أيضًا مراجعة لغة الجسد.
- عليك أن تحاول إظهار الحماس والطاقة وإشراك الآخرين بطريقة ما: انظر إلى وجوههم، واغمزهم...
- إذا كان الأمر في وسعك، يمكنك وضع قواعد الحديث، وفي حالة المقاطعة، تذكرها وقل أنه سيتم عمل دور لكل من يرغب بالتحدث.
- إذا كان هناك شخص يقاطعك باستمرار، وكنت في وضع يسمح لك بالتحدث معه على انفراد، فيمكنك إخباره بمدى عدم الراحة في الأمر.
- لا بد أن تراجع نقاط ضعفك في الحديث سريعًا وتتخطاها، فإذا كنت تشعر أنك تتم مقاطعتك باستمرار. في هذه الحالة، من المستحسن أن تقوم بمراجعة مهارات الاتصال الخاصة بك ، بدلاً من التركيز على ما يفعله الآخرون.
- اعلم أنه لا يمكنك التحكم في سلوك الآخرين، ولكن يمكنك التحكم في ما تفعله بنفسك. لذلك، إذا شعرت بأنني أقاطع دائمًا، فسيكون من الجيد بالنسبة لي أن أراجع الطريقة التي أعبر بها عن نفسي، وهل أنقل الإيجابية والثقة فيما أقول للآخرين، هل أشركت الأشخاص الذين يستمعون إلي، هل حاولت الحفاظ على ديناميكية المحادثة، وإذا اكتشفت ضعف أي من تلك النقاط لا بد من العمل عليها؟
- تؤكد الميداني أن الشيء الأكثر أهمية بالأمر هو عدم فقدان السيطرة، وبدلا ًمن الرد بغضب أو نفاد الصبر عندما نتعرض لمقاطعة الآخرين، فمن الأنسب الرد بهدوء وحزم وتركيز، والاهتمام على الجسم ولغته ومهارات اللغة والتواصل.
وإذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين إلى المزيد عن: كيفية التعامل مع المقاطعات المزمنة؟
استراتيجيات عملية ناجحة للتخلص من مقاطعة الآخرين
- إذا حاول شخص ما مقاطعتك واستمر في الحديث معك، فلا ترفع مستوى الصوت قبل كل شيء، فقط قل اسمه بابتسامة واشرح له أن لديك جانبًا آخر للتعليق عليه، أو أنك لم تنته بعد من الفكرة التي تريدها.
- عندما تعرض وجهة نظرك، يمكنك في كثير من الأحيان أن تشعر بما سيكون عليه رد فعل الآخرين، ولتجنب الدخول في سلسلة من الحجج والحجج المضادة، ليس هناك ما هو أكثر فعالية من ذكر حجج الآخرين ومواجهتها أثناء حديثك الخاص.
- لا يمكن أن تكون متصلبًا فأثناء الحديث يمكن تبادل وجهات النظر مع الآخرين، لذا، إذا اكتشفت أن صمتك حتى يتمكن شخص آخر من التحدث كان خطأً وتحتاج إلى استعادة مركز الدائرة فقم بذكر اسم الشخص المقاطع وقم بتقييم ما علق عليه بشكل إيجابي ثم أخبره أنك تريد المساهمة بشيء إضافي مناسب للآخرين.
ونحو المزيد يمكنك التعرف على:استراتيجيات لمنع زملاء العمل من المقاطعة أثناء عرض الأفكار