علامات التعلق العاطفي عند الشباب

علامات التعلق العاطفي عند الشباب
علامات التعلق العاطفي عند الشباب

أن تكون متعلقًا عاطفيًا بشخص ما أو شيء ما أمر موجود منذ بداية الخليقة، فهذا المفهوم متجذر في تجاربنا المبكرة مع والدينا وكثير من الأشخاص مثل أحد الوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء أو حتى الجيران، وهكذا فنحن نتعلق ببعض الأشياء التي يكون لها تأثير عميق ودائم داخلياً وقد نتأثر كثيرًا عندما نفقدها أو نتركها أو نتخلى عنها مما يؤثر على صحتنا النفسية والعاطفية وكيفية تعاملنا مع الآخرين، بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية، أماني نبيل رضا، لـتحدثك عن علامات التعلق العاطفي عند الشباب، وكيفية التعامل مع التعلق العاطفي.

التعلق ينشأ منذ الطفولة


تقول استشاري العلاقات الأسرية لـ"سيدتي": لطالما كان "التعلق العاطفي"، وهو مفهوم أساسي في علم نفس النمو بدءًا من الروابط الأولى التي ننشئها مع الأسرة خاصة الوالدين وحتى العلاقات الشخصية في مرحلة البلوغ، حيث يؤثر الارتباط بشكل عميق على الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا، فلقد ولدت تجارب العلاقات الأولى تلك، على الرغم من أننا لا نتذكرها، سلوكيات أثرت علينا طوال تاريخنا.
تؤكد أماني أن السلوكيات التي اعتدناها منذ نعومة أظفارنا يمكن تصحيحها وتعديلها طوال حياتنا، لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف تستمر في التأثير على طريقتنا في التعامل مع الآخرين لافتة إلى أن التعلق المبالغ فيه قد ينتج عنه اضطرابات نفسية مختلفة مثل اضطرابات القلق أو اضطرابات الوسواس القهري أو غيرها

كيف يحدث التعلق العاطفي؟

كيف يحدث التعلق العاطفي؟


من المعروف أن البشر لديهم حاجة فطرية لتكوين روابط عاطفية آمنة كما ذكرنا من أجل البقاء وخلال مراحل النمو فالأفراد العاديون يميلون إلى الثقة في ذويهم الذين يغمرونهم بالرعاية ويكفلون لهم الشعور بالأمان فيتولد لديهم شعور بالتقارب والاتصال فهم يطلبون الدعم العاطفي عندما يحتاجون إليه، وهنا يجد الصغار الطريق مفتوحًا أمامهم للتعلق العاطفي، والذي يفسح لهم المجال للشعور بالأمان والانطلاق في الثقة بالآخرين، وإظهار عواطفهم الجياشة مما يحفزهم على المزيد من الشجاعة لاستكشاف العالم بثقة وأمان.
تبدأ المشكلة عندما تزيد الرابطة العاطفية ويزيد التعلق العاطفي فيجد بعض الأشخاص أنفسهم ارتبطوا بقوة بهؤلاء الذين يشعرونهم بالأمان والثقة مما يجعلهم يفكرون بقلق عما سيحدث لهم لو تخلى ذويهم عنهم بأي شكل أو اختفوا من حياتهم ويؤدي هذا النوع من الارتباط، إلى إنشاء علاقات تبعية مضرة مما يولد شعور من الشك والغيرة والارتباك وعدم الثقة والذي قد يفضي إلى الغضب بدون داعي والكثير من المشاعر السلبية الأخرى.
وإذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين إلى عوامل بيولوجية تساعد على الانجذاب للشخص الآخر

مشاكل مرتبطة بالتعلق العاطفي

توليد تجارب جديدة يُعد أمرًا ضروريًا لتعزيز طريقة آمنة للتواصل


تقول أماني: لفهم المشاكل المتعلقة بالتعلق العاطفي، يجب علينا أن نفهم كيف كانت التجارب الأولى فهناك عدد من العوامل التي تصيغ التعلق العاطفي وتؤثر به مثل:

  • الصحة النفسية والخبرات مع البيئة المحيطة بنا وتلك التي أثرت فيه، وتجارب التعلم والتعليم التي خضناها وحالة آبائنا، ووصول أعضاء جدد إلى الأسرة أو حتى فقدانهم، كل هذه الأمور تعد من العوامل المؤثرة والمسببة لمشاكل التعلق.
  • هناك أيضا مشكلة قلة التعاطف التي قد يعاني منها البعض، والحماية المفرطة من الآخرين، والإطراء المستمر أو الابتزاز العاطفي للاحتفاظ برغبات ما أو إشباعها مؤقتًا، وتستلزم هذه التجارب عادات التعلم والاستجابة التي من المهم تصحيحها والفهم والشفاء لتجنب المشاكل الكبيرة التي تؤثر علينا في الحياة اليومية لعلاقاتنا الشخصية.
  • تؤكد أماني أن التعلق العاطفي من الممكن أن يساهم في تفاقم مشكلة تدني احترام الذات، فتجارب الارتباط غير الآمن قد تشعر الأفراد بأنهم لا يستحقون الحب والمودة، مما يجعل من الصعب إقامة علاقات صحية، وقد يصل الأمر لظهور التبعية العاطفية أو ما يُعرف بالاعتمادية العاطفية.
  • يعاني الأفراد الذين يعانون من التعلق العاطفي من صعوبات تنظيم العواطف، حيث يمكن أن تتداخل مشاكل التعلق مع قدرة الفرد على تنظيم عواطفه، مما قد يؤدي إلى استجابات عاطفية غير متناسبة أو صعوبات في إدارة التوتر والقلق.
  • كذلك يعاني الأفراد الذين يعانون من التعلق العاطفي من صعوبة الترابط مما يؤدي على المدى الطويل لحالات من الوحدة وسوء الفهم.

كيف نتعامل مع التعلق العاطفي

تقول أماني: "يركز علاج التعلق العاطفي على استكشاف تجارب التعلق المبكرة للفرد وكيف تؤثر هذه التجارب على أدائه الحالي. حيث يتم العمل على تعزيز شعوره بالأمان، كذلك لا بد من معالجة أنماط التفكير والسلوك المختلة المرتبطة بالتعلق، فيتم العمل على تحديد وتعديل الأفكار السلبية وتطوير المهارات اللازمة لإدارة التوتر وتنظيم السلوكيات التي تولد هذه المشاعر والأفكار".
تؤكد أماني أن توليد تجارب جديدة يُعد أمرًا ضروريًا لتعزيز طريقة آمنة للتواصل ومواجهة المخاوف التي قد تنشأ عن هذه الطريقة الجديدة في فعل الأشياء.
ونحو المزيد من ذات السياق يمكنك الاطلاع على: طرق فعالة للتخلص من التعلق العاطفي