كيف يساعد الأصدقاء بعضهم: إليك كل التفاصيل

الأصدقاء الحقيقيون يواسون بعضهم
الأصدقاء الحقيقيون يواسون بعضهم

الأصدقاء الحقيقيون موجودون من أجلك في الأوقات الجيدة والسيئة. من هنا ينطبق المثال على الصداقة المثالية "الصديق وقت الضيق"، ليكون صديقك مصدراً للرعاية والاهتمام.

أكدّت مجموعة كبيرة من الأبحاث أهمية الصداقات عندما يتعلق الأمر بقدرتنا على تعزيز النجاح والصحة العقلية والجسدية. على الرغم من هذه الفوائد، فإننا في بعض الأحيان لا نعرف أفضل الطرق للحفاظ على روابطنا مع أصدقائنا أو تقويتها.
تعرفي كيف يساعد الأصدقاء بعضهم، إضافةً إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الصداقات الداعمة في حياتنا وكيف يمكنك بناء علاقات قوية مع أصدقائك والحفاظ عليها.

ما هي الصداقة الداعمة؟

تتميز الصداقة بالولاء

لا يمكنكِ في حياتك الاجتماعية أن تستغني عن الصداقات غير الرسمية أو العلاقات المجزية. ولكن عندما تتعمق هذه الروابط، تتطور علاقة الصداقة لتصل إلى الاحترام المتبادل والإعجاب والاستعداد لمساعدة الصديقين بعضهما البعض. فغالباً ما تكون الصداقة الداعمة نكران للذات، بل يوفر كل شخص للآخر الدعم والتشجيع والرحمة، خصوصاً عندما يكون الصديقان في أمس الحاجة إليها.

سيترك الصديق الداعم مساحة لاحتياجاتك. يمكنه مساعدتك على الشعور بالقبول لما أنت عليه والتأكيد لك أنه سيكون دائماً هناك من أجلك. يمكن للصديق المقرّب الاستماع إلى مخاوفك والتعاطف معها، ورفعك وتزويدك بالحافز.

ما هي خصائص الصداقة الداعمة؟

غالبا ما تتميز الصداقات الداعمة بالمودة المشتركة والاحترام والرعاية. إنها عادة علاقات متوازنة، وتضع الصديقين على قدم المساواة. أحد أهم مكونات الصداقة الصحية هو التفاهم المتبادل. إن وجود صديق يعرفك جيداً ويقدّرك يمكن أن يكون بمثابة التحقق من الصحة، مما يوفر لك شعوراً بالانتماء والقبول.

تتميز الصداقات الصحية أيضاً بالولاء والثقة. جزء من رعاية العلاقة مع صديق هو أن تكون هناك من أجله بغض النظر عما يمرّ به مع الثقة به ليكون هناك من أجلك عندما تحتاج إلى دعمه العاطفي.
قد يهمك الاطلاع على كيف أتخلص من الغيرة من صديقتي؟

كيفية تطوير صداقات داعمة

إذا كنت ترغبين في الاستفادة من فوائد الصداقة الصحية، فقد يساعدك ذلك في معرفة كيفية تحديد العلاقات المهمة، والبقاء على اتصال بالأصدقاء، وتقديم دعم عاطفي. فيما يلي عدة خطوات يمكنك اتخاذها لتنمية صداقات داعمة.

تحديد الصداقات المهمة

من أول الأشياء التي يمكنك القيام بها أثناء عملك على تعزيز الصداقات الصحية هو فحص العلاقات الحالية التي تربطك بالأصدقاء والمعارف والأشخاص الآخرين في حياتك. قد يكون لديك أصدقاء فقدت الاتصال بهم أو معارف غير رسميين ترغبين في التعرف عليهم بشكل أفضل. فكّري في الأشخاص الذين تواصلت معهم على مر السنين. هل هناك أي شخص شاركته مشاعرك؟ من يشجعك على أن تكوني أفضل؟ من الذي تشعرين بالراحة حوله؟ يمكن أن تساعدك الإجابة على هذه الأسئلة في تحديد العلاقات التي يمكنك تقويتها.

التواصل بانتظام

يمكن أن يكون البقاء على اتصال مع الأصدقاء مفتاحاً لتعزيز التقارب. حتى إذا كنت تتواصلين فقط من خلال الرسائل النصية من حين لآخر، فقد يتيح ذلك لأصدقائك معرفة أنك تفكرين فيهم وتبذلين جهداً للحفاظ على علاقتك معهم. أنت لا تعرفين أبداً متى قد يشعر الصديق بالوحدة ويحتاج إلى الاتصال. وجد الباحثون في إحدى الدراسات " أننا غالباً ما نقلّل من شأن المشاعر الإيجابية التي يمكن أن يثيرها التواصل بانتظام، وخلصوا إلى أن مثل هذه الجهود من المرجح أن يتم تقديرها أكثر مما يتوقعه الناس".

الاستماع

يمكن أن يكون توفير اهتمامك الكامل أحد أفضل الطرق لتعزيز الثقة في الصداقة. من خلال جعل نفسك متاحة لأصدقائك عندما يريدون التحدث معك، يمكنك السماح لهم بمعالجة عواطفهم ومعالجة التحديات وطلب نصيحتك. الاستماع يمكن أن يقربك أنت وصديقك من بعضكما البعض ويوفر لكما فوائد مدهشة. حتى أن الأبحاث تشير إلى أن هناك علاقة بين الاستماع الداعم وتحسين الرفاهية المعرفية.

التعبير عن التقدير

تشير الدراسات إلى أن التعبير عن الامتنان يمكن أن يساعد في تعميق الروابط مع الأصدقاء. يحب الناس عادة أن يعرفوا أنهم موضع تقدير وأن وجودهم أو أفعالهم موضع تقدير. يمكنك السماح للأصدقاء في حياتك بمعرفة مقدار ما يعنون لك من خلال الكلمات النابعة من القلب أو المواقف اللطيفة.

المساعدة بين الصديقين من وجهة نظر اجتماعية

زينة درويش مدربة مختصة بالصحة النفسية

زينة درويش مدربة مختصة بالصحة النفسية تشرح لـ"سيدتي" حول كيفية نجاح العلاقة بين الأصدقاء وتؤكد على أنها ترتكز على أربع عوامل:

  • التواصل: من خلال الاستماع إلى الصديق وبناء حوار معه بالتفكير معاً بصوتٍ عالٍ.
  • الاهتمام: من خلال التحدث المتواصل لبناء علاقة متينة
  • الاتصال: معاملة الصديق كفرد من العائلة ومشاركته اللحظات جميعها.
  • الوعي: من خلال اختيار الظرف المناسب والطريقة المناسبة للتحدث بأي موضوع.

وتضيف درويش أنّ " الأهم من ذلك هو تقوية علاقتنا مع أنفسنا لأنها الأساس وتساعدنا في بناء علاقات متينة للاستمرار في الصداقة. وأن نفهم ما هي الأشياء التي يجب تحسينها والأمور التي تزعجنا، من خلال طرح أسئلة من أنا وأين أنتمي وما هي قيمتي في الحياة؟".

وتشير درويش إلى أنّ" الطريقة المذكورة تساعد على جذب أصدقاء يشبهوننا ونبني صداقة سليمة معهم مبنية على الوعي".
مارأيك الاطلاع على أفكار للاحتفال بالصديق في اليوم العالمي للصداقة