إن منح الشباب مكاناً في صنع القرار يبني قاعدة أوسع من مشاركة المواطنين، ويخلق مجتمعات أقوى وأكثر شمولاً. ومشاركة الشباب ضرورية في تطوير المواطنة الفاعلة؛ لأنها توازن بين الحقوق الاجتماعية للشباب ومسؤولياتهم. كيف يكون تأثير القرارات الصغيرة في الحياة المستقبلية للشباب والبنات؟
مشاركة الشباب تعني قرارات أفضل وزيادة الكفاءة
تشير البيانات، وفق موقع Ministry of youth development، إلى أن السياسات والبرامج المصممة بعد التشاور مع المستخدمين من المرجح أن تكون فعَّالة. باستخدام مشاركة الشباب، من المرجح أن تحصل عليها بشكل صحيح في المرة الأولى، وتتجنب إضاعة الوقت والمال على الخدمات التي لا يرغب الشباب في استخدامها.
ما رأيك بمتابعة: كيف تواجه المناقشات الصعبة؟ ونصائح تساعدك على تقبل النقد
مشاركة الشباب تعزز قدرة المجتمع
إن منح الشباب مكاناً في اتخاذ القرار يبني قاعدة أوسع من مشاركة المواطنين، ويخلق مجتمعات أقوى وأكثر شمولاً. ومشاركة الشباب ضرورية في تطوير المواطنة الفاعلة؛ لأنها توازن بين الحقوق الاجتماعية للشباب ومسؤولياتهم.
مشاركة الشباب تساهم في التنمية الإيجابية للشباب
تظهر الأبحاث أن الشباب الذين يتم دعمهم للمشاركة في صنع القرار هم أكثر عرضة لزيادة الثقة والثقة بالنفس، وممارسة خيارات مهنية إيجابية وزيادة المشاركة والمسؤولية في المستقبل.
تعزز مشاركة الشباب علاقة مؤسستك بالشباب
وتتحدى مشاركة الشباب الصور النمطية السلبية للشباب، وتساعد على كسر الحواجز بين البالغين والشباب. يمكن أن يؤدي إشراك الشباب في صنع القرار إلى تحسين المواقف تجاه فهم الشباب وخلق وعي أكبر بقضايا الشباب في المنظمة.
مشاركة الشباب في صنع القرار
تنص اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (UNCRC) في عام 1993 على أن لجميع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً الحق في المشاركة في صنع القرار. ويعترف بحقوقهم في التعبير عن آرائهم، والنظر في آرائهم في القرارات التي تؤثر فيهم، وتلقي المعلومات والأفكار وتقديمها.
ما رأي أهل الاختصاص بالموضوع؟
خبيرة دمج التكنولوجيا والتعليم هبة حمادة شرحت أكثر حول هذا الموضوع، ومن وجهة نظرها، فـ"إن الحياة ما هي إلا سلسلة من القرارات المتتالية التي نتخذها يومياً، بعضها كبير ومصيري، وبعضها الآخر يبدو صغيراً وغير مؤثر. لكن في الواقع، قد تكون هذه القرارات الصغيرة حجر الأساس الذي يحدد مسار المستقبل، خصوصاً بالنسبة للشباب والبنات في مرحلة بناء حياتهم".
القرارات الصغيرة.. أثرها يتراكم
قد يعتقد البعض أن الأمور الصغيرة لا تُحدث فرقاً، مثل الالتزام بمواعيد الدراسة، ممارسة الرياضة بانتظام، أو حتى تخصيص وقت للقراءة. لكن مع مرور الزمن، تتراكم هذه الخيارات الصغيرة وتُحدث فرقاً كبيراً.
مثال: قرار تخصيص 15 دقيقة يومياً لقراءة كتاب مفيد، سيكوِّن عادة القراءة التي ستوسع مدارك الشخص وتطوِّر مهاراته بمرور السنوات.
تكوين العادات الجيدة أو السيئة
القرارات الصغيرة تتشكَّل لتصبح عادات يومية؛ فعلى سبيل المثال:
- قرار تناول وجبة صحية بدلاً من الطعام السريع يبني نمط حياة صحياً.
- قرار تأجيل المهام يومياً يؤدي إلى التسويف الذي قد يُضعف الإنجاز والطموح.
- تتكون العادات الجيدة أو السيئة بمرور الوقت وتصبح جزءاً من شخصية الفرد؛ ما يؤثر بشكل مباشر في فرص النجاح والتميز.
الفرص والخيارات المستقبلية
قرارات تبدو بسيطة اليوم قد تُغيِّر الفرص المستقبلية:
- قرار تعلم لغة جديدة قد يفتح آفاق عمل ودراسة دولية.
- قرار حضور ورشة عمل أو دورة تدريبية قد يُكسب مهارات تميِّز الشاب أو الفتاة في سوق العمل.
- قرار الابتعاد عن أصدقاء مؤثرين سلبياً قد يحمي الشخص من عواقب وخيمة.
بناء الثقة بالنفس والمسؤولية
عندما يبدأ الشباب في اتخاذ قرارات صغيرة مدروسة يتعلمون كيف يتحملون مسؤولية أفعالهم. اتخاذ القرار يمنح الثقة بالنفس، سواء نجحوا أو أخطأوا؛ لأنهم يكتسبون خبرات جديدة، ويستفيدون من التجربة.
القرارات الصغيرة والقيم الشخصية
اختياراتك اليومية تعكس قيمك وأولوياتك؛ فالقرار باحترام الوقت، الالتزام بالواجبات، أو التعامل مع الآخرين بلباقة واحترام يعكس الشخصية الناضجة والمسؤولة، وهو ما يبني سمعة إيجابية تُرافق الشخص طوال حياته.
نصائح لاتخاذ قرارات صغيرة ذات أثر إيجابي
- فكِّر في المستقبل: اسأل نفسك: كيف سيؤثر هذا القرار في حياتي بعد 5 سنوات؟
- ابدأ بخطوات صغيرة: لا تستهِن بأي تغيير إيجابي حتى لو كان بسيطاً.
- قيِّم اختياراتك بانتظام: راجع قراراتك لترى ما إذا كانت تحقق أهدافك.
- ابتعد عن المؤثرات السلبية: تجنَّب العادات والأشخاص الذين يعيقون تقدمك.
قد يهمك الاطلاع على: خطوات أساسية لتطوير وبناء خطة عمل إستراتيجية للمشروع
وختمت حمادة: "القرارات الصغيرة ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي بذور تُزرع اليوم لتنمو وتُثمر في المستقبل؛ لذلك على الشباب والبنات إدراك أهمية كل خطوة وكل خيار يتخذونه؛ فالنجاح الحقيقي يأتي من الالتزام والوعي بأن التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق الكبير".