صداقات الجامعة: هل هي فعلية أم تتمحور بين المصلحة وتضييع الوقت؟

صداقات الجامعة بين المصلحة وتضييع الوقت
صداقات الجامعة بين المصلحة وتضييع الوقت

الصداقة تعني وجود شخص تعتمد عليه أو تستمع إليه أو يكون بجانبك في أوقات الحاجة. يرغب الأصدقاء في ما هو أفضل لبعضهم بعضاً، ويعبرون عن التفاهم ومشاركة كل شيء. يتواصلون مع بعضهم بعضاً للحصول على الدعم العاطفي ويمكنهم ارتكاب الأخطاء دون الخوف من أي تداعيات.

يمكن أن يؤدي نقص الأصدقاء والتواصل الاجتماعي إلى الضيق العاطفي والوحدة، وهو الوعي المعرفي الذي يؤثر في دماغنا، وينتج مشاعر الحزن والفراغ والعزلة ويؤدي إلى تآكل الرفاهية العاطفية.

مقابلة شخص غريب وضمه إلى دائرتك ليس بالأمر السهل دائماً؛ فقد يدخل الطلاب الكليات والجامعات من خلفيات وظروف متنوعة، ويواجهون تحولات في حياتهم المهنية. في أثناء سعيهم للحصول على شهاداتهم يمكن أن تؤدي التعديلات مع الظروف الجديدة والكفاح من أجل تكوين صداقات، وإيجاد طريقهم في بيئة جديدة، والاندماج في ثقافات الفصول الدراسية والحرم الجامعي؛ إلى تحول في التواصل الاجتماعي.

فوائد صداقات الجامعة

الطلاب لديهم مساحات شاملة آمنة نفسياً

يجب على متخصصي التعليم ما بعد الثانوي التأكد من أن الطلاب لديهم مساحات شاملة آمنة نفسياً. يمكن لأعضاء هيئة التدريس والموظفين أيضاً إيجاد حلول في العمل الجماعي، وتدريس المناهج الدراسية على أنها ذواتهم الحقيقية ودعوة الطلاب للبحث داخل المشاعر نفسها ودعمها وفق موقع goodwin.edu.
قد يعجبك: صداقات الطفولة لماذا هي الأصدق والأكثر استمراراً؟

يمكن أن يشمل تشجيع التجارب التعليمية التي تعزز الصداقات ما يلي:

  • التعاون مع الآخرين في مهام المجموعة.
  • مناقشة الآراء حول محتوى المقرر الدراسي مع الطلاب الآخرين.
  • الاختلاط بأشخاص من مجموعات مختلفة.

يتم تعزيز ثقافة الصداقة عندما ينخرط الطلاب في أنشطة تجمعهم معاً. يمكن لأعضاء هيئة التدريس مساعدة الطلاب على تطوير الصداقات من خلال تنمية ثقافة التواصل ونمذجة السلوكيات الودية مثل:

  • التعرف إلى الذات للطلاب الآخرين والسماح لهم بالرد بالمثل.
  • استخدام الأسئلة المفتوحة للحصول على معلومات عن بعضنا بعضاً مع الحفاظ على التواصل البصري والابتسام.
  • تعيين مجموعات صغيرة للعمل في مشاريع الفصول الدراسية لتطوير الروابط مع الطلاب الآخرين.
  • الاعتراف بالتجارب اليومية والاحتفال بها لتشجيع التفاعل الاجتماعي في الحياة الجامعية.
  • تقديم الدعم في الظروف الصعبة وتقديم التشجيع لبعضنا بعضاً.

الصداقة الجامعية من وجهة نظر أهل الاختصاص

هبة حمادة، خبيرة دمج التكنولوجيا والتعليم تقدم وجهة نظهرها لـ"سيدتي" حول موضوع صداقات الجامعة.

في الحياة الجامعية، تُعتبر الصداقات من أهم العلاقات التي قد يكونها الطالب خلال فترة دراسته؛ فهذه العلاقات تتجاوز حدود الدراسة لتصبح أحياناً جزءاً من رحلة الإنسان في الحياة. ولكن يبقى السؤال: هل صداقات الجامعة حقيقية أم أنها تدور حول المصالح وتضييع الوقت؟

الجانب الإيجابي لصداقات الجامعة

الجامعة ليست فقط مكاناً لتحصيل العلم، بل هي أيضاً مساحة لبناء العلاقات الإنسانية. صداقات الجامعة قد تكون مصدر دعم نفسي ومعنوي خلال فترة مليئة بالتحديات الأكاديمية والشخصية. قد تجد في زميلك من يساعدك في المذاكرة، من يقف بجانبك في الأوقات الصعبة، أو من يشاركك أحلامك وتطلعاتك. هذه الصداقات تُعتبر أساساً لتكوين شبكة اجتماعية تمتد لما بعد التخرج.

الجانب السلبي: صداقات المصلحة

على الرغم من الجوانب الإيجابية؛ فلا يمكن إنكار أن بعض العلاقات في الجامعة قد تكون مبنية على المصالح. قد تجد من يسعى لتكوين علاقة فقط من أجل الاستفادة من مهاراتك أو معرفتك الأكاديمية. أو قد تتحول الصداقة إلى وسيلة لتضييع الوقت بدلاً من استثماره في تحقيق الأهداف الشخصية.

كيف نميز بين الصداقة الحقيقية والمصلحية؟

الاستمرارية: الصداقة الحقيقية تدوم حتى بعد انتهاء الظروف المشتركة، مثل انتهاء الدراسة.

التضحية المتبادلة: الصديق الحقيقي يقدم الدعم دون انتظار مقابل.

الشعور بالراحة: إذا شعرت بالراحة والثقة مع شخص ما؛ فهذا مؤشر قوي على صدق العلاقة.

كيف نستفيد من صداقات الجامعة؟

1. الاختيار بعناية: حاول أن تكون صداقاتك مع أشخاص يشاركونك القيم والطموحات.

2. التوازن: حافظ على توازن بين الدراسة والعلاقات الاجتماعية.

3. الاستثمار في العلاقة: قدم الدعم لزملائك وكن شخصاً يُعتمد عليه.
ما رأيك بالاطلاع على: الفرق بين الصداقة الحقيقية والعلاقات السطحية

وتختم حمادة "صداقات الجامعة يمكن أن تكون من أجمل مراحل الحياة، إذا أُحسن اختيارها وبُنِيَت على أسس صحيحة. وفي الوقت ذاته، يجب أن يكون الفرد واعياً بأن ليس كل علاقة تستحق أن يُطلق عليها صداقة. الحكمة في الاختيار والقدرة على التمييز بين الصداقة الحقيقية والمصلحية هما المفتاح للاستفادة من هذه المرحلة بأفضل شكل ممكن".