تتعرّض الحياة بين الزوجين إلى العديد من الخلافات والاضطرابات التي يكون وقعها ثقيلاً عليهما، فيحدث الخصام بين الزوجين، وهذا شيء طبيعي فالاختلافات العديدة في الذوق والرأي والفكر، تهيئ الأرضية المناسبة لحدوث التصادم بين الزوجين، فمن زعم أن هنالك زواجاً بلا مشاكل، فهو لا يفقه طبيعة الحياة الزوجية، لذلك لا سبيل إلا الإصلاح بين الزوجين، فهو أمر ضروري لما له من منفعة لمصلحة الأسرة، ولاستعادة الألفة وتقريب القلوب المتنافرة.
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. ثناء إسماعيل لسيدتي: الحياة الأسرية تقوم على المحبة والمودة والألفة وتدوم بدوامها، فإذا انتهت المحبة والوئام، وزادت الخلافات على حدها وأدت لاشتعال فتيل الخلافات بين الزوجين وحل الشقاق، فلابد للمصلحين من القيام بواجبهم كى يلتئم الشمل وتزول الفرقة، ويتحقق إصلاح تسكن به النفوس وتألف به القلوب.
• التحدث بهدوء في أسباب الخلاف
لابد من التمهل والتفكير والهدوء عندما يحدث الخصام بين الزوجين، وإذا أردتما التحدث معاً عن الخلاف موضوع النقاش، بداية لا بد من أخذ نفس عميق، ومعرفة تفاصيل الخلاف وحرص كلّ طرفٍ على الاستماع لوجهة نظر الآخر بهدوء ومن دون عصبيّة، فالتفكير والهدوء قبل التحدث يساعد الزوجين، على تجنب الشجار مرة أخرى والتلفظ بكلمات قاسية أثناء الغضب تجرح مشاعر الطرف الآخر، وبالتالي ينتهى النقاش دون جدوى.
• إدارة النقاش بذكاء
يلعب سوء التفاهم دوراً كبيراً في اشعال فتيل الخصام بين الزوجين ويفاقم الخلافات والمشاكل، لذلك يجب أن يتعلم أحد الزوجين فن إدارة النقاش بذكاء، وذلك لضرورة حصر المشاكل أثناء وقبل الوصول إلى لحظة الصّلح بين الزوجين المُتخاصمين، والتعامل معها بحكمة، حتى ينجح في إنهاء الخلاف بسلام دون خسارة الطرف الآخر في النهاية، ولابد أن يعلم الطرفان أن البداية دائماً نجد فيها صعوبة، ولكن بالتأكيد ستكون العواقب موفقة ومستقرة بإذن الله.
• معرفة أساس المشكلة
لاشك أن خلف كل دخان ناراً، فلابد قبل محاولة الصّلح، المصارحة والوضوح، وإفضاء كل منهما بما يختلج في صدره للآخر، بل الحرص على حلّ المُشكلة الأساسية المُتسبّبة للخلاف من جذورها، فمعرفة سبب المشكلة والسعي لعلاجها هو الضمان الوحيد للقضاء عليها، وهو جزء من حل المشكلة نفسها، وذلك عن طريق السؤال عن لماذا حدثت المشكلة، أو لماذا تتكرر نفس المشكلة باستمرار، فمعرفة جذور المشكلة والعمل على إيجاد حل لها يبترها نهائياً حتى لا تتفاقم مرة أخرى.
• الوقوف على أرضية مشتركة
على الزوجين أن يقدّما التنازلات لكي يمكنهما الوقوف على أرضية مشتركة تكفل التعايش بصفاء، ولكي تكون الحلول واقعية وقابلة للتنفيذ، وهنا يتحول الاختلاف إلى تكامل يفيد الطرفين، فمن الممكن أن يتنازل أحد الطرفين عن الخلاف، ويتحول لعتاب خفيف نظراً لأنك لم تقومي برد فعل هجومي.
• الصبر والتسامح
الصبر والتسامح يعطي الفرصة الكافية للتفاهم والوصول إلى حلول لمشكلة الخلاف، فتحملك وصبرك وتسامحك وتضحيتك ورغبتك في استمرار الحياة المشتركة هو خطوة إيجابية في طريق حل النزاع وإعادة روح الصفاء والهدوء إلى جو الأسرة.
• تقديم الاعتذار
الكلمة الطيبة والصادقة من القلب تستطيع أن تعيد الألفة إلى قلوب قد فرّقها البعد، فلا بدّ من أن يُقدّم الطّرف المُخطئ الاعتذار ولكن عن صدق وليس من أجل الحفاظ على الحياة الزوجيّة فحسب، لأنّ التصرّف الأخير من شأنه أن يتسبّب بإعادة الخلاف بين الزوجين عند أقرب فرصة مُمكنة.
• اللجوء إلى المختصين
إذا استعصى التفاهم في الخلاف وفشل الوصول إلى حل لفض أي خلاف أو نزاع بين الزوجين وعندما تكون الخلافات كبيرة وعميقة فلابد من التدخل بقوة وحكمة، ولحل هذه الخلافات فمن الأفضل اللجوء إلى مراكز الاستشارات الأسرية والمختصين، أو من خلال تحكيم طرف ثالث يتمتع بالمواصفات المطلوبة كالخبرة والنضج، ويكون مُحايداً ويتحلّى بنيّةٍ صالحة لإحداث الصلح بين الزوجين المُتخاصمين، والجلوس معاً وحل النزاع بروح موضوعية هادئة.