بعد أن أطلقته خلال جولتها الدولية في باريس، حرصت هيئة الأزياء السعودية على مشاركة تفاصيل تقرير "حالة قطاع الأزياء 2023" مع مجتمع التصميم والأزياء في السعودية من خلال ملتقى خاص أقامته في مقر "ملتقى المدينة" داخل حرم مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية في الرياض.
الحدث أتى عبارة عن تجمع ثقافي إبداعي نخبوي شارك فيه نخبة من الخبراء والمختصين والمصممين البارزين، حيث ناقشوا قضايا وحقائق حول القطاع والصناعات المرتبطة به والاستثمارات التي من شأنها دفعه نحو المزيد من التقدم وتحقيق الإنجازات.
جلسات حوارية
وتضمن الحدث مجموعة من الجلسات الحوارية والكلمات، حيث كانت الافتتاحية مع كلمة للرئيس التنفيذي للهيئة بوراك شاكماك عرض فيها مجموعة من الحقائق والأرقام الإحصائية التي تضمنها التقرير متحدثاً عن أهمية وجود هذا النوع من التقارير والذي تتطلع الهيئة إلى جعله تقريراً سنوياً مفصلاً، يختصر أمام العالم إنجازات وجهود وتطلعات المبدعين السعوديين والجهات المعنية بالقطاع.
وكانت كلمة للرئيس التنفيذي لمدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية ديفيد هنري، عقدت بعدها 3 جلسات حوارية، الأولى ضمت نجلاء النمير الرئيس التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الأعمال في الصندوق الثقافي، وعمار بوقري مدير عام الإستراتيجية وتطوير الأعمال في هيئة الأزياء، حاورتهما فيها الإعلامية وئام الدخيل، أما الجلسة الثانية فضمت ستيفن هولبروك الرئيس التنفيذي ل JAMJOOM fashion، ولؤي نسيم رئيس جمعية الأزياء السعودية ومؤسس دار لومار، وحسين بن سليم الرئيس التنفيذي لشركة "الشياكة"، وقبل الجلسة الثالثة كانت هناك مداخلة لمديرة علامة نعومي السعودية باربرا كولاروسو، لتنطلق بعدها جلسة استضافت علي باخلقي، الرئيس التنفيذي لـ شركة "تدويم" حاورته فيها هلا البسام، مديرة الاستثمارات والشراكات في هيئة الأزياء.
فستان مستوحى من التقرير
وفي جناح خاص ضمن الحدث تم عرض فستان مزين بمحتوى تقرير "حالة قطاع الأزياء 2023" صممته المصممتان عبير وعلياء عريف مؤسستا "أتيليه حكايات"، وكان الفستان بتصميمه الإبداعي الفريد قد جذب الأنظار في باريس أثناء مشاركة الهيئة والمصممين السعوديين ضمن أسبوع الموضة.
أداة مهمة
وللاطلاع أكثر على محتوى التقرير والقيمة التي يمثلها، "سيدتي نت" تحدثت إلى بوراك شاكماك الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، والذي أكد: "أن تقرير "حالة قطاع الأزياء 2023" هو أفضل دليل حتى الآن على ما آمنت به منذ بداية عمل هيئة الأزياء على جهودها في بناء قطاع الأزياء في السعودية من الصفر في عام 2020، وهو أن قطاع الأزياء في السعودية يتمتع بإمكانات هائلة. وفي الواقع، يوضح التقرير أن المملكة تمتلك أكبر معدلات النمو المتوقعة من أي سوق كبيرة أخرى ذات دخل مرتفع".
وعن القيمة التي يمثلها هذا التقرير قال شاكماك: "يعد التقرير أداة مهمة فهو يسمح للهيئة والمصممين السعوديين والشركات والمستثمرين المحتملين بمتابعة البيانات، وتوجيه عملية صنع القرار وإظهار الإمكانات الحقيقية هنا. ولهذا السبب قمنا أيضاً بإنشاء منصة Saudi Insights Platform، والتي توفر للمعنيين وأصحاب المصلحة بيانات يمكن الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنت".
الأزياء السعودية بالأرقام
وذكر الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بعض الأرقام المهمة التي تضمنها التقرير قائلاً: "في العام الماضي، ساهمت صناعة الأزياء في المملكة بنسبة 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي، أو 12.5 مليار دولار أمريكي (46.9 مليار ريال سعودي)، ووظفت 230 ألف شخص. وهذا يعادل 1.8% من إجمالي القوى العاملة في السعودية، وتشكل النساء 52% من الصناعة، حيث يشغل المواطنون السعوديون 66% من جميع وظائف الأزياء".
وأضاف: "يمثل مصممونا المحليون الموهوبون، و85% منهم إناث ومن خلفيات متنوعة، قوة دافعة حقيقية وراء هذا التقدم، وقد نال المصممون من برنامج 100 براند سعودي تقدير وإعجاب المستهلكين والمشاهير وأهم وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم. وعلى نطاق أوسع، نريد تطوير سلسلة قيمة شاملة للأزياء في السعودية للإنتاج للأسواق المحلية والدولية، مما يفتح فرصاً هائلة محلياً".
دور الهيئة
وحول دور الهيئة للمساعدة في تحقيق كل ذلك أكد: "الهيئة هي المحرك وراء تطوير قطاع الأزياء في المملكة. نحن نعمل على بناء أسس نظام مزدهر للأزياء هنا، نظام سيستمر وينمو ويوفر الفرص للأجيال القادمة".
وتابع: "يدعم عملنا جميع جوانب سلسلة قيمة الأزياء بدءاً من رعاية المواهب والمهارات وحتى قيادة التنمية المستدامة والبنية التحتية الجديدة ومراجعة اللوائح والقيادة في جمع البيانات. نريد أن نفعل الأشياء بشكل مختلف وننشئ صناعة أزياء أكثر استدامة، وعلى سبيل المثال، بدأنا هذا العام في تحديد الشركاء والشركات الناشئة للعمل معهم في مركزنا الجديد للبحث والتطوير للمواد المستدامة وتكنولوجيا النسيج، والذي يقع في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ونهدف إلى تحقيق تقدم كبير في ابتكار المنسوجات المستدامة. هذا وبالطبع، ساعدنا في سرد قصة تراث الأزياء الغني في السعودية ومستقبلها العالمي أمام العالم".
أسبوع باريس للموضة
وكان لا بد لنا من سؤال حول مشاركة المصممين السعوديين في أسبوع الموضة في باريس، حيث أكد بوراك شاكماك: "المصممون السعوديون أبهروا الناس ورفعوا الوعي في مجتمع الموضة حول ما تقدمه السعودية. لقد تلقينا ردود فعل إيجابية جداً من المشترين الدوليين ووسائل الإعلام المؤثرة والعارضات والمصممين وقادة الأعمال. وكانت عروض الملابس الجاهزة والأزياء الراقية لدينا مكتملة الحضور، بينما استقبلت مساحة EMERGE المؤقتة أكثر من 2000 زائر".
عودة "مستقبل الأزياء"
وأخيراً أشار شاكماك إلى إقامة نسخة جديدة من "مستقبل الأزياء" قائلاً: "يعود حدثنا السنوي في نوفمبر بهدف التواصل مع مجتمع الأزياء العالمي مع الإضاءة على الإبداع السعودي. وسيضم الحدث هذا العام العديد من المتحدثين المشهورين والمؤثرين في الصناعة وتجارب البيع بالتجزئة والأحداث المصاحبة، للتعمق في مسائل الصناعة الحيوية من خلال مزيج ديناميكي من المحاضرات والندوات والجلسات الحوارية."
اقرأوا المزيد: مصممون سعوديون في أسبوع باريس للخياطة الراقية Saudi 100 Brands