الذكاء الاصطناعي كان محور اللقاء الذي جمع منصة أظلال للتصميم مع شركة FAIIIDA المتخصصة بتقديم الخدمات والحلول التصميمية في مجال المركبات، حيث أقيمت مجموعة من ورش العمل والندوات لمناقشة أهمية تعلم التقنيات والأساليب الحديثة في مجال التصميم، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة دعم ومساندة في تحويل الإبداع البشري الأصيل إلى أفكار مبتكرة وفريدة وسهلة التطبيق.
الورش والندوات تحدث فيها خبراء ومختصون في المجال وتفاعل فيها الحاضرون من رواد ورائدات أعمال ومصممين ومصممات وباحثين وباحثات مع الأسئلة والأفكار المطروحة وبعض التقنيات المعروضة، وتوافق الجميع كنتيجة لهذا البرنامج المتكامل، على ألا ابتكار يمكن أن يحل مكان الإنسان، لا بل إن كل هذه الابتكارات قد وجدت لجعل حياة الإنسان أسهل وعملية أكثر، كونها توفر الجهد والوقت وتطرح أفقاً واسعاً من الخيارات والحلول.
تصوير: عبير بو حمدان
الذكاء الاصطناعي مجرد أداة
لبحث أهداف هذا اللقاء والأهمية التي يمثلها، كان لنا حديث مع الأميرة نورة الفيصل مؤسسة منصة أظلال، التي أكدت أن هذا اللقاء قد يشكل امتداداً لمجالس أظلال السابقة، لكنه أيضاً عبارة عن تأكيد على أن المنصة تهدف لتمكين صلاتها وتعاونها مع كافة الجهات التي تعمل في المجال التصميمي، وقالت: " المصمم عبد العزيز العبيد وشركته FAIIIDA رافقوا أظلال منذ بداياتها، وهناك دعم متبادل بين الطرفين، لذا فإنه من المتوقع أن نجتمع في لقاءات مشابهة وأن ندعم ونساعد بعضنا البعض بشكل دائم".
وأضافت الأميرة أن: "هذه الفكرة انطلقت بداية من FAIIIDA، من منطلق أن المجتمع التصميمي يجب أن يتباحث في المواضيع الجديدة كمواضيع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة".
وأشارت مؤسسة "أظلال" إلى أن الذكاء الاصطناعي وما يشبهه، مجرد أدوات لا أكثر ولا أقل، هي لا تبدع ولا تخلق من لا شيء، لا يخلق إلا الله والإبداع من عندنا نحن البشر، لكن هذه الأدوات فقط تكرر وتجمع، ومن الضروري جداً أن نتعلم كيف نستخدم هذه الأدوات الجديدة"، وأكملت حديثها مذكرة بالمراحل التي ظهر فيها الهاتف والإنترنت ثم الجوال، مشيرة إلى أنه "من الطبيعي أن يكون هناك بعض التخوف من هذه الأداة الجديدة لكنها أداة مهمة وستغير الكثير من الأمور، فبعد خمس أو ست سنوات ستكون الأمور مختلفة تماماً، تماماً كالآن لا نتخيل حياتنا من دون الهاتف الجوال والإنترنت والتطبيقات ".
وأكدت الأميرة نورة الفيصل أن: "البعض قد يتخوف من صعوبة استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن بالنسبة لنا فهي مجرد أداة، إذا تعلمنا كيفية استخدامها ستكون مفيدة جداً لنا، وهذا سبب لقائنا هنا اليوم لنعرف الحضور أكثر على هذه الأداة ونخبرهم عن أهمية وطرق استخدامها، بالأخص في مجالات التصميم، ونساعدهم لأن يجدوا فيها الأشياء التي تفيدهم، هذه الأشياء باتت تؤثر بشكل كبير على حياة الإنسان وعلى الوظائف، بحيث إن الخبرة فيها ستكون عنصراً مهماً في أي وظيفة".
وأوضحت ذلك بالقول: "مثلاً في عملي في أظلال إذا كان هناك شخصان يمكن أن يؤديا نفس العمل لكن أحدهما سينجزه بوقت أقل وبطريقة جيدة، سأختاره بالتأكيد لهذه المهمة"، وأشارت إلى أنها تقوم بتعلم هذه الأدوات الجديدة وقالت: "متحمسة جداً أن أتعرف أكثر على هذه الأدوات وأن أستخدمها وأن أكتشف فوائدها، وأعيد التأكيد على أن الإبداع يأتي من الشخص، أما التصاميم التي تكون تكرارية ومصممة عن طريق الأجهزة والأدوات فيكون واضحاً جداً الفرق بينها وبين التصاميم الأصلية من إبداع المصممين".
تصميم سيارة بالواقع الافتراضي
من جهته قال مصمم السيارات ومؤسس شركة FAIIIDA للتصميم والابتكار عبد العزيز العبيد: "نحن سعداء بهذا اللقاء الثاني مع أظلال، وما يميز هذا اللقاء أنه يتحدث عن الذكاء الاصطناعي والجيل الثالث من الويب Web 3.0وتكنولوجيا البلوكتشين Blockchain وكيفية استخدام الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز في المجالات المختلفة في التصميم، أنا كمصمم ألجأ لهذه التقنيات صراحة عند الحاجة مع أن يبقى هناك توازن في طريقة استخدامها، بعضها يكون ضرورياً عندما يتعلق الأمر بعرض تصاميمنا، حيث نقوم بعمل مجسمات في الواقع الافتراضي لكن في الحجم الواقعي، وبهذا نتمكن من أن نرى السيارة التي هي من تصميمنا من الداخل والخارج من خلال تقنية الواقع الافتراضي قبل أن يتم تصميمها بشكل واقعي".
وأشار العبيد إلى أن هذه التقنية تترافق بالطبع مع بعض التحديات وقال: " أدرك أن هناك بعض التحديات التي تسببها هذه التقنيات، وحتى يتجاوز المرء هذه التحديات لا بد له أن يدرك المبادئ الأساسية في المجال الذي يريد أن يعمل فيه، وأن يتعلم الأشياء الصحيحة في عملية تطوير التصميم الذي يعمل عليه".
وتوجه المصمم عبد العزيز العبيد بعدة نصائح للشباب قائلاً: " أنصحهم للعلم وبالتركيز على مجال يكونون متميزين فيه، وأن يبذلوا جهدهم ويدركون أن لا شيء في الحياة مستحيل، فالفرص متاحة لكن على الإنسان أن يغتنم هذه الفرص وأن يرسم طموحاته وأهدافه بشكل منطقي، وبهذا سوف يتمكن من النجاح والوصول إلى العالمية بإذن الله".
وفي نهاية حديثه أكد المصمم عبدالعزيز العبيد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل مكان الإنسان، لكنه سيكون وسيلة أو أداة تعزز من إبداع الإنسان، وتعزز من الطرق التي تساعدهم في نقل المعلومة بشكل أوضح في أي مجال من المجالات".
وبعد لقائنا مع المصمم عبد العزيز العبيد كانت لنا جولة تعرفنا فيها على التقنيات المعروضة والتي تستخدمها الشركة في تطوير أعمالها، وقام الحضور بتجربة ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، والتعرف إلى الطريقة التي تعرض فيها مجسمات السيارات المصممة.
اللقاء السابق
يذكر أن اللقاء الأول الذي جمع أظلال و FAIIIDA كان حدثاً افتتاحياً للطرفين، إذ إن مجلس أظلال الأول كان في الرياض والموجه حينها لطلاب التصميم والمصممين السعوديين المبتدئين، كما كان مناسبة للاحتفال مع المصمم عبد العزيز العبيّد بافتتاح مشروعه "FAIIIDA"، وقد أقيم الحدث أيضاً في مقر شركة FAIIIDA في الرياض، حضرته الأميرة نورة الفيصل مؤسسة منصة "أظلال" مع فريق عمل الشركة، وجمع تحت سقفه أكثر ما يقارب الخمسين مصمماً ومصممة من مجالات متنوعة، كتصميم المنتجات وتصميم الغرافيك والهندسة المعمارية وغيرها، وأتاح للحاضرين التعبير عن تطلعاتهم وأفكارهم من خلال أسئلة مجهزة سلفاً تتناول احتياجات المصممين والصعوبات التي يواجهونها وتطلعاتهم المستقبلية.
تذكروا معنا تفاصيل هذا الحدث من خلال هذا المقال: بحضور نخبة من المصممين والمصممات ..أظلال تقيم مجلسها الأول وتحتفل بافتتاح "FAIIIDA".