برعاية الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، دشن رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي في مدينة الرياض، أعمال الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين تحت شعار «تطوير وتمكين"».
ومن ضمن جلسات الملتقى الإثرائية المهمة احتضن الملتقى جلسة بعنوان "تمكين المرأة السعودي بوزارة الدفاع في ظل رؤية 2030 الفرص والتحديات" والتي سلطت الضوء على تواجد المرأة السعودية في القطاع والاستراتيجيات والهيئات التي ساهمت في تشكيل فرص التوظيف والتدريب وتهيئة البيئة المناسبة والأنظمة والتشريعات الحقوقية التي ساهمت في تحقيق مكاسب تاريخية غير مسبوقة للمرأة في القطاع، والتي باتت معها شريكًا رئيسيًا فاعلًا في حفظ الأمن وحماية الوطن.
تغطية وتصوير - عتاب نور
تمكين المرأة السعودية
شاركت الدكتورة أمل شقير، مستشارة وخبيرة في القطاع الحكومي وسياسات العمل الجلسة الحوارية التي كانت بعنوان "تمكين المرأة السعودي بوزارة الدفاع رؤية 2030 الفرص والتحديات " مع كل من الدكتورة عبير السراني مدير جودة التعليم والتدريب في وزارة الدفاع ، وأماني بنت محسن العنزي من هيئة تدريب وتطوير القوات المسلحة وأدارت الجلسة الرقيب بنت خالد الحميد ، حيث بدأت الدكتورة عبير الجلسة بقولها : " لعلي أستشهد في البداية بمقولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما ذكر في حوار له في بداية الرؤية، "أنا أدعم السعودية ونصف السعودية من النساء، لذلك أنا أدعم النساء" نرى من هذه الجملة تطلع القيادة ورؤيتها الحكيمة في أن المرأة هي فعلاً عامل مهم في تمكين المرأة في المجتمع. لذلك أكد سموه على كونها شريك محوري وأساسي في تحقيق رؤية المملكة 2030، التي ارتكزت على ثلاثة محاور أساسية اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، وبدأت من هذه المنطلقات الأساسية مجموعة من المرتكزات الإستراتيجية والأهداف تنطلق في عدد من القطاعات الحيوية والمحورية في المملكة العربية السعودية، ومن أهم هذه الأهداف هو هدف زيادة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، وفي بداية الرؤية كان من الأساسيات التي نعمل عليها هو حصر التحديات الموجودة اليوم والتي تواجه المرأة في سوق العمل، وكذلك وضع الممكنات التي تساهم من مشاركتها في سوق العمل وإدماجها، كذلك في قطاعات جديدة لم تكن متواجدة فيها سابقًا.
نظام العمل السعودي
وتطرقت الدكتورة أمل شقير لنظام العمل السعودي ودوره في صياغة تشريعات تضمن حقوق المرأة وتوفير بيئة مناسبة لها للعمل حيث قالت: مع دخول المرأة السعودية في مجال العمل، ولضمان استمراريتها في المجال كان لابد من ضمان لحقوقها لاستمراريتها في العمل، لذا نجد أن جميع الأنظمة السعودية تضع في اعتبارها المساواة، والعدل، والشورى، وهو ما يسهم في حماية حقوق المرأة في مجال العمل ومكافحة التمييز.
وكما يعمل نظام العمل السعودي على تحديث الأنظمة بشكل مستمر لحماية حقوق المرأة، وعلى كل ما يطرأ في سوق العمل، ومن الأمثلة على مواد العمل التي تم تحديثها مؤخراً إلزام جميع أصحاب العمل بالامتناع عن كل ما من شأنه، تقليل تكافؤ الفرص للمتقدمين أو الممارسين للوظائف، سواء في مرحلة التقديم أو في مرحلة المفاضلة فيما بينهم، والمساواة في الأجر، وحسب النظام السعودي يعطى للمرأة ولشقيقها الرجل نفس الأجر، إذا كانوا يقومون بنفس الوظيفة، وسن نظام مكافحة التحرش الذي صدر ووضعت سياسات صارمة للحد من التحرش والإيذاء في العمل، وكذلك وضعت قنوات للإبلاغ عن أي حادثة تحرش، وأيضًا نظام مكافحة الإيذاء.
بيئة العمل المناسبة للمرأة
وتابعت الدكتورة أمل : كثير من الجهات عززت من وجود بيئة مكانية مناسبة للمرأة، وتوفير أنماط كثيرة لأداء العمل، منها العمل عن بعد والعمل الحر، والعمل الجزئي، جميع أنماط العمل هذه تساعد المرأة في التوازن بين العمل والمنزل، وأيضا إجازة الأمومة وهذا حق خالص للمرأة السعودية، كذلك وتم تحديث مواد النظام الخاصة بإجازة الأمومة، بحيث تعطى المرأة أجراً كاملاً خلال إجازة الأمومة، بحيث لا تخشى من فقد وظيفتها، وكما حظيت المرأة بفرص التدريب المهني في جميع القطاعات، والتدريب للمناصب القيادية بشكل خاص في جميع الجهات
تمكين المرأة في القطاعات المختلفة
وعن تمكين المرأة في كافة القطاعات في السعودية أشارت الدكتورة أمل شقير إلى تواجد المرأة السعودية في الوقت الراهن مع رؤية 2030 في عدد كبير من القطاعات والقطاعات الناشئة، على سبيل المثال في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وصلت مشاركتها من 7% الى 25%، وحصول قطاع الاتصالات في السعودية على جائزة تمكين المرأة من الاتحاد الدولي للاتصالات، كذلك نجد المرأة السعودية في قطاعات أخرى كالقطاع الدبلوماسي من خلال عدد كبير من الدبلوماسيات اللاتي يمثلن البلد بكل كفاءة في عدد كبير من الدول، ذلك نجد المرأة في قطاع الرياضة وفي القطاع الثقافي، وفي قطاعات الطاقة، وقطاعات كبيرة أخرى، والأمثلة في ذلك كثيرة لأنها نصف المجتمع وبتمكين القيادة، هي اليوم جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وتعمل جنبًا إلى جنب، مع أشقائها الرجال في تحقيقها.
اقرأ المزيد : اختيار السعودية لترؤس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة ضمن دورتها الجديدة لعام 2025
مراحل تواجد المرأة في وزارة الدفاع
وبدورها أكدت الدكتورة عبير عبد العزيز السراني مدير جودة التعليم والتدريب في وزارة الدفاع خلال الجلسة الحوارية في الملتقى أن تواجد المرأة في وزارة الدفاع، من خلال فئتين أساسيتين هي الفئة المدنية والفئة العسكرية بالنسبة للفئة العسكرية بدأت عام 2019 حيث أتيح التجنيد لأول مرة للنساء في وزارة الدفاع، وانضم العديد من النساء من فئة ومرتبة ضباط الصف والجنود. والتحقوا بكافة القوات الموجودة عندنا، وفي 2020 تم افتتاح أول مركز للتدريب النسائي في القوات المسلحة، وهو رافد لتمكين النساء العسكريات في تقديم الدورات التأسيسية والمتخصصة.
وأضافت السمراني أن تمكين المرأة في وزارة الدفاع، كان له أهمية كبرى في رؤية الوزارة وفي برامجها المختلفة، فوجود المرأة في وزارة الدفاع، لم يكن بالشيء الجديد، فكانت سابقًا في القطاع الصحي وفي القطاع التعليمي، ومع دعم القيادة وتطور مفهوم الأمن والدفاع على مستوى العالم بسبب التغيرات الجيوسياسية الاقتصادية، وأيضًا السيبرانية، تطور هذا المفهوم، إلى جانب وجود ممكنات أخرى ساهمت في تمكين المرأة السعودية في وزارة الدفاع وهي ممكن برامج تطوير الوزارات الأمنية، ومنها برنامج تطوير وزارة الدفاع، وزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة، وكلها لديها تمكين المرأة محور أساس.
وأيضًا وجود الاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بمفهوم الأمن، وكذلك وجود الاستراتيجيات الوطنية الداعمة لمفهوم الأمن والدفاع مثل الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، استراتيجية القوة البشرية في قطاع الصناعات العسكرية.
وكذلك وجود هيئات مختلفة تدعم وجود المرأة في الوظائف المختلفة ووزارة الدفاع شريكة لجميع الهيئات الوطنية الداعمة لقطاع الأمن والدفاع، مثل الشركة الوطنية للصناعات العسكرية، "سامي"، وهيئة التطوير الدفاعي "جاد"، وشركة "جامي "وجميعها تدعم وجود المرأة، وأيضًا هذه الاستراتيجيات وهذه الهيئات شريكة في العمل الدفاعي والعسكري مع وزارة الدفاع، فجميعها منظومة تدعم وجود المرأة، بل وإنها تعظم دورها.
ويعد قطاع التعليم من القطاعات المهمة التي فتحت مجالات كثيرة من التخصصات للمرأة للدخول في القطاع العسكري، لعل أحدثها هو تخصصات القطاع البحري التي تم افتتاحها لأول مرة للطالبات في جامعة الملك عبد العزيز.
ومن الأمثلة على تعزيز دور المرأة في وزارة الدفاع إقامة المعرض العالمي للدفاع بمشاركة جميع القطاعات الأمنية في المملكة وكان لها برنامج مخصص سُمي برنامج المرأة في الدفاع، وحظي برعاية كريمة من الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وهو يدعم دور المرأة، ويعزز من الفرص الممكنة لها.
الفرص والتحديات ومؤشرات الأداء
واستطردت الدكتورة عبير الحديث عت التحديات التي واجهتها المرأة في العمل في القطاع العسكري قائلة: من التحديات التي واجهتها المرأة تحدي قبول المجتمع لعمل المرأة في وزارة الدفاع. ربما كانت الصورة النمطية السائدة أنه قطاع عسكري بحت، لذلك عملت وزارة الدفاع على تثقيف المجتمع ورفع الوعي لدور المرأة في الوزارة تحديدًا، ومن ذلك الاحتفاء بدور المرأة في يوم المرأة العالمي. بإبراز عدد من النماذج الناجحة في الوزارة، سواء من عسكريين ومدنيين من النساء، وربما كان توفر الفرص التدريبية من أكبر التحديات أيضًا التي واجهتها المرأة والتي باتت الآن موجودة ومفتوحة للنساء بشكل كبير جدًا، كما تحظى المرأة أيضًا بتكافؤ الفرص، وربما تكون وزارة الدفاع من أوائل الجهات التي مدت جسور التعاون مع مركز التوازن بين الجنسين في السعودية الذي يدعم فرص التمكين والتكافؤ بين الرجال والنساء في أي قطاع، ومن الفرص التي نالتها المرأة تمتعها بالعمل المرن، والعمل عن بعد، وحصولها على فرص ابتعاث، شهادات مهنية تخصصية أسوة بالرجل، وتواجدها في جميع القطاعات في الوظائف النوعية، والوظائف االقيادية.
وعن مؤشرات نجاح المرأة في وزارة الدفاع أكدت الدكتورة عبير عن التزام وزارة الدفاع بعدد من مؤشرات الأداء التي تقاس بها نجاح المرأة السعودية، والقاعدة في ذلك "ما لا يقاس كمؤشر لا يمكن أن نحققه أو نضمن استدامة تحقيقه"، ونظرًا لأهمية تمكين المرأة في هذا القطاع، فيمكن من خلال مؤشر الأداء التعرف على نسب التوظيف، ونسب الترقيات في الوظائف، ومسارات الوظيفية المختلفة، ونسب الاستفادة من فرص التمكين، ومعرفة ما إذا كانت مبادرات التمكين التي يتم العمل عليها هل هي صحيحة ومناسبة للمرأة، إلى جانب فرصها في التدريب، والابتعاث، والإيفاد، وفرصها في الوظائف النوعية، التي تتواجد فيها المرأة بقوة ولله الحمد.
اقرأ المزيد : السعودية تتقدّم في 4 مؤشرات عالمية حول "تمكين المرأة"
مهام ومشاركات ناجحة
وفي إجابة لسؤال الرقيب ربى بنت خال الحميد التي أدارت الجلسة عن أن المهام العسكرية لوزارة الدفاع والتي سجلت فيها المرأة السعودية مشاركة لافتة أوضحت أماني بنت محسن العنزي من هيئة تدريب وتطوير القوات المسلحة ما تحظى به المرأة السعودية من فرص التدريب والتأهيل في الوزارة والذي ساهم في اكتسابها للخبرات اللازمة للمشاركة في عدد من المهام بهمة ومهارة ومن ذلك مشاركتها في عمليات الاجلاء من السودان مع اندلاع الحرب والتي تعد من أكبر عمليات الاجلاء في الشرق الأوسط ، وكذلك مشاركة المرأة في مواسم الحج وخدمة ضيوف الرحمن من خلال قطاعات الوزارة المختلفة.
اقرأ المزيد عن المرأة السعودية في القطاع العسكري : مجندات سعوديات يشاركن في العرض العسكري بمناسبة اليوم الوطني