لكل شخص منا أسلوبه في الغضب وطريقته الخاصة في العصبية، وبالتالي لكل بلد عاداته وتقاليده بطباع أهلها وتقاليدهم. ولأن السعوديات أكثر النساء حاجة للخادمات فقد تنوعت الدول التي تُستقطب منها الخادمات، وأشهرهن الإندونيسيات، ومن ثم الأفريقيات، وأخيراً وليس بالعدد الكبير الخادمة السيريلانكية، بالإضافة إلى أنباء عن فتح الأبواب لاستقدام جنسيات جديدة قريباً.
ولأن، كما ذكرنا، لكل بلد عادة وأسلوباً في التعبير عن العصبية بوجه خاص، تطرح «سيدتي نت» سؤالاً على مجموعة من السيدات: كيف، ومتى تعرفين أن خادمتك غاضبة، وما هو التصرف الذي يصدر منها أثناء غضبها؟ فكان هذا التحقيق:
أمنية خالد، زوجة وأم لطفلين، وربة منزل «خريجة إعلام» ولكن لا تعمل، كالنوع السائد بالدرجة الأولى، تعمل لديها خادمة إندونيسية منذ عام، وخادمتها كأي شخص يشعر بالغضب والتأفف. وتقول أمنية «لسيدتي نت»: خادمتي اسمها «دودي»، عندما تغضب أعلم أنها اشتاقت لزوجها، وتريد إجازة في غير موعدها، وتفسر غضبها بالضرب على الصحون والقدور، والتخبيط والترزيع داخل المطبخ بشكل مستفز ومزعج، تارة أقوم بتجاهلها، وتارة أخرى أستجيب لرغبتها؛ لأرتاح من ضجيجها المستمر. فمن خبرتي الطويلة مع العاملات الإندونيسيات، فهن لا يوضحن غضبهن وجهاً لوجه، بل يمشين على المثل القائل «اتمسكِن لحد ما يتمكن»، وتبدي حسن النوايا والضعف وقلة الحيلة، وبعد ذلك تنتقم على طريقتها.
تصرخ في وجهي
«مسلمة»، وهي الخادمة الفلبينية التي تعمل لدى دكتورة إيناس عابد منذ 15 عاماً، إلى أن تحولت كفرد من أفراد الأسرة.. تكشف دكتورة عابد تخصص «رياض أطفال» عن الأساليب الخاصة «بمسلمة» عندما تغضب قائلة: عاشت معنا منذ ولادة ابنتي الكبرى إلى اليوم 15 عاماً، حتى تحولت إلى شخص أساسي من العائلة، وهي تتعصب مثلها مثلنا، وتتصرف كفرد من أفراد العائلة، وعندما تغضب تقوم بتكسير الصحون في المطبخ، والانفعال بصوت مرتفع جداً، وتستخدم جميع الأساليب لتقوم باستفزازي أنا شخصياً، كما أنها تتجرأ أن تصرخ بوجهي وجهاً لوجه، ولكن ليست لديها أساليب انتقامية شريرة. والجميع بات معتاداً على أساليب التعبير عن الغضب، ويتفادى الحديث معها وقتها.
الحبشية و«العنجهية»
أما نوال أحمد، معلمة كيمياء متقاعدة، فعندما سألناها عن كيف تعلم أن خادمتها الحبشية غاضبة، وماذا يصدر منها في أوقات غضبها قالت: لدي رحلة عظيمة جداً مع الخادمات الحبشيات منذ احتياجي للخادمة في البيت؛ فهن يعملن بأمانة، ولكن لديهن العنجهية والكبرياء.
يبدو أن ذلك لشعور الأفارقة بالعنصرية نوعاً ما، فالعاملة «حواء» من المستحيل أن تكتم ما بداخلها إذا غضبت، وترد كلمة بكلمة ورأس برأس، وإذا لم يعجبها حديثي تقوم بالنظر إليّ باشمئزاز وكأنها تحتقرني، ومن ثم تذهب وتقوم بإغلاق الأبواب بقوة وبشكل مزعج، كما أنها من الممكن أن لا تكمل عملها إلا إذا قمت بالاعتذار لها، وإما أن تقبل الاعتذار أو أنها ترفض، وتحرد في غرفتها ليوم كامل.
تتسلح بدموعها
«سايلومي» ودموعها، هذا ما قالته جمانة عبد الله، ربة المنزل عن العاملة السيريلانكية لديها، فعند غضبها تذرف دموعها. ولكن كما تقول جمانة، فهي قليلة الغضب، خصوصاً لو حرمتها من الإجازة إذا كان لديّ ظرف ما، وعليها البقاء في المنزل للعمل. كما أن لديها ردة فعل مميتة؛ وهي أنها تقوم أحياناً بتعمد حرق قطعة ملابس عزيزة لدي أو غالية الثمن، متعللة أنه بغير قصد.
وتقوم بالبكاء اللامنتهي. ولها طرقها الدرامية، وكأنني أشاهد فيلماً هندياً حياً، يبث مباشرة أمامي بحركات الجسد وتشويحات اليد.
روائح مزعجة
أيضاً شذى السرحان، ربة منزل، وتكمل دراستها الجامعية عن بعد، وكانت حاجتها للخادمة ضرورية؛ فهي أم لثلاثة أبناء. وتقول شذى: خادمتي إثيوبية الجنسية، تدعى «خديجة»، علاقتي معها مضحكة نوعاً ما. عندما تغضب تنتظر أن أدير لها ظهري، ومن ثم تقوم برمي أي شيء عليّ أو حتى على رأسي، ومن ثم تبدأ بالصراخ والغضب.
ولديها عادة مقززة تعرف أنها تضايقني بها؛ حيث تقوم بوضع البخور الأفريقي الخاص بها، والروائح الخاصة التي تعلم أنها تزعجني تماماً. ولكن ما يصبرني عليها أنها أمينة جداً على البيت، وتحب الأطفال جداً، لهذا أتحمل، وآخذ ما تفعله بطيب خاطر.