أول مشاركة نسائية سعودية في أولمبياد لندن سارة ووجدان تحت أنظار العالم

2 صور
احترم علي سراج شهرخاني رغبة ابنته وجدان ذات الـ«18ربيعاً»، والتي احترفت لعبة الجودو، وجهزت نفسها للمشاركة دولياً.
في البداية لم يجد والدها أن مشاركتها خارجياً دون الحصول على إذن مسبق من القيادات الرياضية أمر منطقي، أما سارة العطار، فهي بكل الأحوال مولودة في كاليفورنيا، وتخرجت في ثانوية إسكونديدو عام 2010م، وكانت تمارس لعبتها المفضلة خلال دراستها في الثانوية والآن في جامعتها هناك.
وجدان وأول مشاركة
أوضح الكابتن علي سراج شهرخاني والد اللاعبة وجدان أن ابنته بدأت ممارسة اللعبة في أواخر عام 2010م وذلك بعد متابعتها له في العديد من البطولات، وعندما بدأ في تحضير نفسه ليكون حكماً دولياً، أبدت رغبتها بتعلم اللعبة وممارستها والمشاركة ، يتابع الأب سراج: «في بداية الأمر كنت أنا مدربها، ولكن عندما فكرنا في المنافسة أبلغت ابنتي بأنني لن أسمح لها بالمشاركة بدون علم من اللجان المختصة والموافقة على المشاركة، وبالفعل لم تشارك في أي بطولة دولية قبل أولمبياد لندن».
الحصول على موافقة
عن طريق علاقة علي سراج في الاتحاد الدولي، علموا بممارسة ابنته اللعبة، فوجهوا خطاباً بطلب مشاركتها، حينها أوضح لهم علي أن ابنته لن تشارك بعيداً عن تعاليم الشرعية والعادات والتقاليد السعودية، فوافقوا وحصلت بعدها على الخطاب. يستدرك علي: «ذهبت بالخطاب للجنة الأولمبية السعودية لأحصل على ردهم، وأبلغتني اللجنة الأولمبية السعودية أنه في حال رغبتك بمشاركة ابنتك بالمشاركة فهو أمر يخصك أنت، ولا يوجد لدينا أي مانع بذلك، على أن تكون تحت مظلتنا، وأن تلتزم بالشروط منها الحجاب وعدم مخالطة الرجال ومرافقة ولي الأمر».
حلمها تحقق
أحس شهرخاني بالفخر لمشاركة ابنته، فهذا الأمر يشرفه ويشرف بها بلده، حيث سترفع راية التوحيد في الأولمبياد، يتابع علي: «فخري يعود لثقتي بشكل وطريقة تمثيل ابنتي لوطنها، كما أن اللجنة الأولمبية السعودية ستكون مطلعة على مواعيد وصولنا وانضمامنا للبعثة في لندن».
شهرخاني سيرافق ابنته هو ووالدتها وشقيقاها الاثنان، وقال: «عندما علمت وجدان بالمشاركة مع زميلتها سارة العطار، كانت سعيدة جداً أنهما ستمثلان وطنهما، وأن ما حصل كان من أجمل أحلامها وتحقق لها».
مستعد للمواجهة
ووجه والد سارة رسالة للشعب السعودي قائلاً: «لم أخرق شيئاً في الدين، ولم أرتكب فعلاً فاحشاً أو خطأ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يمارس الرياضة، وكان يسابق زوجاته وكان النساء في عهده يركبن الخيل، فلماذا نمنع بناتنا طالما يلتزمن بالشريعة الإسلامية؟ لماذا لا نمنحهن فرصتهن؟ وأنا مستعد للنقاش مع أي شخص، وقبل إقدامي على هذه الخطوة سألت بعض المقربين وبعض الشيوخ، وطالما لا يوجد اختلاط ولم تتخل عن حجابها وحشمتها فعن نفسي لا أمانع، بل وأتشرف وأفتخر بابنتي».
وعن توقعه بتأهل وفوز وجدان هو لا يغفل أن جميع اللاعبين المشاركين في لندن مصنفون على مستوى العالم، ومستواهم عال، وتم تأهيلهم على الأقل من 3-4 سنوات، ولديهم مشاركات محلية ودولية واحتكاكات بالملاعب الدولية، بينما وجدان لم تحتك خارجياً، ولكنني متفائل ويكفيها شرف المحاولة، وعندما تتعود على المشاركة في البطولات ستثق بقدراتها، ولا بد أن تتأهل يوماً».
التحضيرات للبطولة
عن استعداداتها للبطولة، وجدان ذهبت إلى الإمارات مع مدربتها الروسية ووالدتها وشقيقيها، وبعد ذلك ستذهب إلى القاهرة، تكمل استعدادها لمدة 10 أيام ومنها إلى لندن، وأكد أنه يحاول تهيئتها نفسياً لكل ما ستواجه.
يتابع علي سراج: «المدرب محمد السيد سبيع، الذي دربته أنا كلاعب جودو هو من سيشرف على إدخال وجدان للبطولة، وهو مرافق للاعب عيسى مجرشي، وسيكون مشرفاً على دخولها وخروجها، بينما داخل الصالة سترافقها والدتها فقط».
كادر
علي سراج شهرخاني سيكون أحد الحكّام المشاركين في أولمبياد لندن، وهو عضو لجنة الحكّام في أسيا ورئيس لجنة الحكّام العرب، ورئيس لجنة الحكّام السعودية.

سارة والحلم العالمي الأول
مارست سارة عامر العطار رياضة العدو، وهي طالبة وشاركت في العديد من البطولات في أميركا مقر إقامتها، وهي الآن تمارسها في جامعة بيبردين التي تدرس فيها الأدب.

نتائج سارة في عام 2011
بطولة malibu oceanside بتاريخ 01/09/2011 مسافة 5 كيلومترات عدد، المتسابقين 16، ترتيبها الـ14 في21 دقيقة و58 ثانية.
بطولة uc irvine invitational تاريخ 10/09/2011 مسافة 5 كيلومترات، عدد المتسابقين 192، ترتيبها 192 في 21 دقيقة وثلاثة ثوان.
بطولة stanford بتاريخ 24/09/2011 مسافة 6 كيلومترات، عدد المتسابقين 278، ترتيبها 260 في 25 دقيقة و55 ثانية.
بطولةsant clara بتاريخ 15/10/2011 مسافة 5 كيلومترات، عدد المتسابقين 175، ترتيبها 172 في 20 دقيقة و 26 ثانية.
بطولة WCC بتاريخ 29/10/2011 مسافة 6 كيلومترات، عدد المتسابقين 78، حصدت المركز 76 في 25 دقيقة وثانيتين.

لا للإحباط
عبرت سارة لـ«سيدتي» عن فرحتها بالمشاركة في أولمبياد لندن 2011 وقالت: «المشاركة في أولمبياد 2012 ستكون أكبر مصدر إلهام لي، سأكون أول امرأة من السعودية تشارك في الدورة، وسيكون لي عظيم الشرف في تمثيل بلادي، وآمل أن تكون مشاركتي خير حافز للسيدات هناك؛ لتشجيعهن على مزاولة النشاطات الرياضية. وأقول لأي سيدة تريد مزاولة النشاطات الرياضية: مارسي نشاطك ولا تدعي أي شخص يعترض سبيلك، إذ لدينا جميعاً إمكانية المنافسة في الدورات، وأعتقد أن علينا تقديم أفضل ما بوسعنا».