الشك من أسباب العنف الأسري!

2 صور

وصلت بلاغات العنف الأسري، حسب مصادر شرطية في دبي، لأكثر من 46 % خلال العام الماضي، وتنوعت الاعتداءات بين السب والإيذاء الجسدي والتحرش الجنسي «سيدتي» التقت، عفراء البسطي، عضوة المجلس الاتحادي، والمديرة التنفيذية لمؤسسة دبي الخيرية، والتي كشفت الأسباب المتعددة للعنف.

نسبة العنف التي كشفت عنها شرطة دبي مرتفعة، لماذا برأيك؟
لأسباب كثيرة، أهمها شك الرجل في زوجته، وبناؤه علاقات محرمة، وتعرض الأسرة ذاتها لمشكلات مالية بسبب مطالب الزوجة الكثيرة، وإدمان بعض الرجال للكحوليات.

عامل اقتصادي
ماذا عن عنف المرأة ضد الرجل؟ وهل أصبحت المرأة هي الأعنف؟
نسبة النساء اللاتي يمارسن العنف تجاه الرجال ضئيلة، وقد يرجع ذلك لضعف مهارات التواصل، أو إلى أسباب اقتصادية أو نفسية أو صحية مرتبطة بالمسيئة وتاريخها الشخصي. ولا يمكنني أن أعمم أن المرأة أعنف، هذا ظلم للمرأة، وكما نعلم فإن الاستقلال الاقتصادي أحد العوامل التي تزيد من ثقتها بنفسها..

هل يمكننا اعتبار العنف ظاهرة في المجتمع الإماراتي؟
لكن عدد الحالات التي تتردد على المؤسسة تترواح من بين 30 إلى 60 حالة شهرياً، وهناك حالات نتواصل معهم خارج المؤسسة، وهذا أعتبره يشكل إنذاراً داخلياً.

ما الآثار التي ظهرت في الإمارات جراء العنف؟
ارتفاع نسبة الطلاق، وتسرب دراسي، الإدمان والمشاكل النفسية لدى الأبناء، كالقلق والتوتر واضطرابات الشهية واضطرابات النوم وغيرها؛ لذلك تقدم المؤسسة دور خدمات تكاملية «اجتماعية، نفسية، قانونية، إيوائية» للضحايا.

محكمة أسرية
هل حان الوقت لإنشاء محكمة متخصصة في العنف الأسري؟
ونتمنى أن نرى في المستقبل محاكم متخصصة لعلاج هذا النوع من القضايا، وهناك اتفاقية بين مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال ومحاكم دبي؛ لتسهيل إجراءات قضايا العنف الأسري، وتفعيل برامج تثقيفية مشتركة لتعزيز الوعي المجتمعي عن العنف الأسري والشؤون القانونية المتعلقة به.

يعني المؤسسة تحيل القضية إلى المحكمة؟
هذا يعود إلى الضحية نفسها، كونها صاحبة القرار، لكن المجتمع الإماراتي في حاجة إلى هيئة حكومية تتخصص في قضايا العنف بكل أشكاله، وتبحث بجدية عن الأسباب والمسببات، ثم تعرض هذه الهيئة القضايا على القضاء.

استغلال للقانون
هل النساء هن المتسببات بالاتجار بالبشر، أم يمكن اعتبارهن ضحايا؟
بل هنّ ضحايا، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن أهم أسباب الاتجار بالبشر هو الفقر والجهل والحروب والنزاعات السياسية، التي وصلت في العالم إلى 50% وأكثر من 300 مليون طفل، هم من ضحايا الاستغلال والاتجار بالبشر جريمة منظمة؛ يستغل العاملون بها التسهيلات التي تمنحها الإمارات لهم، ويقومون باستيراد البشر من بلاد أخرى وإغوائهم بأعمال في أماكن عامة مثل المزارع أو المحال التجارية، ولكن تفاجأ الضحية بإجبارها على العمل بالدعارة.

انتشر التحرش الجنسي بالأطفال في الإمارات، فهل لديكم خطط للحد منه؟
المشكلة أنه أصبح داخل المنزل وخارجه، بواسطة الإخوة الكبار أو الأب أو السائق أو صاحب الدكان، وأغلبها بسبب الخلافات الزوجية، وأنا أدعو في حال حدوثها إلى محاكمة الآباء والأمهات، وتوقيع العقوبة عليهم، فبعض الآباء يستغلون خروج الزوجة من المنزل، ويجبر بناته على ممارسة الجنس.

هل التقدم الحضاري والعولمة لهما دور في التفكك الأسري؟
نستطيع القول بأن الطفرة الحضارية في الإمارات على المستوى المادي لم توازها طفرة معرفية وثقافية ما خلق نوعاً من حالة عدم التوازن في المجتمع.

بطاقة
- عفراء راشد البسطي، إماراتية، عضوة المجلس الوطني الاتحادي، والمديرة التنفيذية لمؤسسة دبي الخيرية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في العلوم التطبيقية، فرع علم الأحياء وعلم الأرض من جامعة الإمارات.
- عملت منذ تخرجها ولمدة 22 عاماً في العديد من الأماكن، وشغلت منصب مديرة أقسام مواد التدريس في وزارة التربية والتعليم، وعضوة في لجنة التسيير في وزارة الدفاع، وبعد ذلك عملت في جامعة زايد.