انتهى يوم أمس احتفال اللندنيين بالكريسماس، والذي يتركز عادة على الاجتماع العائلي على مائدة غداء لا يغيب عنها الديك الرومي المشوي، وأنواع المعجنات والحلوى التقليدية، مع تبادل الهدايا وبطاقات التهنئة تحت ظل أشجار الكريسماس البيتية المزينة بالأنوار واللعب الصغيرة، أما اليوم فقد بدأ (البوكسينغ دي) Boxing Day أو يوم التنزيلات والعروض المغرية والتسوق السنوي، الذي يبدأ منذ بواكير الصباح الأولى.
حيث يقف الناس في طوابير طويلة أمام مراكز التسوق الكبيرة، مثل الويست فيلد Westfield في غربي لندن وبرنت كروس Brent Cross في الشمال الغربي من العاصمة، وأوكسفورد ستريت ومتاجره الشهيرة: سيلفريجيس Selfridges وليبرتيLiberty وجون لويسJohn Lewis وتوب شوبTop Shop وهاوس أوف فريزر House of وأيضاً منطقة بوند ستريت ومتاجرها الراقية، ومنطقة نايتسبرج ومتاجر هارودزالمعروفة.
طوابير بشرية
على الرغم من إعلان بعض العاملين في قطاع مترو الأنفاق عن اضرابهم هذا اليوم إلا أن هذا لم يقلل من حماسة الناس، الذين توافدوا على المتاجر منذ الرابعة والنصف صباحاً، مستخدمين سياراتهم الخاصة أو الباصات الحمراء، ووقفوا في طوابير طويلة بانتظار افتتاح الأبواب في الساعة التاسعة صباحاً، وهو تدبير ناجح كما يبدو كي يكونوا أول الداخلين وأكثر المتبضعين حظاً في العثور على ضالتهم من الثياب والأحذية والعطور ومواد التجميل والإلكترونيات والكتب والآثاث والإكسسوارات البيتية وأدوات المطبخ، وبأسعار (لقطة) قد تصل إلى أقل من نصف سعرها الحقيقي وحتى 80% في بعض الأحيان.
ويشمل هذا الأمر حتى البضائع الفاخرة ومحدودة العدد والموقعة بأسماء مصممين عالميين مثل ستيلا ماكارتني ومارك جاكوبس وبول سمث وماثيو ويليامسن وسواهم. وعلى غير العادة فإن متاجر لندن تبقى مفتوحة هذا اليوم حتى الحادية عشرة مساءً، من أجل استيعاب الأعداد الضخمة من الزبائن ويستمر هذا الحال حتى الثامن والعشرين من هذا الشهر، كما أن التنزيلات والعروض نفسها تستمر حتى نهاية شهر يناير / كانون الثاني من العام المقبل، إلا أن الناس تدرك تماماً أن الوقت ليس في صالح المتأخرين، لأن البضائع لا تتدفق بانسيابية متواصلة وأن ما يباع منها لا يعوض بغيره؛ لذا فإن الانتظار حتى الشهر المقبل يعني ضياع الفرصة في الحصول على البضاعة (اللقطة)، أو اقتناء حاجة بعينها يخطط أحدهم لشرائها.
مليارات الجنيهات
وعادة ما تحظى الملابس والأحذية باهتمام العوائل التي تبحث عن بضائع معقولة الثمن لأفرادها كما أنها تهتم أيضاً بالأدوات المنزلية مثل: غسالات الملابس وأجهزة التلفزيون الحديثة والثلاجات، فيما تحتل الإلكترونيات و"الدي في دي" المركز الأول في اهتمام الشباب من الجنسين، كما يتجه الرجال إلى الثياب وخاصة البدلات والأحذية ذات الماركات العالمية وأيضاً الحقائب والعطور، أما الشابات الصغيرات فإن وجهتهن معروفة وتتركز عادة على الثياب والحقائب والأحذية التي تحمل توقيع المصممين.
وقد بلغت مجموع المبيعات خلال الساعات الأولى من هذا اليوم، ومن ضمنها البيع عبر الإنترنيت، نحو ملياري جنيه إسترليني، حتى كتابتنا هذا الخبر، ويتوقع أن يصل الرقم إلى أكثر من خمسة مليارات جنيه خلال الأيام المتبقية من هذا الشهر، وأضعافاً مضاعفة من هذا الرقم في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجديد.