عندما يكثر صمت زوجك، ويكف عن الإشادة بأي عمل تنجزينه، وتكثر انتقاداته، وخروجه مع أصدقائه، ومشاهدته للتلفزيون، وتتغير عواطفه الحميمية تجاهك، هذا يعني أنه في طور البحث عن أخرى، أو ربما وجدها! ولكن أن يصل به الأمر إلى الاستخفاف بمشاعرك، وترك أدلة خيانته أمامك دون اكتراث، فهذا يبعث على الغليان!
يتكرر هذا المشهد كثيراً في المسلسلات التركية، عندما يطرد الرجل زوجته، ثم يرسل لها ملابسها، فتتفاجأ بينها بقميص نوم أحمر لا يخصها، مؤلفو هذه المسلسلات ليسوا بعيدين عن الواقع، فعندما انفصلت إحدى صديقاتنا عن زوجها، قضت ليلتها في المستشفى بسبب حادث مروري طارئ، وفي الصباح أرسل لها مع شقيقه حقيبة ملابسها، ووجدت فيها ملابس ليست لها.. ببساطة لم ينتبه أنه وضع ملابس المرأة الأخرى!
سرير مكسور!
ورغم حساسية الموضوع، روت مريم علي، موظفة، حادثة لا تستطيع نسيانها، خصوصاً أنها تكررت في حياتها، تتابع: «وجدت مرة دواء مقوياً رغم أنه لا يشكو من شيء في هذا الموضوع، وقد استعمل منه عدة حبات ولا مرة منها معي، إلى أن عدت مرة من السفر، فوجدت سرير غرفة نومي مكسوراً، بينما قطعة ملابس داخلية نسائية ملقاة خلفه».
عندما واجهت مريم زوجها بما رأت أنكر تماماً وقال: إن هذه القطعة النسائية حصل عليها كهدية نظير شرائه بيجاما رجالية!
وعندما دخلت شيماء محسن، موظفة، على زوجها مرة في غرفة نومه التي فصلها عنها، ورأته يتكلم مع امرأة ويتغزل بها مردداً عبارات تدل على أنه على علاقة حميمة معها، تتابع شيماء: «الأسوأ من ذلك أنه كان يقوم بحركات خاصة جداً... صرخت به غاضبة فأغلق الهاتف الجوال بسرعة وصاح بي، بل لم يحاول أن يدافع عن نفسه».
ويبدو أن زوج أم محمد، موظفة، رفضت ذكر اسمها، كالعديم الذي وقع في سلة تين على رأي المثل، فهو لا يداري حيث كان يأتي يومياً بعد الساعة الرابعة صباحاً تفوح منه رائحة العطور النسائية، وعلى خديه آثار أحمر الشفاه والبودرة اللماعة، تتابع عنه: «يصور لياليه الحمراء على جواله، ويظهر جالساً بينما ترقص حوله عدد من البنات بملابس خليعة. حتى تزوج من امرأة أخرى وقال لي: «أليس الزواج أفضل من السهر في المراقص؟»
أغوتني
تحكي نورة محمود، موظفة، قصة صديقتها، التي ما تزال في بداية الثلاثينات وتتمتع بجمال وثقافة عالية، فقد اكتشفت في أول أيام زواجها أن عريسها يتكلم ليلاً بعد أن تنام، مع نساء أخريات ووجدت معه علبة واقيات ذكرية لا يستخدمه معها.. وعندما واجهته لم يتمكن من الإنكار وقال إن إحداهن أغوته!
وعندما كانت صديقة أريج الطائي، مشرفة مدرسة، عائدة إلى بيتها رأت زوجها ومعه امرأة تدخل بيتها، فالدليل هنا حيّ بدون حياء، تتابع أريج: «كانت عائدة للبيت في وقت مبكر من العمل، واكتشفت أنه يلتقي بها كل يوم في بيتها بعد خروجها للعمل».
الرجال يدافعون
يبررون، ويروون قصصاً ملتوية، لكنهم في النهاية رجال يرجعون تصرفاتهم إلى عدم القدرة على مواجهة المغريات، كما يحصل مع علي سالم، موظف، ويطلب العذر لأنه يشاهد يومياً أشكالاً وألواناً من النساء، فمن ذا الذي يستطيع أن يمتنع؟
بينما يعترض رائد عبدالرؤوف، مساعد مدير مدرسة، ليس على الخيانة، ولكن على الرجل الذي يخون ويترك خلفه أدلة دون أن يحاول حتى إخفاءها!
وبعد صمت وتردد طويلين عن غلطة واحدة ارتكبها، اعترف محسن.م، موظف، أنه كشف لزوجته خيانته، عندما اكتشفت زوجته رسالة في موبايله من إحدى النساء تتضمن عنوان منزلها، ومعها صورة لها بقميص النوم!
بينما يروي لنا عامر صيون، موظف، عن أحد أصدقائه الذي لم يتعب نفسه يوماً بإخفاء أدلة خياناته عن زوجته، بل إنه كان يعترف لها بمغامراته في بلاد الله الواسعة!
فيما يلقي عبدالله الشامسي، موظف، باللائمة على النساء في الإمارات، فهن من يبادرن بالعلاقات ويسعين بكل وسيلة لمصاحبة الرجال ويضيف: «بعضهن يسعين بطريقة شيطانية للتعرف إلى زوجة الشخص كما فعلت إحدى النساء العربيات مع صديق لي، وإرسال صور لزوجها، وهو في بيتها وبملابس النوم حتى تطلب الطلاق».
بين الشباب
تعزو عائشة سيف الكندي، مُحكّمة أسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، أسباب انتشار الخيانة الزوجية إلى مجموعة أسباب، منها انفتاح الإمارات الكبير وغياب التفاهم بين المرأة والرجل، وانتشار المسلسلات التي تشجع على الخيانة!.
فيما عزا المستشار الأسري وخبير العلاقات الأسرية في أبوظبي عيسى المسكري، أسباب الطلاق إلى تزايد العنف الأسري والخلافات المالية، وحصول الزوج على راتب الزوجة قهراً واستغلالها مالياً وسيطرة الماديات، وآخر سبب هو الخيانة الزوجية.
يتابع المسكري: «مشاكل الخيانات الزوجية في تزايد مستمر، وتشكل نسبة كبيرة من نسب الطلاق، بين الشباب حديثي الزواج تحديداً، فلا حوار ولا فهم متبادل بين الزوجين في أولى سنوات الزواج».
الطب النفسي
برأي الدكتور علي الحرجان استشاري الطب النفسي أن بعض الرجال يتعمدون الخيانة وترك الأدلة لإزعاج وإهانة الطرف الآخر ولهدف معين في نفسه».
لو كانت الخيانة من المرأة، فلا يطلب من الرجل مسامحتها أو حتى النظر في وجهها، فالكلام في هذا المجال غير مطروق، لكن أغلب الدراسات تهدئ من روع المرأة وتطلب منها المسامحة، ربما لأجل الأولاد، ومنها دراسة برازيلية تطلب من المرأة تدريب نفسها لتقبل الأمر من خلال النقاط الآتية:
1. اقتنعي أنها مجرد نزوة، واظهري بأنك الأقوى في العلاقة الزوجية.
2. اكتشفي الخطأ، فقد يكون الخلل فيك أنت بالذات.
3. تحدثي معه بصراحة عن سبب الخيانة.
4. اعتراف الزوج بالخيانة يعد سبباً قوياً جداً لعفوك عنه.
5. واجهي الألم إذا رغبت في الحفاظ على الزواج أقوى.
6. اتفقي على مبادئ جديدة، وهذا يعني، بناء قاعدة جديدة للصراحة بينك وبين زوجك.
7. لا تعفي عن زوجك إلا إذا طلب هو العفو ووعد بأنه لن يكرر ما فعله.