صفحات الأصدقاء على الفيس بوك وتويتر تحفل بالكثير من القضايا والأخبار، وفي أحيان أخرى تتحول تلك الصفحات إلى مدونات تستوعب إبداعات أصحابها وتجاربهم في الحياة، والتي غالباً ما يعقبها عاصفة من ردود فعل الأصدقاء وتعليقاتهم.
وينطبق ما سبق على صفحة الشاعرة السعودية ريمية (حصة هلال) التي يحظى أصدقاؤها بما تنشره من أبيات شعرية ونثرية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس؛ إضافة إلى متابعتها الدقيقة وتعليقاتها على أحداث الساعة، وما لفت نظرنا مؤخراً نص حوار قامت بنشره الشاعرة ريمية دار بينها وبين صديقتها التي تنتمي لأسرة متشددة، ويتلخص الحوار في شكوى الصديقة من (جني) يأتيها منذ عام، وبرغبتها اللجوء لشيخ يقرأ عليها القرآن.. وتنصحها ريمية بصرف النظر عن ذلك الحل.. والإبقاء على علاقتها بذلك الجني. وتعدد لها مجموعة من المميزات الحصرية لهذه العلاقة القائمة، والتي لن تجدها في آخر من معشر الأنس.
فإلى نص الحوار:
تقول ريمية: اشتكت إلي آنسة ثلاثينية موسوسة فقالت بصوت خفيض إنها تشعر بأنّ جنياً يأتيها منذ عام، قلت لها: ولم تحملي؟، فقهقهت ثم قالت بجدية: والله من جد.. تلفتت حولها ثم تابعت الحديث: بسم الله الرحمن الرحيم.. أحس به.. أحس بأنفاسه.. أحس بلمسه.. وحركته.. كلما دخلت غرفتي وتمددت في سريري شعرت بشيء يقترب مني، أريد الذهاب إلى شيخ يقرأ علي فانا أشعر بخوف.
قلت لها: هل يؤذيكِ؟
قالت: لا
قلت: ولماذا تريدين الذهاب إلى شيخ إذاً، ولماذا تعتبرينه سخطاً، أو شراً؟ ربما هو جني رحماني مؤمن رآك قد تأخرتِ في الزواج فجاء هبة أو هدية، خاصة أنّ الذكور من بني الإنس لم يعودوا قادرين على تكاليف الزواج وأعبائه وتبعاته النفسية والمادية.. يا شيخة أصلاً ما عاد أحد يفكر بالزواج، ثم في هذه الديرة صديق من الجن هبة من السماء، لا تدري عنه لا هيئة ولا أهل ولا جيران.. يدخل ويطلع عليه وعليكِ الأمان، ويمكن يجلس معكِ بين العائلة ويطلع يتمشى معكِ بينهم وتتغدون وتتعشون سوى أو يتسوق معكِ ويعطيكِ رأيه بالفساتين، الزينة.. جني ما ينضحك عليه لا بالسعر ولا بالجودة ولا الذوق. هذي وين تلقينها.. احمدي ربكِ.. لا تقرئي عليه ويطير... أخاف تندمين!.
البنات لو يدرين عنه.. يخطفنه منك.. ما دام اختارك.. انعمي واسكتي.. والشتوية دخلت.. ونيس.. حنيس، وبعدين الجني أحسن لا يهددكِ ولا يبتزكِ هو وشلته بنشر الصور وفضحكِ بين الناس لأنه أصلاً محجوب عن عالم البشر، أما بين ربعه وجماعته بني جن ما أنت بحاله.. ما يهمكِ منهم شيء، ثم أنكِ أنت لم تبحثي عنه ولم يكن لكِ ذنب ولا عليكِ إثم.. هو المجرم والمذنب والجاني.. وعقابه عند الله شديد، أنتِ مبتلاة والمؤمن مبتلى.. الكل يتعاطف معكِ ويدعي لكِ بالشفاء ويشفق عليكِ.
بالله وين تحصل هذه في هالمجتمع.. يا شيخة.. عيّني خير.. بس واحمدي الله واشكريه على البلوى، واصبري فمع البلوى والصبر الجميل لكِ الجنة وحسن الجزاء وأحور أعين في الآجلة. تطلعت في وجهي متعجبة، ثم أطرقت ومالت برأسها على طرف الكنبة ولما طال إطراقها.. قلت سأحضر الشاي وانسللت مبتعدة.
إلى هنا وانتهى الحوار بين الشاعرة ريمية وصديقتها؛ لكن هل فعلاً من الممكن أن تكون هناك علاقة مثل هذا النوع بين معشر الجن والأنس؟ وهل سيصبح الزواج من الجن هو الحل لمن يعانين من العضل أو فاتهنّ سن الزواج؟
للتعليق على ذلك التقت "سيدتي نت"، الشيخ الدكتور خالد المشيقح، أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة القصيم، والذي نفي وجود علاقة زواج أو معاشرة زوجية بين الأنس والجن بالطريقة المتعارف عليها بين بني البشر؛ لأنّ تركيبة المخلوقين تختلف تماماً عن بعضهما بعضاً، فخلق الله الجن من نار والإنسان من طين، ولم يثبت زواج الجن من بنات آدم وإنجابه منهنّ، وما قد تجده الفتاة في هذه الحادثة من المعاشرة فربما هو نوع من المس والإعجاب الذي يقع من الجن تجاه بني البشر، وغالباً ما يكون في المنام، وهو ما اختلف عليه العلماء وفي وجوب الغسل منه في حال حدوث الشهوة، والصحيح هو ألا يترتب على ذلك أي غسل.
أما العلاج من ذلك فيكون بالتحصين بتلاوة القرآن وقراءة الأذكار النبوية في الصباح والمساء عند النوم وفي أي وقت شاء، والإكثار من تلاوة سورة البقرة في البيت.