أجبرت الظروف الاقتصادية والمعيشية في اليمن، وتسريح كثير من الموظفين عن أعمالهم، العديد من النساء على الخروج إلى العمل؛ لمواجهة مطالب الحياة الضرورية، وأصبحن المعيلات لأزواجهن وأسرهن، بعضهن يمتهن أعمالاً شاقة؛ لا تليق بهن، ولا تتناسب مع أنوثتهن..
ورغم المتاعب التي يواجهنها، إلا أن هناك أزواجاً انتهازيين؛ يستغلون مداخيل زوجاتهم لإنفاق معظمها على شؤونهم الخاصة، التي قد تصل إلى الزواج الثاني.
«سيدتي نت» تنقل حكايات مؤلمة لعدد من النساء عشن هذه التجربة.
صابرة
فاطمة رغم صغر سنها وزواجها في سن مبكرة من رجل لم يكمل تعليمه، ويعمل في أعمال ذات أجر يومي؛ لجأت إلى العمل في البيوت؛ لتنفق على أبنائها الثلاثة، خاصة أن زوجها، وبعد الأزمة الأخيرة في اليمن؛ اضطر للجلوس في المنزل؛ بسبب ركود سوق العمل؛ فاضطرت إلى بيع أدوات التجميل وغيرها من المستلزمات النسائية عبر التنقل بين المنازل.
تقول فاطمة: «لم أكن أتخيل أن أعمل في البيوت، وأنفق على زوجي الذي أصبح عالةً عليّ، فأنا من أسرة غنية، لكن أبي لايهتم لحالي؛ بسبب زوجته التي تقسّي قلبه علينا، صحيح أنني أتذمر من عملي، وأقول: لماذا أنا أعمل، في حين أن نساء مرفهات يحصلن على طلباتهن من دون عناء؟ وأقول: لست أقل منهن في شيء، ولكن الحظ لعب دوراً معاكساً معي، وليس أمامي سوى الصبر.
ألم وأمل
أم علاء 38« عاماً»، هي الأخرى تقطع المسافات، تجوب المنازل من حارة إلى حارة؛ لتبيع مستلزمات للأطفال، ودهانات وأدوات منزلية قبل أن تعود إلى البيت منهكة؛ حيث ينتظرها عمل شاق في المنزل؛ فزوجها معوق، وينتظر منها أن تطعمه وتغير له، بانتظار أن يعود أولادها من المدرسة جائعين، وعليها أن تحضر لهم الغداء، وغير ذلك من تنظيف وغسيل من الأعمال المرهقة.
تقول: «أتعب وأعاني من العمل خارج المنزل وداخله، لكنني مجبرة على ذلك، وأشعر بالسعادة؛ فأنا أجد زوجي مسؤولاً مني؛ نظراً لعجزه، رغم أنه يُسمعني كلاماً قاسياً أحياناً، لكنني أحتسب أجري على الله تعالى، وأدعوه أن يعوضني بأولادي.
مسؤولية كبيرة
صفية محمد، 34« عاماً»، عندما تقابلها لاتصدق أنها تتحمل مسؤولية أسرتها المكونة من زوجها وأولادها الخمسة، وأولاد شقيق زوجها المتوفى؛ فهي تعمل في بيع أدوات التجميل النسائية بنسبة بسيطة من الأرباح، تقول: «أحياناً أبيع معظم المستلزمات في اليوم، وأحياناً جزءاً منها، وأتقاضى نسبة من البيع، قد تزيد وقد تنقص، بحسب ما أبيعه، فهناك أيام لا أحصل سوى على 1000 ريال «أقل من 5 دولارات»، والحمد لله على كل حال، هذا نصيبي وهذا قدري، وأصبحت متعودة على التعب والعمل المرهق، وإذا جلست في البيت فسنموت جوعاً».
مجبرة
آمنة محمد «30 عاماً»، دفعتها الظروف للخروج إلى أحد الأسواق؛ لتبيع الخبز وتكسب ما يعيلها هي وزوجها المريض وأبناءها الخمسة. تقول: «لولا الحاجة والظروف الصعبة؛ لجلست في بيتي، لكن مرض زوجي وعدم قدرته على العمل؛ جعلني أخرج مضطرة لكسب لقمة العيش، فكنت أقوم بتصنيع «الخبز» وبيعه في أحد الأسواق القريبة من المنزل، وأكثر ما يضايق آمنة ما تتعرض له من معاكسات في السوق؛ لا تخلو أحياناً من الإهانات.
أزواج انتهازيون
في المقابل هناك أزواج يستغلون عمل زوجاتهم لمصالحهم الخاصة، ويخدعونهن، فأم محمد «35 عاماً»، عملت سبع سنوات طبيبة في دولة خليجية، حيث تعيش أسرتها هناك قبل أن تعود إلى اليمن، تحكي قصتها بمرارة، وتقول: كنت أعمل في أحد المستشفيات الحكومية في اليمن، وكان الراتب لا يكفي؛ لأن زوجي كان يعمل في التجارة وخسر كل شيء، وأصبح صفر اليدين؛ فطلبت من شقيقتي أن تبحث لي عن عمل، حيث تقيم مع أسرتي في السعودية.
وفعلاً وجدت عملاً، وبقيت سبع سنوات أعمل طبيبة، وأرسل معظم دخلي إلى زوجي؛ ليسدد جزءاً من الديون عليه، ويبني منزلاً صغيراً. وبعد عودتي فوجئت بأنه قد تزوج من امرأة أخرى، وخيّرني بين البقاء معه في المنزل، أو الانفصال، فاخترت الانفصال، ولم أستطع استرجاع أي شيء من مالي الضائع، الذي أكله طليقي الخائن؛ لأنه ليس لديّ أي وثيقة لاسترجاع مالي.