هوس الجمال في الإمارات.. فخ مالي كبير!

للجمال ضريبته التي قد ترتفع أو تنخفض تبعاً لدخل المرأة، وعمرها ومستوى جمالها. وفي زمننا هذا تندفع بعض النساء والبنات إلى صالونات التجميل بما يشبه الهوس بالجمال، وبين قص الشعر وصبغه أو إزالة الشعر الزائد من الوجه والجسم، وتجميل الأظافر وغير ذلك من ممارسات روتينية تتعدد أسباب زيارة الصالونات؛ لتتجاوزها أحياناً إلى إجراءات أكثر تكلفة وأكثر إيلاماً، فهل يقف التجميل عند هذا الحد؟

باتت زيارات طبيب التجميل لحقن الخدود والوجوه بالبوتكس مألوفة في زمن الهوس بالجمال، هذا بالإضافة لتجميل الأسنان وجلسات الليزر، وعمليات التجميل الأخرى الأكثر تعقيداً مثل تجميل الأنف، وشفط الدهون الزائدة في أنحاء متفرقة من الجسم..

ورغم أن الأزمة الاقتصادية، غيرت من نمط استهلاك الكثير من الناس إلا أن النساء قاومن المسألة بأسلوب العناية بجمالهن باعتباره من الأمور التي لا يمكن التنازل عنها... فهل يمكن أن تُقدم بعض النساء والبنات على إجراءات تجميلية تتجاوز دخلهن الشهري؟

كان لـ«سيدتي نت» جولة بين مجموعة من النساء والفتيات العاملات في الإمارات:

لا أتنازل
تقول لمياء عبد الهادي (موظفة) لا أتنازل عن طقوسي الخاصة بالعناية بجمالي، حتى لو جلست بدون عمل، فلديّ روتين أسبوعي يتضمن غسل شعري وصبغه وفرده بالسيشوار، وعمل البديكير والمنيكير، وإزالة الشعر بالشمع بالإضافة للعناية بالبشرة، وهذا يكلفني أسبوعياً 400 درهم أي بمعدل 1600 درهم شهرياً وهذا يمثل ربع راتبي.

وتبدو ميرنا كميل (موظفة) أيضاً رافضة للمساومة على موضوع العناية بمظهرها، مهما كلفها ذلك من مبالغ نقدية، بل إنها اضطرت أكثر من ذلك لمراجعة طبيب التجميل لتقشير البشرة، واستخدام حقن البوتكس لوجهها، التي كلفتها مبلغ يتجاوز 8 آلاف درهم، فيما كلفتها أسنانها عند طبيب أسنان متخصص (لومينير)، ما يزيد على 10 آلاف درهم، وتضيف ميرنا: كل ما أحصل عليه من دخل يأتيني من إيجار منزلي في بلدي أصرفه على جمالي بدون أن أعطي أحداً الحق في مشاركتي بهذا الدخل.

5 مرات
حتى الفتيات الشابات يبدون أكثر حرصاً على مظهرهن، فوضحى الحمادي (موظفة بنك) تنفق شهرياً ما لا يقل عن 2000 درهم شهرياً للعناية ببشرتها وشعرها في الصالون، كما أنها تنفق كل ثلاثة أشهر تقريباً ما يزيد على الـ 5000 درهم لشراء العطورات والماكياج.

بينما لا تتنازل دينا نبيل (موظفة بنك) عن العناية ببشرتها وشعرها، حيث تذهب للصالون بمعدل 5 مرات أسبوعياً؛ لمعالجة شعرها ويكلفها ذلك 800 درهم في الأسبوع، بالإضافة للمساج، الذي تحرص عليه باستمرار لوجهها وجسمها. يضاف لذلك البديكير والمنيكير، الذي تذهب أسبوعياً للصالون لعمله هذا إلى جانب قص الشعر، وترتيبه وشراء كريمات العناية بالبشرة والمكياج والعطورات، أي أن الحسبة لا تقل شهرياً عن 5 آلاف درهم.

رأي خبيرات التجميل
خبيرة التجميل في أحد الصالونات ياسمين كرز تقول: تتفاوت النساء في الإنفاق. فبعضهن قد ينفقن في زيارة واحدة للصالون ما يتجاوز 2000 درهم، وبعضهن لا يزيد إنفاقهن على 100 درهم. وهذه النوعية التي تبحث عن العروض التي تقدمها الصالونات، وتتضمن خدمات عدة مقابل مبلغ محدود من المال.

ويتحدث الدكتور أحمد عبدالفتاح استشاري جراحة التجميل في عيادة الشاطئ في الشارقة لـ «سيدتي نت»، ويقول: بعض السيدات يصل بهن هوس التجميل إلى إجراء جراحات لتجميل كل الجسم، أي شد كامل لكل الأجزاء رغم أنهن يكن في أعمار متقدمة، بينما تكتفي معظم السيدات في عمر الأربعين، وما فوق بحقن البوتكس والكولاجين.

وتلجأ الشابات لليزر بأنواعه مثل الفريكشنال، الذي يصفي البشرة، ويخفف ندبات حب الشباب والتقشير بالأحماض والكريستال، وإزالة الشعر الزائد بالليزر.

والتكلفة تتفاوت بين عمليات الشد والتجميل، التي قد تصل في مجملها إلى 100 ألف درهم، وقد يتجاوز المبلغ ذلك بينما الإجراءات الأخرى مثل الفريكشنال ليزر، وإزالة الشعر بالليزر لا تكلف أكثر من 1000 درهم للجلسة الواحدة.

الرأي الاقتصادي
الدكتور همام الشماع الخبير المالي في شركة الفجر للأوراق المالية يقول: بالنسبة للبنات والنساء اللاتي تتجاوز نفقاتهن التجميلية دخولهن، فإنهن يقعن في فخ كبير يجب أن ينتبهن منه، وقد يؤدي بهن للجوء للقروض بدلاً من أن يكون الدخل وسيلة؛ لتحسين المستوى المعيشي والادخار.

بينما من جانب آخر تعد هذه النفقات سيولة مالية تضخ لجهات أخرى، وتساعد على تحريك عجلة الاقتصاد.

إحصائيات وأرقام
- ارتفع الإقبال على عمليات التجميل في دبي بنسبة تزيد على 100٪ إذ كان عدد المراجعين للعيادات المقدمة لهذا النوع من الخدمات الطبية 29 ألف شخص عام 2010.
- استقبلت عيادات التجميل و«العناية بالبشرة» الخاصة في دبي، العام الماضي 68 ألف شخص، مقسمين بين 61 ألف امرأة، ونحو 7000 رجل، وشكل المواطنون 22٪ تقريباً من هؤلاء المراجعين.
- تطلب مراجعات العيادات والمراكز الطبية 12 نوعاً من عمليات التجميل، أهمها إزالة الشعر بالليزر، وعلاج الميزوثيربي المستخدم في إذابة الدهون، وتجديد خلايا الجلد.