بيئة العمل السامة هي مكان العمل الذي تسود فيه السلوكيات السلبية والعدوانية من الموظفين أو الإدارة أو كليهما، التي تجعل الموظف يشعر بعدم أمان وارتياح، فضلاً عن توتره النفسي. وتؤدي هذه البيئة إلى شعور الموظف بالضغط، فتنخفض قدرته الإنتاجية نتيجة فقدان الثقة في الذات والشعور بالخوف من التحدث أو المشاركة الفاعلة. السؤال الأهم: هو كيف يمكن التصدي لبيئة العمل السامة في حال أدركنا أننا نعاني منها؟ وما آثارها السلبية في الشخص والمنظومة ككل؟ عن ذلك وأكثر سألنا الدكتور عماد النهدي، مدرب ومستشار العلاقات الإنسانية، وأفادنا بالآتي.
إعداد:ولاء حداد
مفهوم بيئة العمل السامة بالمختصر هو مكان العمل الذي يسوده جو من الخوف والعداء وعدم الاحترام بين الموظفين، وقد يتعرض الأفراد للتنمر والمضايقة والنقد المستمر ونقص الدعم، وهو المكان الذي تُمارس فيه الأمور غير العادلة وغير الأخلاقية، مثل عدم المساواة بين الجنسين أو التلاعب بالموظفين أو استغلالهم.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
أنواع بيئة العمل السامة
يمكن تصنيف بيئة العمل السامة إلى أنواع عدة بناء على مصدر السلوكيات السلبية، أو العوامل التي تساهم في خلقها، ومن أهم أنواع بيئة العمل السامة ما يأتي:
بيئة العمل السامة التي يسببها الموظفون:
يمكن أن تكون سلوكيات الموظفين السلبية سبباً رئيساً في خلق بيئة عمل سامة، ومن الأمثلة على سلوكيات الموظفين السلبية التي يمكن أن تؤدي إلى بيئة عمل سامة ما يأتي:
- أن يتعرض الموظف للتنمر أو المضايقة من قبل زملائه أو رؤسائه؛ ما قد يؤدي إلى شعورهم بالخوف والتهديد وعدم الارتياح.
- استغلال الموظف سلطته على زملائه للسيطرة عليهم أو استغلالهم.
- تؤدي الصراعات الشخصية بين الموظفين إلى خلق جو من التوتر وعدم الراحة في مكان العمل.
بيئة العمل السامة التي يسببها المديرون:
يمكن أن تكون سلوكيات المديرين السلبية سبباً رئيساً في خلق بيئة عمل سامة، ومن الأمثلة على تلك السلوكيات التي يمكن أن تؤدي إلى بيئة عمل سامة ما يأتي:
- سوء الإدارة؛ حيث لا يستطيع المدير توفير القيادة والدعم اللازمين للموظفين؛ ما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والرضا الوظيفي.
- عدم العدالة، وهنا يعامل المدير الموظفين بشكل غير عادل؛ ما قد يؤدي إلى شعورهم بالإحباط والغضب.
- التلاعب بالموظفين؛ حيث يستخدم المدير أسلوب التلاعب بالموظفين لتحقيق أهدافه الشخصية؛ ما قد يؤدي إلى شعورهم بعدم الثقة والاحترام.
ما رأيك بالاطلاع على كيفية استخدام التقييم في تحسين الأداء؟
"تؤدي الصراعات الشخصية بين الموظفين إلى خلق جو من التوتر وعدم الراحة في مكان العمل"
الدكتور عماد النهدي
الآثار السلبية على الأفراد والمنظمة
لا شك أن بيئة العمل السامة لها آثار سلبية، سواء على الموظف أو المنظومة ككل، وعنها أفاد النهدي:
1 - الآثار السلبية على الأفراد:
- انخفاض الإنتاجية عندما يشعر الموظفون بعدم الراحة والتحفيز.
- انخفاض الرضا الوظيفي وزيادة معدلات الاستقالة؛ حيث يشعر الموظفون بعدم الرضا عن عملهم.
- يمكن أن يؤدي المشاكل الصحية الجسدية والنفسية والتوتر الناتج من البيئة السامة إلى مجموعة متنوعة من المشاكل، مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والاكتئاب والقلق.
2 - الآثار السلبية على المنظمة:
- انخفاض الإنتاجية؛ حيث يمكن أن يؤدي انخفاض إنتاجية الموظفين إلى انخفاض إنتاجية الشركة ككل.
- زيادة تكلفة التوظيف؛ حيث يمكن أن تؤدي زيادة معدلات الاستقالة إلى زيادة تكلفة التوظيف والتدريب للموظفين الجدد.
- انخفاض رضا العملاء بسبب انخفاض إنتاجية الموظفين.
- قد تؤدي زيادة مخاطر التقاضي عند التعرض للتنمر أو المضايقات في مكان العمل إلى رفع دعاوى قضائية ضد الشركة.
ما الحلول لمعالجة هذه المشكلة؟
يؤكد الدكتور عماد أن هنالك عدداً من الحلول تساهم في التصدي لبيئة العمل السامة، وهي:
- إذا كنت تشعر بأنك تتعرض لسلوكيات سلبية في مكان العمل، فمن المهم أن تتحدث إلى شخص تثق به في الشركة يستطيع مساعدتك في حل المشكلة، أو تقديم الدعم اللازم.
- ابحث عن دعم من زملائك أو أصدقائك، فقد يساعدك التحدث إليهم عن تجربتك في التأقلم مع بيئة العمل.
- إذا شعرت بأن بيئة العمل تؤثر سلباً في صحتك أو حياتك المهنية، فقد يكون من المفيد التفكير في الانتقال إلى وظيفة أخرى.
أخيراً، احرص على رعاية نفسك وتأكد من الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة بانتظام، فيمكن أن يساعدك ذلك في التعامل مع التوتر والضغط، ولا تسمح للآخرين باستغلالك أو التلاعب بك، وتعلّم كيف تقول لا، وتذكّر أنك شخص ذو قيمة.
يمكنك أيضًا الاطلاع على طرق فعّالة لفض النزاعات بين أعضاء فريق العمل