أساليب الطرد الصامت: كيف يدمر المدير السيئ مسيرتك المهنية؟

الطرد الصامت
الطرد الصامت


هل شعرت يوماً بأنك تعمل بجد ولكن لا تُقدَّر جهودك؟ هل واجهت مديراً يبدو أنه يتجاهل إنجازاتك ويقلل من قيمتك في الفريق؟ الطرد الصامت، تلك الظاهرة الخفية التي يمارسها بعض الإدارات، يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على مسيرتك المهنية. كيف يمكن لمثل هذه السلوكيات أن تُقوِّض طموحاتك؟ وما هي الإستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للتصدي لهذا التحدي؟ تكشف الدكتورة آثار عثمان، الخبيرة في مجال التربية الذاتية وعلوم النفس في جامعة فيينا، كيف يمكن لمدير سيئ أن يؤثر سلباً على حياتك المهنية، ونقدم لك أدوات فعالة لتحسين وضعك وإعادة بناء ثقتك بنفسك. لنتعمق في هذا الموضوع ونكشف الستار عن أساليب الطرد الصامت وكيفية مواجهتها!

6 أساليب للطرد الصامت تدمّر المسيرة المهنية:

تجاهل الإنجازات

تجاهل المدير لإنجازات الموظف؛ يمكن أن يؤدي إلى شعور العزلة وفقدان الحافز. عندما يبذل الموظف جهوداً كبيرة لتحقيق نتائج مميزة، ويتلقى ردود فعل سلبية أو عدم اعتراف؛ فإنه يبدأ بالتساؤل عن قيمته في الفريق. هذا التجاهل قد يكون مقصوداً أو غير مقصود، لكنه في كلتا الحالتين يدمر الثقة بالنفس، ويدفع الموظف للابتعاد عن تقديم أفضل ما لديه. فالتأثير على الروح المعنوية للفريق قد يكون كبيراً، حيث يؤدي إلى انخفاض في مستوى التفاعل والإبداع.
اكتشف: أساليب فعَّالة لحل النزاعات في مكان العمل بطريقة عادلة وغير متحيزة

تقليل الشأن

إن تقليل الشأن يعني أن المدير يمرّ على أفكار أو اقتراحات الموظف من دون إعطائها القيمة التي تستحقها. عندما يتم تجاهل الآراء أو إبداء عدم اهتمام بها، يشعر الموظف بأنه غير مسموع، مما يثبط عزيمته ويقلل من إبداعه. هذا السلوك قد يكون له تأثير طويل الأمد على روح الفريق، حيث يؤدي إلى خلق بيئة عمل سلبية، حيث يتجنب الموظفون مشاركة أفكارهم؛ خوفاً من عدم القبول.

الضغط الزائد

زيادة الضغط على الموظفين من دون توفير الدعم اللازم؛ يعد أسلوباً مؤذياً. عندما يُحَمَّل الموظف بمهام إضافية من دون مساعدة؛ يشعر بالإرهاق وعدم القدرة على الإنجاز. هذا الضغط قد يؤدي إلى تدهور الإنتاجية، ويجعل الموظف يفكر في مغادرة العمل؛ بحثاً عن بيئة أكثر دعماً، وبالتالي قد تتأثر الصحة النفسية للموظف سلباً، مما يزيد من معدلات التوتر والقلق.

الانتقاد المستمر

الانتقاد المستمر، خاصة عندما يكون غير موجه أو يفتقر إلى التوجيه البناء، يمكن أن يكون مدمراً. فالنقد اللاذع يجعل الموظف يشعر بأنه فاشل وغير قادر على تحقيق النجاح، مما يضعف الثقة بالنفس. بدلاً من تعزيز الأداء، يعزز هذا الأسلوب شعور الإحباط ويدفع الموظف بعيداً عن العمل، كما يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الأفراد في الفريق، مما يؤثر على التعاون والإنتاجية.

الإقصاء الاجتماعي

إقصاء الموظف من الاجتماعات أو الفعاليات الاجتماعية يُشعره بالعزلة وفقدان الانتماء للفريق. عندما يُستبعد من المناقشات المهمة أو الأنشطة الاجتماعية؛ يفقد الموظف الاتصال بزملائه ويشعر بأنه غير مُرَحب به، مما يزيد من رغبته في مغادرة العمل. هذا النوع من الإقصاء يمكن أن يؤثر أيضاً على جودة العمل الجماعي ويزيد من مستوى التوتر في بيئة العمل.

عدم التواصل

تجنب الحوار المباشر مع الموظف وغياب التغذية الراجعة؛ يمكن أن يؤدي إلى شعور كبير بالضياع. عندما لا يعرف الموظف ما هو متوقع منه، أو لا يتلقى أي ملاحظات حول أدائه، يشعر بالقلق وعدم اليقين. هذا الغموض يمكن أن يُسهم في انخفاض الحماس ويعزز الرغبة في الابتعاد عن العمل. فالتفاعل القليل بين المدير وموظفيه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى عدم وجود خطة واضحة للنمو والتطور المهني، مما يجعل الموظف يشعر بعدم التقدم في مسيرته.

كيف تتعامل مع الطرد الصامت؟

  • التواصل الفعّال: ابدأ بحوار مفتوح مع مديرك أو زملائك. اطلب ملاحظات واضحة حول أدائك، واستفسر عن توقعاتهم. التواصل الشفاف يمكن أن يزيل الغموض ويعيد بناء الثقة.
  • تحديد الأهداف الشخصية: حدد أهدافك المهنية وقم بتدوينها. هذا سيساعدك على التركيز على إنجازاتك الشخصية بدلاً من الاستغراق في السلوكيات السلبية. يمكن أن تعزز هذه الأهداف شعورك بالتحكم في مسيرتك.
  • البحث عن الدعم: تواصل مع زملائك أو الأصدقاء في العمل للحصول على الدعم النفسي. المشاركة في التجارب والتحديات مع الآخرين يمكن أن يكون مصدراً للراحة ويساعد في تعزيز روح الفريق.
  • تطوير مهاراتك: استثمر في تطوير مهاراتك من خلال الدورات التدريبية أو ورش العمل. تحسين المهارات يمكن أن يزيد من ثقتك بنفسك ويجعلك أكثر قدرة على مواجهة التحديات.
  • توثيق الأحداث: قم بتوثيق التجارب السلبية، مثل الانتقادات غير العادلة أو التجاهل. وجود دليل يمكن أن يساعدك في تقديم شكوى رسمية إذا لزم الأمر، أو يمكن أن يستخدم كمرجع لتحليل مواقفك.
  • التفكير الإيجابي: حاول الحفاظ على نظرة إيجابية، وابتعد عن التفكير السلبي. انظر إلى التحديات كفرص للتعلم والنمو بدلاً من كونها عوائق. يمكن أن يساعدك التحلي بالإيجابية على تقوية عزمك.
  • التخطيط للخطوات القادمة: إذا استمر الطرد الصامت وتأثرت صحتك النفسية أو أدائك، قد يكون من الحكمة التفكير في خيارات أخرى. قد يشمل ذلك البحث عن فرص عمل جديدة أو التحدث إلى مسؤول الموارد البشرية.
  • طلب المساعدة المهنية: إذا كنت تشعر بالإرهاق أو عدم القدرة على التعامل مع الضغوط، لا تتردد في طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية. يمكن أن تساعدك المشورة على استعادة التوازن وتحسين قدرتك على التعامل مع التحديات.

تعلّم: أنتِ تقودين فريقاً من المواهب الناشئة..كيف تنمّين ثقافة التعلُّم المستمر؟