6 خطوات ستنقذك: كيف تتفادى قراراً مهنياً متهوراً تحت ضغط اللحظة؟

كيف تحافظ على هدوءك وتفكيرك السليم في اللحظات الحاسمة
كيف تحافظ على هدوئك وتفكيرك السليم في اللحظات الحاسمة؟ المصدر: freepik by wayhomestudio

قد يقف الجميع أمام لحظات حاسمة قد تغير مسارهم المهني إلى الأبد، لذلك تخيل أن كل الأنظار مسلطة عليك، والوقت يداهمك، والقرار الذي ستتخذه الآن قد يكون نقطة التحول في حياتك المهنية. فهل ستتسرع وتخاطر؟ أم ستتمكن من مقاومة إغراء اتخاذ القرار بسرعة، وتختار الطريق الأكثر حكمة؟ فاللحظات الحاسمة لا تعطيك فرصة للتراجع، وقد يكون القرار الذي تتخذه تحت ضغط اللحظة هو ما يحدد مستقبلك. ولكن كيف تتجنب الوقوع في فخ التهور؟ تقدم الدكتورة آثار عثمان، الخبيرة في مجال التربية الذاتية وعلوم النفس بجامعة فيينا، 6 خطوات إستراتيجية تساعدك على فك لغز اللحظة الحاسمة، وتضمن لك اتخاذ قرارات مهنية مدروسة بعيداً عن التسرع والاندفاع.

كيف تتخذ قرارات هادئة تحت الضغط؟

التنفس العميق

عندما تجد نفسك في موقف ضاغط، فإن أول خطوة يجب أن تقوم بها هي أن تمنح نفسك وقتاً للتنفس والهدوء. قد يعتقد البعض أن اتخاذ القرار بسرعة هو الحل الأمثل، ولكن الحقيقة أن العجلة في اتخاذ القرارات غالباً ما تؤدي إلى أخطاء. ابتعد قليلاً عن الموقف إن أمكن، سواء بالتحرك جسدياً أو ببساطة بالتوقف عن التفكير في القرار لفترة قصيرة. هذه اللحظات تمنحك الفرصة لترتيب أفكارك وتقييم الموقف بشكل عقلاني.
اختيار التجارب المهنية.. كيف تحقق أقصى استفادة من مساحة السيرة الذاتية المحدودة؟

الحدس الداخلي

في أوقات الضغط، هناك دائماً صوت داخلي يدعوك لاتخاذ القرار الصحيح. قد يكون هذا الصوت مزيجاً من حدسك وتجاربك السابقة. لكن مع ذلك، لا ينبغي أن يكون هذا الصوت هو الوحيد الذي يؤثر على قراراتك. قبل أن تنصاع لهذا الشعور اللحظي، تذكر أنه يجب أن يكون مدعوماً بالعقلانية والتفكير المنطقي. فكر في الخيارات المختلفة التي أمامك، واسأل نفسك: هل هذا هو القرار الذي يعكس قيمك المهنية ويخدم أهدافك على المدى البعيد؟

جمع المعلومات

في لحظات الضغط، قد تميل إلى اتخاذ قرار بناءً على الحد الأدنى من المعلومات المتوفرة. لكن هذا قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متهورة. لذلك، قبل أن تتسرع، حاول أن تجمع أكبر قدر من المعلومات المتاحة. تواصل مع زملائك، استعرض الخيارات المختلفة، وفكر في البدائل. القرار المبني على أساس من المعرفة سيكون أكثر قوة وثقة، وسيساعدك على تجنب اتخاذ خطوة خاطئة قد تندم عليها لاحقاً.

العواقب المستقبلية

قبل أن تتخذ القرار، تخيل كيف ستؤثر نتائج هذا القرار على مستقبلك المهني والشخصي. هل سيقربك من أهدافك؟ هل ستكون راضياً عن هذا القرار بعد مرور الوقت؟ حاول أن تتصور العواقب المحتملة على المدى البعيد، سواء كانت إيجابية أو سلبية. هذا التمرين يساعدك على الابتعاد عن القرارات الاندفاعية، ويمنحك منظوراً أوسع يسمح لك باتخاذ خطوة محسوبة.

طلب المشورة

عندما تشعر بالضغط، قد يكون من المفيد أن تشارك أفكارك مع شخص موثوق. سواء كان هذا الشخص زميلاً أو مستشاراً مهنياً، فإن الآراء الخارجية قد تساعدك في رؤية الأمور من زاوية مختلفة. أحياناً يكون الموقف أكثر وضوحاً عندما يتحدث عنه شخص آخر، خاصة إذا كانت له خبرة في مجال مشابه أو إذا كان بعيداً عن الضغوط التي تشعر بها. لا تخف من طلب النصيحة أو المشورة.

المعايير الشخصية

تذكر، يجب أن يكون قرارك متماشياً مع قيمك ومبادئك المهنية. حتى تحت الضغط، لا تساوم على ما هو مهم بالنسبة لك. راجع أي قرار في إطار الأهداف التي تسعى لتحقيقها والمبادئ التي تؤمن بها. عندما تتخذ قرارات تتماشى مع هويتك المهنية، ستكون أكثر قدرة على تحمل العواقب بثقة، وستشعر بالرضا، بغض النظر عن النتيجة.

كيف يسيطر الموظف على أفكاره في لحظات الضغط؟

  • التركيز على اللحظة الحالية

في لحظات الضغط والغضب، غالباً ما تتسارع الأفكار وتتراكم المشاعر السلبية. أول خطوة لتهدئة العقل هي التنفس ببطء والتركيز على اللحظة الحالية. يمكن أن يساعد التنفس العميق في تهدئة الجسم والعقل، مما يتيح لك فرصة لإعادة التوازن العقلي قبل أن تتخذ أي قرارات. عبر التنفس العميق، يزداد تدفق الأكسجين إلى الدماغ، مما يحسن قدرة التفكير ويقلل من ردود الفعل العاطفية السريعة.

  • إعادة تقييم الموقف بعقلانية

عندما يتعرض الموظف لضغوط شديدة أو يشعر بالغضب، يصبح من السهل اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة. لتجنب ذلك، يجب أن يعيد الموظف تقييم الموقف بعقلانية. هذا يتطلب التوقف لحظة لتحديد السبب الجذري للمشكلة والتفكير في جميع الجوانب بدلاً من الانجراف وراء العواطف. محاولة استعراض الموقف من زوايا مختلفة يساعد على وضع الأمور في نصابها الصحيح وتحديد أفضل مسار للعمل.

  • التواصل الهادئ مع الآخرين

من المهم أن يتعلم الموظف كيف يعبر عن مشاعره بطريقة هادئة ومنظمة في لحظات الضغط والغضب. بدلاً من الانفجار أو الرد الفوري برد فعل عاطفي، يمكن للموظف أن يختار التحدث بشكل هادئ مع الزملاء أو المديرين. استخدام كلمات مدروسة وتجنب الاتهامات أو النقد الحاد يمكن أن يسهم في تهدئة الموقف ويؤدي إلى نتائج أفضل. التواصل الفعّال في هذه اللحظات يعكس نضجاً مهنياً ويعزز علاقات العمل.

  • التقييم الذاتي بعد المواقف الصعبة

بعد أن يمر الموظف بلحظة من الضغط أو الغضب، يصبح من الضروري أن يقوم بتقييم الذات. هذا التقييم يساعد الموظف على فهم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بشكل أفضل في المستقبل. يمكنه أن يسأل نفسه أسئلة مثل: "هل كنت قادراً على التحكم في مشاعري؟" أو "هل كان بإمكاني اتخاذ خطوة مختلفة؟". هذا التقييم يعزز الوعي الذاتي ويساعد في تطوير مهارات التعامل مع التوتر بشكل أفضل في المستقبل.
تعرف على الإجابة: هل يمكن أن تحب وظيفتك؟ اكتشف نصائح لتحقيق ذلك