أبهرت الرياض، العاصمة السعودية، العالم كله بفوزها التاريخي أخيراً باستضافة معرض "إكسبو 2030" بعد منافسةٍ مع مدينة بوسان الكورية الجنوبية، وروما، العاصمة الإيطالية. هذا الإنجاز الذي قاده عرَّاب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحت شعار "معاً نستشرف المستقبل"، سيجعل من الرياض مركزاً مهماً على خارطة العالم، وسيعزِّز من مكانتها بوصفها وجهةً متميِّزةً للاستثمار والابتكار والتقنية والاستدامة، إلى جانب تقديم تجربةٍ استثنائيةٍ في تاريخ معارض إكسبو.
للتعرف أكثر على المزايا التي ستحصل عليها الرياض من استضافة هذا الحدث العالمي ، التقت سيدتي الدكتورة نوف الغامدي، مستشارة التنمية الاقتصادية والتخطيط الاستراتيجي.
يستهدف "إكسبو الرياض" مشاركة 196 دولةً، و29 منظمةً دوليةً في أعماله، إضافةً إلى 100 دولةٍ مؤهلةٍ للحصول على مرافقَ خاصةٍ بها.
وتطمح السعودية إلى الوصول لنحو 120 مليون زائرٍ، ما بين سائحين ومستثمرين وعلماء وخبراء في القطاعات المختلفة، خلال فترة انعقاد المعرض، وعقد كثيرٍ من الشراكات الدولية، والمبادرات والاستثمارات المختلفة، ما سيسهم في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بعوائد، تقدَّر بمليارات الدولارات بوصفها إيراداتٍ إضافيةً. كذلك سيوفر المعرض مئات الآلاف من الوظائف لأبناء وبنات الوطن من خلال الاستعدادات، والعمليات التشغيلية، ونتيجةً للشراكات المحلية والدولية، والمبادرات التي تتبع إقامة مثل هذا المعرض الدولي الضخم، ما سيعود بالفائدة الكبيرة على الوطن كله.
استعدادات إكسبو الرياض
سيدتي من احتفالات أهالي #الرياض،
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) November 28, 2023
بفوز العاصمة بتنظيم معرض إكسبو 2030
وعمت الفرحة أرجاء العاصمة، بعد الإعلان رسميا عن اختيار الرياضة لتنظيم الحدث العالمي الأهم.@riyadhexpo_2030
#الرياض_اختيار_العالم
#الرياض_إكسبو2030
#RiyadhExpo2030 pic.twitter.com/HHTd2EGMyv
وحول ذلك، أوضحت لـ "سيدتي" الدكتورة نوف الغامدي، مستشارة التنمية الاقتصادية والتخطيط الاستراتيجي، أنه بحلول عام 2028 ستكون كل الاستعدادات لاستضافة "إكسبو 2030" جاهزةً، مبينةً أن موقع المعرض الدولي، الذي سيكون شمال الرياض، سيعتمد على الطاقة النظيفة، وسيراعي المعايير البيئية، وسيحتضن المشروعات الدولية قريباً، وقالت: "تشكِّل مدينة الرياض نحو 50% من الاقتصادغير النفطي للسعودية، وقد تمَّ الإعلان أخيراً عن عديدٍ من المدن الصناعية الجديدة فيها، ولأن أحد أهداف رؤية 2030 أن تكون العاصمة ضمن أكبر عشر مدنٍ اقتصاديةٍ في العالم، لذا يوفر المعرض فرصةً لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين السعودية ودول العالم، خاصةً أن موقع البلاد الجغرافي يتيح لها ميزة تقديم الخدمات اللوجستية المختلفة".
وأضافت: "من أهداف معرض إكسبو الرياض إيجادُ حلول الاستدامة، واستخدام استراتيجيات الطاقة والأنظمة المتطورة التي تقلِّل من استهلاك الوقود لخفض الانبعاثات ونسب التلوث، وعليه سيتمُّ خلال المعرض تقديم الحلول والابتكارات والأفكار التي تدعم تحقيق طموحات شعوب العالم، وإيجاد آلياتٍ وطرقٍ أكثر فاعلية وكفاءة للعمل الدولي المشترك نحو غدٍ أفضل للكوكب والجميع".
ميزانية إكسبو
وأوضحت الغامدي أن "ميزانية المعرض الدولي تبلغ نحو 30 مليار ريالٍ، ويستهدف عقد استثماراتٍ على المستوى الوطني، تقدَّر بأكثر من 3.3 تريليون دولار أمريكي، مع تخصيص 30% منها للعاصمة، وسيصبح معرض الرياض إكسبو 2030 مركزاً عالمياً لاستكشاف موضوعات التنمية والاستثمار من خلال مختبر الاستثمار العالمي الذي ستطلقه السعودية، وسيكون مركزاً عالمياً للابتكار، حيث تقوم الدولة المضيفة والدول المشارِكة باستعراض أحدث التطورات في العلوم والتقنية والتكنولوجيا، إلى جانب إبراز هويتها وثقافاتها وتراثها، وتقدمها في القطاعات التقنية، والبيئية، والاجتماعية، والاقتصادية".
شعار "إكسبو 2030"
وذكرت أن "شعار معاً نستشرف المستقبل، الذي اختارته السعودية لطلب استضافة معرض إكسبو 2030، يشكِّل انعكاساً لحقبة التغيير التي تعيشها البلاد، التي ستُتوِّج جهودها، وتعرضها للعالم بإذن الله تزامناً مع عام الرؤية 2030".
الثورة الصناعية الرابعة
ولفتت الغامدي إلى أن "معرض إكسبو 2030، سيستعرض كذلك أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والدرونز، وإنترنت الأشياء، والتوأم الرقمي، والميتافيرس، والتطبيقات المختلفة لتلك التقنيات الحديثة في قطاعات الرعاية الصحية، والمدن الذكية، والصناعات الجوية، وتقنيات الفضاء، إضافةً إلى القطاعات الأمنية، والنقل، والتعليم، والسياحة، والزراعة، وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى، حيث سيتمُّ تبادل الخبرات فيها، وعقد الشراكات، ومشاركة أحدث التقنيات والحلول الابتكارية بين الدول المشاركة في المعرض".
فعاليات ثقافية وشعبية
وحول الفعاليات المصاحبة، كشفت عن أن "الحدث سيشتمل على فعالياتٍ ثقافيةٍ، واحتفالاتٍ شعبيةٍ تراثيةٍ للمناطق السعودية المختلفة، إلى جانب برامج تثقيفية بحضارات الدول واختراعاتها وابتكاراتها وإنجازاتها العلمية، وعرض المشروعات الكبرى، والأماكن السياحية فيها، والأنشطة المختلفة".
رؤية 2030 وإكسبو
واختتمت الغامدي حديثها بالقول: "عام استضافة المعرض، يحمل مكانةً خاصةً لنا نحن السعوديين، فمعرض إكسبو الدولي، سيتزامن مع عام تتويج رؤية 2030، وسيشكِّل فرصةً استثنائيةً لعرض إنجازات الرؤية المباركة، وما وصلت إليه السعودية من تحوُّلٍ وطني غير مسبوقٍ في كافة القطاعات، وإنجازاتٍ استثنائيةٍ لمشروعاتٍ عملاقةٍ، ومدنٍ ذكيةٍ، مثل مدينة المستقبل نيوم، وغيرها من الإنجازات".
لمزيد من المعلومات عن إكسبو الرياض:الرياض تفوز باستضافة معرض إكسبو 2030 .. والسعودية ستقدم نسخة استثنائية