يعد قطاع الترفيه من أبرز القطاعات التي التفتت لها الرؤية السعودية 2030، القائمة على أهداف اقتصادية واجتماعية وثقافية واسعة الأفق، تكشفت مفاعيلها سريعاً، ومع تأسيس الهيئة العامة للترفيه بدأ هذا القطاع بالنمو والتوسع مع تفعيل المساهمات في تأسيس المراكز الترفيهية وتطويرها، وتشجيع المستثمرين المحليين والعالميين ودعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعات في إقامة المهرجانات والفعاليات، لتصبح المملكة اليوم أحد أكبر الأسواق الترفيهية في العالم.
هذا القطاع الذي يقوم بشكل كبير على الاستثمار بالطاقات البشرية الواعدة وتسليط الضوء على مكامن التميز والإبداع ضمن المجتمع، تلعب المرأة اليوم دوراً بارزاً فيه، كما يمكن لمتابع مشهد التحول المحلي أن يلاحظ، وقد تنامى دورها وحضورها على المستويات الإبداعية كافة ككاتبة وشاعرة وناقدة وممثلة ومقدمة برامج وفنانة تشكيلية وقيادية في الأنشطة والفعاليات الثقافية والترفيهية وعضو في الجمعيات والهيئات المختلفة، حتى وصلت إلى مناصب قيادية بارزة وبات يشار لها اليوم بالشريك الفاعل الممثل لوطنه خير تمثيل في كل أنحاء العالم، هذا بالإضافة إلى تواجدها كرائدة أعمال ومؤسسة لأنواع مختلفة من المشاريع التي تصب في صالح هذا القطاع الحيوي.
وللحديث عن تواجد المرأة السعودية في هذا القطاع والفرص المتاحة أمامها، وأبرز الطموحات التي تسعى لتحقيقها كان لنا حديث مع المديرة الإبداعية في شركة "تماشي جدة" الترفيهية، لينا باسيف، المهتمة بدراسة تطور القطاع الترفيهي وفرصه الواعدة، حيث أكدت أن "المرأة السعودية والرجل السعودي يتكاملان اليوم في بناء قطاعات مزدهرة، وفي مقدمتها القطاع الترفيهي تحقيقاً لتطلعات الرؤية الوطنية العظيمة".
البترول الجديد
أكدت لينا باسيف في حديثها لـ "سيدتي" أن "مقولة الترفيه هو بترول السعودية الجديد هي مقولة صحيحة 100%"، وأضافت: "القطاع الترفيهي توفرت له كل الأسس ليصبح قطاعاً نابضاً بالحياة وزاخراً بالفرص المثمرة والجاذبة ورافداً لاقتصاد مزدهر، والحمد لله الدعم بات أكبر من أي وقت مضى، وبات من السهل إيجاد المستثمرين والمستشارين والمطورين، وباتت هناك تسهيلات كثيرة وفارقة جداً".
وتابعت حديثها بالقول "في هذا الوقت، بات قطاع الترفيه في صدارة القطاعات السريعة النمو في المملكة، وبات أرضاً خصبة للمشاريع والفرص لا بد لنا جميعاً من اغتنامها واستثمارها بذكاء".
وفي هذا السياق إليكم هذا المقال حيث المستشار تركي آل الشيخ يستعرض أبرز إنجازات هيئة الترفيه السعودية
قطاع يناسب طموحات المرأة
أشارت باسيف إلى أن "رؤية 2030 رسمت خارطة طريق لدور المرأة في مختلف القطاعات لتكون متواجدة بثبات وفعالية، ويتم الاستفادة من قدراتها وإمكانياتها بأكبر قدر ممكن وتثبت نفسها كشريك فاعل للرجل في مختلف المجالات، وفي القطاع الترفيهي هناك مبادرات متميزة في هذا السياق تشجع على زيادة تمثيل المرأة". وأضافت: "وكون قطاع الترفيه نابضاً بالحياة؛ لذلك فهو يتماثل مع شخصية المرأة وطموحاتها حالياً، وهي اليوم شخصية مثقفة مطلعة متعلمة ومتخصصة، وتعمل بشكل دائم على تطوير شخصيتها وتعزيز مهاراتها وتوسعة آفاق مداركها حول مجالات واسعة ومتنوعة، وإلى جانب الدافع الذاتي والتصميم والإرادة القوية، تحظى المرأة السعودية اليوم بالتمكين والدعم والتشجيع الكافي والفرص والأبواب أمامها واسعة جداً".
وأكدت المديرة الإبداعية في "تماشي جدة" أن "مجال الترفيه مفتوح وكبير جداً وللمرأة فرص كثيرة فيه، كتواجدها في أي مجال إبداعي أو إداري"، وأضافت: "أنا مثلاً أعمل ضمن هذا القطاع لكن في القسم الإبداعي كالإعلانات والتسويق، وهناك العشرات وربما المئات من الأفكار التي يمكن أن تأخذها المرأة كباب لتواجدها ضمن هذا القطاع".
تحديات وعقبات
رفضت لينا باسيف حصر مواجهة التحديات والعقبات في قطاع الترفيه بالمرأة، مؤكدة أن "القطاع يشهد فورة غير مسبوقة وغير متوقعة، والمنافسة فيه كبيرة وشديدة والتميز ضمن القطاع ليس سهلاً أبداً، لذلك فالتحديات والصعوبات قد تواجهها المرأة وقد يواجهها الرجل بشكل متشابه ومتساوٍ، لذلك لا بد لأي شخص يريد العمل في هذا القطاع بمختلف مجالاته أن يمكن نفسه ويطور معلوماته حول مجال العمل، ويطور مهاراته، ويستفيد من تجارب الآخرين وآراء الخبراء، ليتمكن من الدخول إلى القطاع بخطى ثابتة وشخصية قوية وتطلعات قابلة للتحقيق". وأشارت باسيف: "كلنا نكمل بعضنا، وكلنا فريق واحد، وهدفنا واحد وهو أن نصل بالقطاع لصورة مبهرة ومستويات عالية ننافس فيها إقليمياً وعالمياً".
وعن تجربتها الشخصية في هذا ال.سياق قالت لينا باسيف: "الترفيه جزء أساسي من اهتماماتي الشخصية ليس فقط كمجال عمل بل أيضاً كمتابعة ومراقبة وربما باحثة لاحقاً، ومن خلال عملي في المجال الإبداعي في هذا القطاع، كنت أحب دائماً خلق جو مختلف ضمن محيطي الصغير، وقادني طموحي للتوسع بأفكاري والاستفادة من طاقتي هذه لمحاكاة محيطي الخارجي الأوسع بأفكار رائعة".
خطوات رئيسية لريادة أعمال ناجحة
ومن خلال اطلاعها على مسار القطاع وتطوره، أشارت باسيف إلى أن المرأة عندما تقرر دخول هذا القطاع كرائدة أعمال أو مستثمرة، من الضروري أن تحرص على الاطلاع على مستجدات السوق لأن السوق سريع جداً، وأن تواظب على تطوير مهاراتها وتمكين نفسها منها للنجاح في هذا القطاع، وأبرزها مهارة إدارة المشاريع، وهذه المهارة تقوم على تطبيق المعرفة والأدوات والتقنيات لتلبية متطلبات المشروع وإيصاله للنجاح، وعددت باسيف بعض الخطوات الرئيسية لبدء مسار مهني ناجح، وهي:
- دراسة احتياجات السوق.
- دراسة المنافسين.
- إيجاد شريك إداري ذكي وداعم يكمل الفرق.
- بناء فريق عمل متكامل ومتجانس.
- دراسة مفصلة وواقعية لرأس المال وإدارة العملية المالية.
- الحصول على استشارات قانونية ومالية.
وختاماً، أشارت باسيف إلى أن المشروع الترفيهي يضمن استمراريته من خلال حل المشاكل بأسرع طرق ممكنة؛ لأن الوقت ثمين جداً ضمن هذا القطاع، وكذلك لا بد من ملاحظة اقتراحات وشكاوى العملاء؛ لأنه قطاع نتوجه به للناس، ولا يمكن تجاهل تطلعاتهم وأفكارهم وتوقعاتهم من خدماتنا، وأكدت أن: "اليوم بوجود التكنولوجيا وتوجهات الرقمنة بات هذا القطاع أسهل بكثير من قبل".
ولأن الرياض العاصمة الجديدة للترفيه والثقافة والإبداع في العالم اقرؤوا معنا، "هنا الرياض" نبض الجاذبية وبوابة الترفيه وحلم المستقبل