تعرفوا إلى الجوانب الإيجابية الخفية للركود الاقتصادي

لرائدات الأعمال والموظفات: كيف تتعاملين مع الركود الاقتصادي؟  - الصورة من Adobestock
لرائدات الأعمال والموظفات: كيف تتعاملين مع الركود الاقتصادي؟ - الصورة من Adobestock

فترات الركود الاقتصادي فترات لابد من التخطيط والاستعداد لها من قِبل صاحب أي مشروع سواءً كان مشروعاً ناشئاً أو شركة كبيرة ورائدة، إذ إنّ أسبابها غالباً ما تكون خارج مستوى قدرة التحكم الفردي أو المؤسساتي، مثل حالة الوباء الذي اكتسح العالم "كوفيد – 19" في عام 2020م، وأحياناً أخرى تكون لأسباب اقتصادية، سياسية أو حكومية محلية.
في هذه الأثناء يخضع الكثيرون لمشاعر اليأس والإحباط فلا يبادرون بإجراء أي تغييرات على أعمالهم أوحياتهم الشخصية، لذا عبر السطور القادمة تطرق المختص في الإدارة والعلاقات الإنسانية وطبيب الأسنان/ وليد عفيفي، إلى ستة مستويات من التغيير التي تُعد بمثابة آلية تعامل مع الركود الاقتصادي من قبل روّاد الأعمال.

 

ما حدث في ركود 2020

المختص في الإدارة و العلاقات الإنسانية وطبيب الأسنان وليد عفيفي


يقول المختص في الإدارة و العلاقات الإنسانية وطبيب الأسنان وليد عفيفي: "بلا شك أنّ فترات الكساد والركود الاقتصادي تحمل معها الكثير من التبعات السلبية على الأشخاص أياً كانت مناصبهم، إذ يفقد الكثيرون وظائفهم، ولا يجد العاطلون والباحثون عن عمل شركات تستقبل طلباتهم، كذلك تقلّ أجور معظم العاملين، ولعلّ التحدي الأكبر يقع على روّاد الأعمال في كيفية التجاوب والتعامل مع هذا الركود بحيث ألا يكون نهاية المسار، كذلك يجب على الموظفين والباحثين عن أعمال إيجاد حلول تساعدهم على النهوض بإيجابية بعد هذه الأزمة، في هذا السياق أود أنّ أنوه أنّه في شهر أبريل من 2020م، أصدر صندوق النقد الدولي تقريراً توقع فيه انخفاض الناتج المحلي العالمي "Global GDP" بمقدار 3%، بعدها تقرير آخر في يونيو، ومن ثمّ أصدر تقريراً مع نهاية العام أشار فيه إلى أنّ حجم الضرر الاقتصادي في 2020م، أكثر مما هو متوقع، وأنّ إجمالي الناتج المحلي العالمي انخفض بمقدار 5%، وقد رأينا ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، حيث خسر أكثر من أربعين مليون شخص وظائفهم".

 

حلول مهنية وشخصية


ويضيف المختص أنه وبالرغم من كل ذلك، هناك حلول أثناء الركود الاقتصادي، ومن وجهة نظري تقع على ستة مستويات مهنية وشخصية وهي:

المستوى الفردي

بدايةً لا بد أن تُدركِ من داخلك أنّ هذه الأزمة ستمرّ، البشرية دائماً تنتصر، وخلال هذا الوقت ينبغي لك صب جٌلّ اهتمامك على التغذية الجيدة، ممارسة الرياضة والاهتمام بصحتك النفسية، فالجسد القوي هو الذي يستطيع الخروج من هذه الأزمة بأكبر قدر من الفاعلية وهو القادر على مزاولة العمل بشكل أفضل وأكثر إبداعاً وابتكاراً فيما بعد.

المستوى المهني أو الوظيفي

هناك أوقات مناسبة للتطوير الوظيفي - الصورة من Unsplash


أوقات الركود هي الأوقات المناسبة تماماً لتطويرك وظيفياً، وتستطيع خلالها الالتحاق بالدورات أو البرامج التطويرية سواءً عبر الواقع أو عبر الإنترنت في المنصات التعليمية، مثل "يوديمي، كورسيرا، المنتور"، كذلك يجب على الموظفين والباحثين عن عمل، تطوير السيرة الذاتية وتكوين ملف جيد على منصة "لينكد إن"، فهي منصة احترافية يستخدمها أغلب رواد الأعمال من شتى بقاع العالم للبحث عن الموظفين الملائمين، وتقع هذه المهمة أيضاً على روّاد الأعمال للتعريف عن أنفسهم ومشاريعهم على هذه المنصة وتكوين بعض العلاقات الخارجية من أجل إتمام الصفقات مستقبلًا.

المستوى الأسري والعالمي

في هذه المرحلة من الركود، ينصح بمزاولة هواياتك الخاصة أيضاً، والتعرف إلى عائلتك بشكل أكثر قرباً ومزاولة الاهتمامات معهم.

مستوى أصحاب الأعمال الصغيرة والناشئة

هذه الفترة قد تبدو موجعة لهذه الفئة تحديداً، إلا أنّها فترة ذهبية لمراجعة السياسات والإجراءات، ومراجعة العمليات التي تتم في المؤسسة والشركة، وبالتالي فهي مساعدة على التحسين والتطوير.
هنا يُمكنك التعرف أيضاً إلى أسرار نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

على مستوى الموظفين

إجراء الحوارات مع الموظفين - الصورة من Pexels المصور thecoachspace


كرائد الأعمال أو صاحب شركة عليك إجراء الحوارات مع الموظفين وسؤالهم عن أحوالهم الشخصية والأسرية ومحاولة تقديم الدعم والمساعدة لهم، فقيامك بذلك كفيل برفع مستوى ولائهم للمؤسسة ما يجعلهم من أوائل المساندين لك عند عودة العمل ويحفزهم على بذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق أهداف المؤسسة أو الشركة.

المستوى التسويقي

فترة الركود الاقتصادي مناسبة لتقيّم ميزانية التسويق إن احتاجت إلى زيادة أو نقصان، والتفكير في أساليب تسويقية مختلفة، والتواصل مع العملاء بشكل أكبر ومعرفة احتياجاتهم، إذ إنّ تواصلك معهم تحديداً في هذه الفترة يخلق لديهم انطباع بوجودك في كافة الحالات وأنّك ستعود بمنتجات وخدمات هائلة.

على مستوى المجتمع

لكل عمل قيمة مجتمعية يضيفها، لذا تكمن مهمتك في هذه المرحلة بتعزيز فكرتك المجتمعية، المشاركة في المبادرات المجتمعية، جنباً إلى جنب مع النزول للميدان ودعِّم أصدقاءك وجيرانك والمحتاجين إلى الدعم النفسي أو المالي.


قد ترغبين أيضاً بمعرفة مفهوم الانكماش الاقتصادي وتأثيراته على الأعمال التجارية.