تعرفوا إلى ماهية المشروع الريادي وكيف يُمكن إنجاحه

تعرفي إلى ماهية المشروع  الريادي وكيف يُمكن إنجاحه؟ -الصورة من Unsplash
تعرفي إلى ماهية المشروع الريادي وكيف يُمكن إنجاحه؟ -الصورة من Unsplash

توفر ريادة الأعمال أطراً لتحويل الأفكار لمشاريع تجارية، وبعد الثورة التقنية ازدهرت وازداد الإقبال عليها بشكل كبير، ولا سيما من قبل فئة الشباب، الذين وجدوا فيها وسيلة لبناء كياناتهم المستقلة والنمو مادياً ومهنياً، وقد حفزت التقنيات الحديثة ابتكار الكثير من الأفكار والأدوات للمشاريع الريادية.
ولأن ريادة الأعمال ليست عملية سهلة بتاتاً؛ تطرقنا عبر هذا المقال إلى ماهية ومعنى المشروع الريادي، والفروقات البارزة بينه وبين المشروع الصغير، بالإضافة إلى العوامل المهمة والحاسمة لنجاح أي مشروع ريادي، وفقاً لمختصين وموقع إلكتروني معروف.

 

ما هي ريادة الأعمال؟

ريادة الأعمال تشمل قيادة التغيير للنمو والتقدم -الصورة من Adobestock

جامعة موناش الأسترالية، أشارت إلى أن "ريادة الأعمال هي عبارة عن عمليات إنشاء وتطوير وإدارة الأعمال أو المشاريع الجديدة بهدف تحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع، ولا يقتصر دورها على ذلك، بل يتجاوزه ليشمل القدرة على قيادة التغيير المبتكر داخل المؤسسات القائمة؛ ما يؤدي إلى النمو والتقدم، إضافة إلى ذلك، تتضمن ريادة الأعمال الاستعداد لتحمل المخاطر وإدارة عدم اليقين من أجل اغتنام الفرص المحتملة، وتلعب روح المبادرة دوراً حاسماً في تعزيز المنافسة والديناميكية الاقتصادية؛ لذا فالمشروع الريادي هو المشروع القائم على مبدأ الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا من أجل إنتاج منتجات أو خدمات ذو قيمة للمجتمع أو لفئات منه".

 

الفرق بين المشروع الريادي والمشروع الصغير

زينة بنت عبد الرحمن العمر، المتخصصة في الممارسات الحديثة للمنظمات، ترى أن "المشروع الريادي يهتم بتنمية العمل بسرعة كبيرة للحصول على أعلى إستراتيجية خروج ممكنة، ربما تكون على شكل اندماج أو طرح أسهم للاكتتاب أو بيع المشروع الريادي لشركة أخرى، وغالباً ما يتم استخدام الابتكار بوصفه وسيلة لتحقيق العملية الريادية، أما المشروع الصغير فيهتم بالسوق المستهدف، وينافس فيه بناءً على المنتجات التي يطرحها، بمعنى آخر يعمل على سد الثغرة في السوق المستهدف، في حين أن المشروع الريادي يهتم بتنمية الشركة بشكل كبير ومتسارع بناءً على الموجودات والعوائد وحتى الموظفين، وغالباً يتم ذلك عبر خلق سوق جديد لمنتجات لم تكن موجودة من قبل".

 

أسس لنجاح المشروع الريادي

عبد الرحمن حريري.. خبير ومرشد في ريادة الأعمال ومؤسس مشروع ريادي

عبد الرحمن حريري، خبير ومرشد في ريادة الأعمال ومؤسس مشروع ريادي، أخبرنا برأيه حول عوامل نجاح المشروع الريادي قائلاً: "بلا شك أن هناك الكثير من العوامل المساهمة في بناء المشروع الريادي، منها ما لا يستطيع الشخص التحكم بها مثل الأنظمة في الدولة، والبيئة الاقتصادية وغيرهما، وهناك على الجانب الآخر عوامل يمكن التحكم بها منها أنه يستطيع التحكم بذاته، حيث إن العامل الحاسم لنجاح أي مشروع هو رائد الأعمال بنفسه، فقبل أن تفكروا في الاستثمار وإنشاء مشروع تجاري خاص أو وضع الخطة لتحويل الفكرة إلى مشروع، عليكم أن تستثمروا في ذاتكم وتطوير المعارف والخبرات والمهارات التي ستحتاجون إليها في هذه الرحلة، ولعل أغلب رواد الأعمال يمتلكون الغرور تجاه الفكرة العظيمة، فيعملون على توجيه مشاعر زائدة لها دون فهم تفاصيلها بشكل كبير ودقيق؛ لذا يجب عدم التهور والتأني، ومن ثَم عدم التمسك الزائد بالفكرة الذي قد يعمي عن النظر للفرص الأخرى المتوافرة، ويحد من الإبداع وآنذاك يحصر الفرد ذاته في صندوق صغير مغلق".


اطلعوا أيضاً على بعض المهارات القيادية التي يجب على رائد الأعمال تطويرها.

 

تحديد مجالات الخبرة

واستطرد د. حريري قائلاً : "إذا راودتكم فكرة؛ فقوموا بتسجيلها ودونوا التفاصيل عنها، ثم اتركوها، وذكروا أنفسكم بأنكم ما زلتم لا تمتلكون التفاصيل الكافية، واعملوا على تنمية مهاراتكم الشخصية وتطوير معارفكم، حتى تصلوا بذاتكم إلى مستوى يسمح لكم برؤية الفرص وتقييمها بشكل آخر وتنفيذها؛ فتتضح لديكم الرؤية، ومن الأفضل تحديد المجالات التي تمتلكون خبرة فيها، ومن ثَم العمل على تطوير ذاتكم فيها بشكل أكبر؛ لذا أنصح دائماً رُوَّاد ورائدات الأعمال بعدم الانجراف تجاه مشاعرهم للبدء في تنفيذ فكرة لا يمتلكون إزاءها أي خبرة سابقة".

 

عناصر ثلاثة أخرى للنجاح

فريق العمل من أهم عوامل النجاح -الصورة من Adobestock

أضاف د. حريري" مخبراً: "بالتأكيد أن الفكرة مهمة، ولكن هناك أيضاً ثلاثة عناصر أخرى مهمة لنجاح المشروع الريادي، منها فريق العمل والسوق والتوقيت، وفي هذا الإطار يرى العديد من الخبراء أن الفريق الرائع بفكرة سيئة أفضل من فريق سيئ ومتواضع الأداء بفكرة جيدة، والمقصود بالفريق الرائع هو الذي يمتلك المهارات والخبرات والمزايا التنافسية الفريدة".

 

أسئلة جوهرية لتحديد المسار

أخيراً، أشار خبير ريادة الأعمال إلى ضرورة الإجابة عن بعض الأسئلة التي تساعد على الفهم؛ حتى ينعكس ذلك إيجاباً في مصلحة المشروع مثل:

  • ما طموحاتي الشخصية؟
  • ما أهدافي البعيدة بشكل دقيق؟
  • أين أريد أن أكون بعد عشر سنوات؟
  • ما الأهداف قريبة المدى والمهام التي يجب تنفيذها إزاء ذلك من أجل تحقيقها والوصول الى الأهداف البعيدة؟
  • ما المعارف والخبرات التي أحتاج إليها؟
  • ما المهارات التي أحتاج إليها تحديداً؟ وكيف أضع خطة عملية لذلك؟


قد ترغبون أيضاً بالتعرف إلى أنواع متعددة لمشاريع ريادة الأعمال التي قد لا تخطر في بالكم أبداً .