ريادة الأعمال باتت قوة جاذبة للشباب، لا سيما جيل "زد" الذي لا يتسق مع الوظائف الروتينية بينما يبحث عن مجال عمل يعتمد على الابتكار والتجديد. ما يميز عالم العمل الخاص أو ريادة الأعمال هو الشعور بالحرية في اتخاذ القرارات، كما أنها فرصة لتحقيق رؤاكم الشخصية والكشف عن إبداعاتكم وسط عالم يتوق إلى الابتكار، وفي النهاية عالم المشروعات الخاصة يكافئ صاحب الفكر المختلف ويحقق مكاسب مالية مغرية.
وفقاً لمسح أجرته شركة Go Banking Rates الأمريكية فإن نحو 60 % من الموظفين يفكرون في التحول إلى ريادة الأعمال وإطلاق مشروعاتهم الخاصة، لكن الانتقال من الحياة الوظيفية إلى ريادة الأعمال يمثل قفزة كبيرة، فهو يتطلب تخطيطاً مسبقاً شديد الدقة، كما يتطلب تغيير النظرة إلى العمل لأن إطلاق مشروع خاص خطوة ترتبط بكثير من المخاطر.
خطوات التحول من موظف إلى رائد أعمال
الرغبة وحدها ليست سبباً قوياً لاتخاذ قرار ترك الوظيفة، بينما وفقاً لخبراء تحدثوا إلى "فوربس" الأمريكية، فإن هناك عدة خطوات مسبقة تؤمن لأي راغب مرحلة الانتقال من الوظيفة إلى مشروع خاص.
تحديد أسباب ترك الوظيفة
قبل اتخاذ القرار من الضروري تحديد أسباب الرغبة في ترك الوظيفة، فقد يكون السبب البحث عن مزيد من الاستقلال، أو ربما لدى الشخص شغف في مجال أو فكرة ما، وبعض الأشخاص يتمثل الدافع لديهم في ترك بيئة العمل غير الملائمة لشخصياتهم وطموحاتهم.
تقول فيرا كريتشمار، المديرة الإدارية لشركة آيفوري كابيتال آسيا ورائدة أعمال لها تجربة مسبقة في التحول من الوظيفة إلى العمل الخاص: "صحيح أن كثيرين لا يشعرون بالرضا من وظيفتهم، لكن يجب ألا يتصرفوا على عجل، يجب أولاً تحديد الدوافع بوضوح ووضع خطة محكمة ودراسة جيدة للمشروع الجديد”.
دراسة المشروع جيداً
أبحاث السوق
لتحقيق الدراسة الجيدة فإن أي شخص يريد أن يترك وظيفته ويتحول إلى رائد أعمال، عليه أولاً أن يتطلع على أبحاث دقيقة للسوق، وهنا ينصح الخبراء بتحري الدقة لأن الشخص قد يعتقد أن فكرته رائعة، لكن قد لا تكون قابلة للتنفيذ أو أن السوق لا يحتاجها من ثمّ لن تحقق النجاح، لذلك كونوا مطلّعين على الدراسات والأرقام والبيانات اللازمة لمجال عملكم قبل أن تتركوا الوظيفة.
التخطيط والإعداد المالي
ترك الأمان الوظيفي هو مخاطرة، لا سيما فيما يخص موارد الدخل، لذلك قبل إطلاق مشروع يجب دراسته من الناحية المالية بدقة وواقعية. يجب تحديد نموذج العمل، والسوق المستهدفة، وتحليل المنافسة، واستراتيجية التسويق، والتوقعات المالية. وهنا تشير المجلة الأمريكية في تقريرها إلى ضرورة وضع خطة مفصلة وواقعية، مع وجود احتمالات للعقبات المحتملة. تقول كريتشمار: "يتجاهل العديد من رواد الأعمال هذا الجزء، معتقدين أنهم يستطيعون العمل وفقاً لأي خطة في رؤوسهم، لكن طريقة التفكير هذه لن تأتي بثمار النجاح لاحقاً".
لا تتركوا الوظيفة قبل انطلاق الشركة
من جانبها نصحت سينتيا مانو المدير التنفيذي لشركة CORE angels عبر حسابها على "لينكد إن" بعدم ترك الوظيفة حتى بعد اتخاذ قرار إطلاق مشروع خاص، بينما يجب في المراحل الأولى أن تطلق المشروع مع الاستمرار في الوظيفة، لتحقيق الأمان المالي، لكن ترك الوظيفة يضع رائد الأعمال في وضع مالي ضاغط، وهذا من شأنه يؤثر على المشروع الجديد.
اليقين والتكيف
الوظيفة عادة لها مسار محدد من قبل، وترقيات متوقعة، لكن ريادة الأعمال مجال مختلف في هذا الصدد، فهو لا يتمتع بهذا القدر من اليقين و الأمان، بينما يحمل الأمر كثيراً من المخاطرة، وهي مشاعر يجب فهمها قبل ترك الوظيفة. الشيء الآخر هنا هو التكيف مع الحياة الجديدة و المسؤوليات واحتمالات الركود المتوقعة وغير المتوقعة، وفقاً لموقع "start up nation"، ونصح خبراء الموقع ببدء مشروع قائم على شراء امتياز تجاري لأنه المشروع الخاص الأكثر ضماناً للانتقال من الوظيفة بأمان.
تصرف بذكاء وتعلم 8 خطوات ذكية عليك القيام بها بمجرد أن تفقد وظيفتك