قبل انطلاق أي مشروع يفكر رائد الأعمال في أهم معضلة، وهي رأس المال، هنا يتردد السؤال الأكثر إلحاحاً وهو: هل مصدر التمويل لأي مشروع يجب أن يكون شخصياً؟، لكن الإجابة هي أن رأس المال الشخصي أو المباشر ليس هو السبيل الوحيد لتمويل الشركات الناشئة؛ إذ يمكن لرواد الأعمال استكشاف سبل أخرى للتمويل كبدائل قابلة للتطبيق. وهناك عدد من منصات التمويل الجماعي للشركات الناشئة التي تركز على المستهلك أو جمع الأموال مباشرة من العملاء المحتملين، وتعزيز الوعي بالسوق.
طرق تمويل مشروع
يقول المهندس عمرو صويرة، مصمم ورائد أعمال، إن صاحب الفكرة لا يجب أن يكون بالضرورة هو ممولها، بل إن عدداً كبيراً لا يعتمد على التمويل الذاتي الذي مصدره الأصلي مدخرات الشخص، بينما ثمة طرق عدة للحصول على تمويل، لكن هذا الأمر يتطلب حرفية العرض ودراسة الحقوق والواجبات.
وحسب صويرة فإن الطرق التالية هي المسارات المتاحة أمام أي مشروع للتمويل:
الشراكة
بداية يمكن لرائد الأعمال أن يبحث عن شريك وقد تكون لهذا الشريك النسبة الكبرى في التمويل مقابل الفكرة، وهنا يرى صويرة أن الدائرة الأولى عادة ما تكون مطروحة، مثل الأسرة والأصدقاء.
القروض
يفضل بعض رواد الأعمال الاعتماد على القروض، لكن هذا الأمر يخضع لعدة معايير، حسب صويرة الذي يرى أن النظام البنكي في الدولة التي يعيش فيها رائد الأعمال أحد أهم الاعتبارات التي يجب التوقف عندها قبل الإقدام على قرض، أيضاً طرق السداد واحتمالات النجاح والفشل للمشروع وفقاً لدراسة الجدوى الدقيقة، بعد دراسة هذه العوامل ومنها حجم الفوائد وحجم الأرباح المتوقعة يمكن اتخاذ القرار بشأن المضي في الإقدام على قرض أم لا.
رجال الأعمال
بعدما باتت ريادة الأعمال مجالاً واعداً، وحظي العديد من رواد الأعمال بنجاحات لافتة، أصبحت هذه المشروعات قوة جاذبة لرجال الأعمال، الذين يمولون المشروع مقابل نسبة في الأرباح يتفق عليها من البداية، وهنا يقول صويرة "التعامل مع رجال الأعمال بغرض التمويل يتطلب من رائد الأعمال تحديد فكرته بدقة وفهم آليات السوق لأنه سوف يعرضها أمام رجال من ذوي الخبرة".
وأشار صويرة كذلك، إلى أن اللجوء لرجال الأعمال له عدة فوائد، موضحاً "هنا لا نتحدث عن تمويل مالي فحسب، بينما قد يعزز رجل الأعمال المشروع بالخبرة والمعلومات والمشورة.
حاضنات الأعمال
حاضنات الأعمال، وفي دول أخرى تعرف باسم مساعدات الأعمال أو مسرعات الأعمال هي عبارة عن شركات وسيطة بين رواد الأعمال ومؤسسات مالية ضخمة وربما أجهزة الدولة، وفي حالات تحصل على الدعم من مؤسسات وشركات أجنبية، الهدف منها هو البحث عن الأفكار المميزة ودعمها بالأموال والخبرة، ولا يقتصر دور هذه المؤسسات على الدعم المالي بينما تساعد صاحب المشروع في وضع الخطة والأفكار واختيار العمالة.
المنح الحكومية
أغلب الحكومات حالياً، سواء في الشرق الأوسط أو في الخارج، تمد يدها لرواد الأعمال لأنهم بمثابة حجر التغيير والابتكار، من ثمّ تقدم الحكومات المنح لرواد الأعمال، لكن شدد هنا صويرة على أن المشروعات التي تحصل على منح حكومية عادة ما تشمل ضمن أهدافها دعماً لقطاعات في الدولة أو قطاعات مجتمعية.
ضمانات للحصول على تمويل
للحصول على أي شكل من أشكال التمويل السابق ذكرها، فإن رائد الأعمال بحاجة إلى تقديم ضمانات كافية على صلاحية مشروعه. وهنا يقول المهندس عمرو صويرة، إنه "يجب على رائد الأعمال الذي يبحث عن تمويل أن يحدد فكرة المشروع وأهدافه وميزانيته وخطة التسويق والإدارة، فكل هذا يعطي ضمانات للممول أياً كانت طبيعته".
ومن بين الضمانات التي عددها صويرة هي "الأصول" ويقول "في بعض الحالات يدخل رائد الأعمال المشروع مرتكزاً على الفكرة وعلى امتلاكه لبعض الأصول التي من شأنها تغطية تكلفة المشروع، وهي بالطبع تعد نقطة قوة لدى رائد الأعمال".
شروط تمويل المشروعات
وضع صويرة عدة شروط عدها أساسية ليحصل رائد الأعمال على تمويل خارجي سواء خاص أو من جهة أو مؤسسة حكومية، مثل:
- تميز الفكرة
- فكرة قابلة للتنفيذ في الظروف المحيطة
- دراسة السوق
- تحديد الجمهور المستهدف بدقة
- آليات التنافس ودراسة المنافسين
- تحديد نسبة المخاطرة
- تحديد معدلات النمو المتوقعة
- النشاطات المكملة للمشروع
- تقديم النسخة التجريبية
- دراسة أسباب فشل المشروعات الشبيهة ووضع الحلول
- تقديم رأي مستثمرين آخرين
- تعزيز المشروع باستطلاع رأي الجمهور المستهدف
وفي الختام، قال صويرة: "لا يمكن القول إن هذه النقطة مؤثرة للغاية في جذب التمويل، لكن علينا أن نعطيها بعض الأهمية، فإذا كان مقدم المشروع يتمتع بخبرة سابقة، ولا سيما في مشروع ناجح، بالطبع ستكون الثقة فيه وفي مشروعه أكبر". وأردف "هذا لا يعني أن رواد الأعمال المبتدئين أقل حظاً بينما السوق بات يتوق للأفكار المبتكرة التي توفر حلولاً لمشكلات العصر".
قد يهمكم أيضاً أن تطلعوا على تطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة مشروعاتكم وتقليل التكاليف