علاقة دوري زغيب بجدّته ماري ليست عادية، فهي الجدة الصديقة والمؤتمنة على الأسرار. دخلت تيتا ماري عالم التواصل الاجتماعي من باب الصدفة. ترسم البسمة على وجوه المتابعين وتشاركهم أسراراّ من عالم المطبخ والجمال ومفهوم السعادة. وهمها الوحيد أن لا يراها أحد من أولادها وأحفادها حزينة. ندخل عالم دوري وتيتا ماري لنستكشف جمال هذه العلاقة.
حوار :عفت شهاب الدين
تصوير : سمر شبّاني
دوري زغيب
«تيتا» ماري هي بركة العائلة
يشير دوري زغيب (صانع محتوى) في حواره معنا إلى أن علاقته بجدّته ماري ليست عادية، موضحاً: «هي ليست كأي علاقة بين جدّة وحفيدها، بل تتسّم بالصداقة الوطيدة، فهي صديقتي ونتعامل مع بعضنا بوصفنا أصدقاء، نمزح ونمرح، وهي ليست علاقة رسمية؛ لأنني أخبرها عن كل أسراري، وهي تخبرني عن كل شيء يحدث معها، لدرجة أن أولادها لا يعلمون بها». ويضيف دوري: «هذه العلاقة لم تتغيّر حتى بعد أن أصبحنا مشهورين على السوشيال ميديا، مع العلم أن دخول جدّتي إلى منصات التواصل الاجتماعي لم يعجبها في البداية، وكانت تنزعج لأن الناس كانوا يستوقفونها أينما ذهبت، ويطلبون منها وصفات نقدّمها حتى وهي تقود السيارة، ولكن مع مرور الوقت اعتادت موضوع الشهرة التي باتت أمراً طبيعياً بالنسبة إليها».
رسالة دوري إلى جدته
وبمناسبة اليوم العالمي للمسنين، وجه دوري رسالة إلى جدته، مستدركاً: «لا بد أن أوضح أنني لا أكتفي بهذه المناسبة فقط حتى أوجّه إلى جدّتي ماري تحية حب واحترام وتقدير... بل أنا أوجّه إليها كلمات حب في جميع الأيام والمناسبات؛ لأنني لا أعدّها مسنّة؛ بل هي قريبة جداً من عمري؛ لأنها تحب الحياة والفرح والضحك والسعادة... لذلك أطلب منها أن تبقى شابة بروحها الحلوة، وابتسامتها وشخصيتها المرحة، ونفسيتها المميّزة التي تعرف كيف تتعاطى مع جيل الشباب كأنها صديقتنا. أتمنى لها طول العمر، وأن تبقى بصحتها الجيدة، فهي البركة في عائلتها مع أنها تعاني من بعض المشاكل العائلية والهموم... كما أتمنى الشفاء لخالي الوحيد وهي أكثر أمنية تتمنى جدتي تحقيقها».
يمكنك التعرف على كيف يشارك الأجداد في تربية الأبناء؟
مضمون هادف
حول المضمون الذي يقدّمانه على السوشيال ميديا بعنوان «رسالة محبة بيني وبين جدّتي»، بيّن دوري أن البداية كانت مع تطبيق «تيك توك»، ثم بدأ بنشر فيديوهات قديمة لهما، منوهاً: «هذا الأمر لم يكن سبباً للعلاقة بيني وبين جدّتي، ولكن بعد أن أحبّ الناس جدّتي بدأنا نصوّر فيديوهات جديدة، ولا شك أن هذا المحتوى كان حافزاً لعدد كبير من الشباب والشابات للتصوير مع أجدادهم وحتى زيارتهم والتقرّب منهم، مع أن البعض ربما يستغل هذا الموضوع أو هذه العلاقة بهدف الشهرة. وبصراحة، تمّ تقليد بعض الفيديوهات التي أصوّرها مع جدتي، ولكنني لم أتوقف عند هذه النقطة؛ لأن ما يهمني مشاهدة الأجداد مع أحفادهم بصورة سعيدة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أنني بصراحة لم أعش شعور العلاقة مع جدّي لأنه توفي قبل ولادتي حتى والأمر نفسه بالنسبة إلى جدي لوالدتي. كنت أتمنى أن أعيش مع جدّي وتكون علاقتي معهما مثل علاقتي بجدّتي التي عاشت وحدها سنوات طويلة تهتم بأولادها السبعة».
تيتا ماري
لا أحب أن يراني دوري ولا أحد من أولادي وأحفادي حزينة
أما تيتا ماري فتقول: «علاقتي بدوري هي علاقة أصدقاء فأنا أتشارك معه عدة أفكار ومعلومات وأخبره بكل شيء، ولا أحب أن يراني دوري ولا أحد من أولادي وأحفادي حزينة رغم وجود بعض الهموم في حياتي». تتابع: «بدأت تصوير الفيديوهات مع دوري عندما كان يفاجئني في المطبخ وأنا أعدّ الطعام، وهكذا كانت البداية، واليوم هناك بعض الفيديوهات قد تخطت مشاهدتها الـ 10 ملايين من جميع أنحاء العالم، وهنا أريد أن أشير إلى أن هدفي ليس الشهرة، ولكن محبة لناس تكفيني ووجودي بين عائلتي وأحفادي هو سر سعادتي». تستطرد قائلة: «دائماً ما يستوقفني الناس خاصة في السوبرماركت وأحياناً وأنا أقود السيارة ويسألونني عن بعض الوصفات الطبيعية التي تعلّمتها من والدتي، وأحياناً هذا الأمر يتطلّب ساعات طويلة، من هنا أعرف أن الناس يتابعوني وينتظروني حتى أقدّم لهم الوصفات الطبيعية وهم يستشيروني دائماً». وتؤكد تيتا ماري على أنها تقضي وقتها خلال النهار في أعمال المنزل، كما أنها تحب الخياطة والتطريز، وهي تقود سيارتها بنفسها وتجلب جميع احتياجاتها من المحلات التجارية، فالحياة لا تتوقف عند عمر معين، طالما هي تشعر بالنشاط ويحيطها أولادها وأحفادها. وحول الطبق المفضل لدى دوري تشير تيتا ماري إلى أنها ستجهّز له طبق الكوسا المحشي وورق العنب، لأنه كان مسافراً وهو عندما يكون في لبنان يقضي معها وقتاً طويلاً حتى لا تبقى وحيدة في المنزل. أخيراً تختتم: «أطلب من دوري دائماً أن يتزوّج لأنني أودّ أن أرى أولاده، فالعائلة أمر أساسي في الحياة وهي لا تقدّر أبداً».
يمكنك أيضاً الاطلاع على العلاقة بين الأجداد والأحفاد لا تتوقف على مجالستهم فقط