المغامر السعودي بدر الشيباني: السعودية كنز سياحي لم يكتشف بالكامل حتى الآن

  المغامر السعودي بدر الشيباني
المغامر السعودي بدر الشيباني

من قممِ جبالِ عسير إلى رمالِ الربعِ الخالي الذهبيَّة، ومن شواطئ البحرِ الأحمرِ إلى المواقعِ الأثريَّة في العُلا، مقوماتٌ جغرافيَّةٌ وثقافيَّةٌ وأثريَّةٌ ساحرةٌ، وضعت السعوديَّة على خارطةِ السياحةِ والتراثِ العالمي، وألهمت عدداً من الرحَّالة والمغامرين السعوديين، فقاموا بتوثيقها في رحلاتٍ جميلةٍ، منهم بدر الشيباني الذي يملك سجلاً حافلاً من المغامراتِ المحليَّة والعالميَّة، والتجاربِ الحياتيَّة المتنوِّعة التي تعيدُ تعريفَ الذات، وتفتحُ آفاقاً من الإبداعِ والتجدُّد، وتصنعُ شخصيَّةً متعدِّدة الأبعادِ، تجمعُ بين القوَّةِ، والحسِّ الإنساني. كان لنا معه هذا الحوار.

إعداد:عتاب نور 

الدرعية التاريخية في الرياض

بدر الشيباني


لتكن البدايةُ من مغامرتِك الأخيرةِ لصحراءِ الربعِ الخالي، حدِّثنا عن الفكرةِ، والتخطيطِ للتنفيذ؟


الفكرةُ، كانت نتاجَ شغفي العميقِ بتوثيقِ جمالِ الطبيعة، لاسيما الصحراءُ في السعوديَّة حيث انتهزتُ فرصةَ إلغاءِ رحلتي للقطبِ الشمالي قبل ساعتَين من المغادرةِ بسبب سوءِ الأحوالِ الجويَّة، وقمتُ برحلةِ اكتشافٍ لصحراءِ الربع الخالي، إذ وجدتُ فيها حلاً، يتماشى مع قدراتي البدنيَّة والروحيَّة. بدأتُ بالتخطيطِ الدقيقِ للرحلة، مستعيناً بفريقٍ مختصٍّ، وجمعنا بين التدريبِ البدني، والتحضيرِ النفسي لاستقبالِ البيئةِ القاسية، واستندنا إلى إرادةٍ لا تلين، وإيمانٍ بأن كلَّ خطوةٍ، تحملُ رسالةً تاريخيَّةً وثقافيَّةً وبيئيَّةً في الوقتِ نفسه.


لدينا فضولٌ لمعرفةِ يوميَّاتِك خلال الفترةِ التي قضيتها بين رمالِ الربعِ الخالي، وأبرزِ التحدِّياتِ التي واجهتك؟

لم تكن الأيَّامُ في الربعِ الخالي مجرَّد أيَّامٍ تمر، لقد كانت بحقٍّ تجربةً حسيَّةً وروحيَّةً فريدةً. كنتُ أبدأ كلَّ صباحٍ مع بزوغِ الفجر، وأتأمَّلُ السماءَ بألوانها الهادئةِ بينما أتحرَّك بخطى ثابتةٍ على الرمالِ الذهبيَّة. في الحقيقةِ، الرحلةُ كانت فرصةً عظيمةً للانفصالِ عن كلِّ شيءٍ بالنسبةِ لي، فلا انشغالَ بالهاتفِ، ولا بوسائلِ التواصلِ الاجتماعي لعدمِ توفُّرِ شبكةِ الإنترنت، وهو ما أتاحَ لي التواصلَ مع ذاتي ومع الطبيعةِ التي لامست روحي، والاسترخاءَ بعد المجهودِ البدني الذي بذلته في بدايةِ الرحلة. كذلك التقطتُ صوراً جميلةً، خلَّدتُ بها ذكرى هذه الرحلة. أستطيعُ القول: إن كلَّ ساعةٍ قضيتها هناك، منحتني درساً في الصبرِ والتواصلِ العميقِ مع الطبيعة.
أمَّا التحدِّياتُ فمن أبرزها درجاتُ الحرارةِ العالية، والتضاريسُ الوعرة، والإحساسُ بالعزلةِ في قلبِ الصحراء. أيضاً لم يكن الطريقُ سهلاً، لكنْ مع الإعدادِ البدني الجيِّد، والدعمِ الكبيرِ من الفريق، تمكَّنتُ من تحويلِ كلِّ عقبةٍ إلى فرصةٍ للتعلُّم.

صحراءُ الربعِ الخالي دائماً ما يحيطُ بها الغموضُ، وقساوةُ البيئة، ما أهمُّ الانطباعاتِ التي خرجت بها من هذه المغامرة؟

أحسستُ هناك بشعورٍ مختلطٍ بين هيبةِ الصحراء، والهدوءِ النفسي العميق. الصمتُ، والسكينةُ جعلاني أشعرُ بعظمةِ هذا الكون، والرحلةُ في مجملها كانت تجربةً عميقةً، وغنيَّةً بالتناقضات. خرجتُ من رحلتي في الربعِ الخالي، وأنا أحملُ في قلبي إحساساً بالانبهارِ والامتنان. أدركتُ أن الصحراءَ، على الرغمِ من قسوتها، تخفي بين رمالها جمالاً هادئاً، وسراً تاريخياً. علَّمتني تلك الرحلةُ قيمةَ الصبرِ والإصرار، وأثبتت لي أن الطبيعةَ مهما بدت قاسيةً، تبقى مصدراً لا ينضبُ للإلهامِ والتأمُّل.

هل يمكن أن تلعبَ السياحةُ الصحراويَّة دوراً رئيساً في السياحةِ السعوديَّة؟

التراثُ الصحراوي، يُعدُّ جزءاً أساسياً من الهويَّة الثقافيَّة للسعوديَّة، ويسهمُ الاهتمامُ بالصحراءِ في إحياءِ التراثِ الثقافي، وتعزيزِ الوعي البيئي. هذه الجهودُ، تتوافقُ مع أهدافِ رؤية 2030 بتنويعِ مصادرِ الدخل، وتعزيزِ دورِ السياحة في الاقتصادِ الوطني، ومن خلال تطويرِ السياحةِ الصحراويَّة، يمكن جذبُ السيَّاح المحليين والدوليين، ما يُحقِّق أهدافَ الرؤية، ويزيدُ إسهامَ السياحةِ في الناتجِ المحلي الإجمالي. هذا التكاملُ بين التراثِ، والسياحةِ، والاستثمار، يدعمُ الهويَّة الوطنيَّة، ويُحقِّق التنميةَ المستدامة.

فرص واعدة

بدر الشيباني


بوصفك الرئيسَ التنفيذي لشركةِ كاي القابضة، المتخصِّصةِ في الرياضةِ والسياحةِ والعلاقاتِ العامَّة، ما الفرصُ الاستثماريَّة المتاحةُ لروَّاد الأعمالِ في قطاعِ السياحةِ اليوم؟

القطاعُ يزخرُ بالفرصِ الواعدة، لا سيما في مجالاتِ السياحةِ البيئيَّة، والمغامرات، إذ يستمرُّ الطلبُ في الارتفاعِ على تجاربَ مثل التخييمِ الفاخر، ورحلاتِ السفاري، وتسلُّقِ الجبال. هناك حاجةٌ ماسَّةٌ إلى شركاتٍ متخصِّصةٍ، تُقدِّم مغامراتٍ أصيلةً ومدروسةً، تلبي شغفَ الباحثين عن تجاربَ استثنائيَّةٍ. وبالمثل، لم يعد كلُّ سائحٍ، يبحثُ عن الرفاهيَّة التقليديَّة حيث يبرزُ اهتمامٌ متزايدٌ بالتجاربِ السياحيَّة الفريدة مثل الإقامةِ في نُزلٍ تقليديَّةٍ داخل البيوتِ الطينيَّة، أو المشاركةِ في الطهي التقليدي مع العائلاتِ السعوديَّة، ما يخلقُ تجربةً غنيَّةً، تعكسُ روحَ الثقافةِ المحليَّة. ومع استضافةِ السعوديَّة كأسَ العالم 2034، وفعالياتٍ عالميَّةً كبرى، يزدادُ التدفُّق السياحي بشكلٍ غير مسبوقٍ، ما يخلقُ فرصاً هائلةً في مختلفِ مجالاتِ السياحة. سواء في السياحةِ البيئيَّة، أو الترفيهيَّة، أو الرياضيَّة، أو سياحةِ المؤتمرات والفعاليَّات، يتطلَّبُ هذا الزخمُ استثماراتٍ مبتكرةً وقادرةً على تلبيةِ احتياجاتِ الزوَّار، وتقديمِ تجاربَ استثنائيَّةٍ، تواكبُ تطلُّعاتهم.

السعوديَّة سجَّلت حضورها على خارطتَي السياحةِ، والتراثِ العالمي، كيف يمكنك إبرازُ التراثِ السعودي، والسياحةِ والاستثمارِ فيه من خلال مغامراتك واستثماراتك؟

السعوديَّة، أصبحت وجهةً عالميَّةً بارزةً في قطاعِ السياحة حيث حقَّقت مستهدفاتها باستقطاب 100 مليون زائرٍ سنوياً قبل الموعدِ المُحدَّد بخمسةِ أعوامٍ، ما دفعها إلى رفعِ سقفِ طموحاتِ رؤية 2030 إلى 150 مليون سائحٍ سنوياً. هذا الإنجازُ الاستثنائي، لم يكن وليدَ الصدفة، بل جاء نتيجةَ رؤيةٍ استراتيجيَّةٍ طموحةٍ، ومدعومةٍ بما تملكه البلادُ من مقوِّماتٍ طبيعيَّةٍ وتاريخيَّةٍ فريدةٍ. هذا إلى جانبِ المشروعاتِ السياحيَّة الضخمة التي تعيدُ تعريفَ مفهومِ السياحة عالمياً مثل نيوم، ومشروعِ البحرِ الأحمر، والقدية. كذلك جعل الانفتاحُ الاقتصادي، والسياساتُ الداعمة مثل تسهيلِ التأشيرات، وتنظيمِ فعاليَّاتٍ عالميَّةٍ كبرى من السعوديَّة أرضَ الفرص، ليس فقط للسيَّاح، بل وللمستثمرين، وروَّادِ الأعمالِ أيضاً الباحثين عن بيئةٍ مزدهرةٍ للنموِّ والابتكار.
وأؤمنُ بأن السياحةَ نشاطٌ اقتصادي، وجسرٌ يربطُ بين الشعوب، وحلقةُ وصلٍ بين الماضي العريق، والحاضرِ المشرق. من خلال توثيقِ المساراتِ التاريخيَّة مثل طريقِ الهجرةِ النبويَّة، وزيارةِ المدنِ التراثيَّة، نعملُ على تعزيزِ الهويَّة الوطنيَّة، وإبرازِ جمالِ بلادنا، وهذا في رأيي، يتطلَّبُ جهداً جماعياً بين القطاعَين العامِّ والخاصِّ لخلق مشروعاتٍ، تُروِّج للسياحة، وتُبرِزُ ثقافتنا الغنيَّة، وهو جزءٌ من مسؤوليَّتنا الوطنيَّة.
يمكنك أيضًا التعرف على سعود حسنين، كاتبٌ، ومدوِّنٌ، وصانعُ محتوى

السفر هواية وأسلوب حياة

الغوص في البحر الأحمر

ما المدنُ السعوديَّة التي حرصت على زيارتها واستكشافها؟

السعوديَّة كنزٌ سياحي، لم يُكتَشف بالكامل بعد، لذا خضتُ تجاربَ استثنائيَّةً في كلِّ مناطقها الـ 13، واستكشفتُ تنوُّعها الجغرافي والثقافي المذهل، إذ إن السفرَ والاستكشافَ بالنسبة لي هوايةٌ، وأيضاً أسلوبُ حياةٍ، وطريقةٌ لفهمِ العالم من منظورٍ مختلفٍ. في جنوبِ السعوديَّة، تسلَّقت جبالَ أبها والسودة، وعشتُ تجربةً مذهلةً بين مدرَّجاتِ فيفاء الخضراء، كما زرتُ مزارعَ البنِّ الخولاني، وتمتَّعتُ بسحرِ جزرِ فرسان، وشعابها المرجانيَّة. أمَّا في الغرب، فخضتُ تجربةً لا تُنسى بين آثارِ العُلا التي وقعتُ في حبِّها بكلِّ تفاصيلها، واستكشفتُ وادي الديسة، ونيوم وسطَ الجبالِ الشاهقة، والوديانِ الساحرة. كذلك استمتعتُ بمغامراتٍ بحريَّةٍ في رأس محمد بالغوصِ في أعماقِ البحرِ الأحمر المذهلة، ومشاهدةِ الكائناتِ البحريَّة الفريدة. وفي الرياض، تسلَّقتُ حافةَ نهايةِ العالم حيث الإطلالاتُ التي تحبسُ الأنفاس، وخضتُ تجربةَ التخييمِ وسطَ الصحاري الممتدَّة. بينما كانت لي في الشمال رحلةٌ ومغامرةٌ لا تُصدَّق بجبالِ اللوزِ الثلجيَّة في تبوك، إلى جانبِ استكشافِ الرمال الذهبيَّة في حائل والقصيم وسطَ الطبيعةِ البكر، والتاريخِ العريق. وشرقاً، وتحديداً في الأحساء، خضتُ مغامرةً بجبلِ قارة بكهوفه المذهلة، وتكويناته الطبيعيَّة الفريدة، كما تجوَّلتُ بين مزارعِ التمور، وواحاتِ النخيل التي تعكسُ سحرَ المنطقة. وفي المدينةِ المنوَّرة، كان جبلُ أحد محطَّةً خاصَّةً، التقى بها التاريخُ بروحِ المغامرة في أجواءٍ لا تُنسى.

رفع العلم السعودي على القمم السبع

صحراء الربع الخالي

في إنجازك العالمي تحدِّي القممِ السبع، ماذا يُمثِّل لك رفعُ العلمِ السعودي في قاراتِ العالم؟

هذا الإنجازُ، يُجسِّد التزامي الشخصي بتعزيز صورةِ السعوديَّة عالمياً. لم يكن هذا الإنجازُ مجرَّد اختبارٍ للقدرةِ البدنيَّة فقط، بل ورحلةَ استكشافٍ أيضاً، تعكسُ روحَ المغامرةِ والإصرار، إذ سعيتُ في هذا التحدِّي إلى إلهامِ الشبابِ السعودي والعربي لتحقيقِ طموحاتهم، والتأكيدِ أن التحدِّياتِ العالميَّة، يمكن تجاوزها بالعزيمةِ والتفاني. رفعُ العلمِ السعودي على تلك القممِ رسالةُ فخرٍ واعتزازٍ بوطننا الغالي، ودعوةٌ للجميع لاستكشافِ إمكاناتهم الكامنة، والإسهامِ في رفعِ اسمِ السعوديَّة بمختلف المجالات، لأن وطننا يستحقُّ الفخرَ، ويستحقُّ أن نُقدِّم له الكثير.

«من لم يرَ إلا بلده، يكون قد قرأ الصفحةَ الأولى فقط من كتابِ الكون». كيف انعكست زياراتُك لنحو 100 دولةٍ، ومغامراتُك المتنوِّعةُ بين التزلُّجِ، والتسلُّقِ، والغوصِ في بيئاتٍ مختلفةٍ على شخصيَّتك ونظرتك للحياة؟

أتاح لي السفرُ لدولٍ كثيرةٍ فرصةً رائعةً وحيَّةً لفهمِ تنوُّعِ الحضارات، والتعمُّقِ في المعاني الإنسانيَّة. كلُّ بلدٍ زرته، ترك بصمةً فريدةً في نفسي، ما زاد من قدرتي على التفاهمِ والتواصلِ مع الآخر، وكلُّ مغامرةٍ، هي فصلٌ من قصَّة حياتي المملوءةِ بالتحدِّي والتعلُّم. من خلال التنقُّلِ بين مختلفِ البيئات، من الجبالِ الشاهقة إلى أعماقِ المحيطات، تعلَّمتُ دروساً في التكيُّف والابتكار، وعرفتُ أن الإنسانَ قادرٌ على تجاوزِ حدودِ المألوف، وأن التجاربَ والبيئاتِ المتنوِّعة، تصنعُ شخصيَّةً متعدِّدة الأبعاد، تجمعُ بين القوَّة، والحسِّ الإنساني.
ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع الفنان السعودي إبراهيم الألمعي

المشاركة في أولمبياد 2012

قصر الفريد في العلا

كنت أوَّلَ سعودي، يحملُ الشعلةَ الأولمبيَّة في دورةِ لندن 2012، حدِّثنا عن تلك اللحظةِ التاريخيَّة، وإنجازاتك الرياضيَّة الأخرى؟

تلك اللحظةُ كانت تتويجاً لأعوامٍ من التدريبِ والتفاني. وقتها شعرتُ بفخرٍ لا يُوصف، ومسؤوليَّةٍ كبيرةٍ تجاه وطني المحبِّ للرياضةِ والإنجازات. شاركتُ أيضاً في تحدِّياتٍ رياضيَّةٍ، ومغامراتٍ متعدِّدةٍ، أضافت لمسيرتي دروساً قيِّمةً في الانضباطِ والإصرار.
بدأتُ حياتي العمليَّة بتأسيسِ نادٍ للياقةِ البدنيَّة، ما يعكسُ اهتمامي بكلِّ ما يتعلَّقُ بالرياضةِ، ونشرِ نمطِ حياةٍ صحِّي. أنا أسعى دائماً إلى جعل الرياضةِ جزءاً أساسياً من حياةِ الناس، وليس مجرَّد نشاطٍ ترفيهي، إيماناً مني بأهميَّة تعزيزِ الصحَّة والرفاهيَّة في المجتمع.

كيف يمكنك الجمعُ بين عملك رائدَ أعمالٍ وهواياتك الرياضيَّة؟

هناك عديدٌ من نقاطِ التشابه بين الرياضةِ وريادةِ الأعمال، وأجدُ في كلِّ نشاطٍ رياضي درساً، ينعكسُ إيجاباً على عملي التجاري. المغامرةُ، تُعلِّمني مهاراتِ القيادة، والتحدِّي، يُعزِّز قدرتي على الابتكار. التوازنُ بين العملِ والرياضة، يزيدُ إنتاجيَّتي، ويمنحني طاقةً متجدِّدةً، تساعدني في اتِّخاذِ قراراتٍ مدروسةٍ، تسهمُ في نجاحِ مشروعاتي.

ماذا يعني لك السفرُ، بما فيه من مغامرةٍ واكتشافٍ للعالم، وبماذا يُلهمك؟

السفرُ رحلةٌ جسديَّةٌ، ورحلةٌ للروحِ والعقلِ أيضاً، إذ تفتحُ لنا آفاقاً جديدةً، وتُعلِّمنا قيمَ التواضعِ والشجاعة. دعونا نستمرُّ في استكشافِ العالمِ بكلِّ تفاصيله، ونحوِّلُ كلَّ تحدٍّ إلى فرصةٍ لإحداثِ تغييرٍ إيجابي في حياتنا وحياة مَن حولنا. ينبعُ إلهامي من رغبتي في الانفصالِ عن الواقع، وتجاوزِ المألوف، والخروجِ من منطقةِ الراحة، وكلُّ هذا أجده في السفر باكتشافِ ما هو جديدٌ، والتعرُّفِ على ثقافاتٍ متنوِّعةٍ، وطبيعةٍ خلَّابةٍ. عليه، أرى أن السفر، ليس مجرَّد تنقُّلٍ جغرافي فقط، إنه أيضاً رحلةٌ داخليَّةٌ، تُعيد تعريفَ الذات، وتفتحُ آفاقاً من الإبداعِ والتجدُّد، ما يمنحني الطاقةَ للاستمرارِ في مواجهةِ التحدِّيات.

ما دورُ المرأةِ في حياتِك وإنجازاتِك؟

المرأةُ بالنسبةِ لي شريكةٌ، ومصدرٌ قوي للإلهامِ والدعمِ في كلِّ خطواتي. الحمد لله، لدي زوجةٌ متفهِّمةٌ وداعمةٌ، وتؤمنُ بما أقومُ به، وتُشكِّل ركيزةً أساسيَّةً في النجاحاتِ التي أحقِّقها، وتضيفُ لحياتي بُعداً إنسانياً ورقيقاً، لا يمكن الاستغناءُ عنه.

الوطن هو القلب النابض

العلا

بمناسبةِ يومِ التأسيس.. كيف تصفُ لنا حبَّ الوطن؟

الوطنُ، هو القلبُ النابضُ، والهويَّةُ العريقةُ التي تمدُّنا بالقوَّة والإلهام. في يومِ التأسيس، أشعرُ بفخرٍ كبيرٍ لكوني سعودياً، وأعيشُ في وطنٍ، يطمحُ للأفضل دائماً، ويحلمُ ويُحقِّق.

ما الرسالةُ التي تحملها بوصفكَ سعودياً، وما نصيحتُك للشبابِ السعودي؟

السعودي، يحملُ في قلبه روحاً عالميَّةً، فهو شغوفٌ بتراثه، لكنَّه في الوقتِ نفسه منفتحٌ على العالمِ بكلِّ تنوُّعه وغناه.
نصيحتي للشبابِ: أنتم مستقبلُ هذا الوطنِ الغالي، لذا اجعلوا الشغفَ، والإبداعَ رفيقَ دربكم. لا تخافوا من التحدِّيات، ولا تعدُّوا الفشلَ عقبةً، بل خطوةً نحو النجاح، واستثمروا في أنفسكم، وتعلَّموا من كلِّ تجربةٍ، فالعزيمةُ، والإصرارُ مفتاحُ تحقيقِ الأحلام. وكما أقولُ دائماً: اخرجوا من أماكنِ الراحة، واستكشفوا قدراتكم الكامنة.

ما الأماكنُ التي تُخطِّط لزيارتها؟

أطمحُ لاستكشافِ مزيدٍ من الأماكنِ داخلَ وطني وخارجه، سواء عبر رحلاتٍ صحراويَّةٍ، أو مغامراتٍ جبليَّةٍ، ولدي رغبةٌ كبيرةٌ في الاهتمامِ بالمشروعاتِ التوثيقيَّة التي من شأنها إبرازُ تراثِ السعوديَّة وثقافتها.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

من مغامرات بدر الشيباني خارج السعودية