أعلن الاتحاد السعودي للبليادرو والسنوكر تزامناً مع البطولة الآسيوية للبلياردو للسيدات والفتيات تحت 17 عاماً، والتي تستضيفها السعودية خلال الفترة من 22 إلى 25 أبريل الجاري عن تعيين نجلاء العليان كرئيس للجنة النسائية بالاتحاد الأىسيوي؛ تقديراً لجهودها وتميزها بميِّزاتٍ قياديةٍ رفيعة المستوى في إدارة الاتحادات الرياضية الدولية، وطموحها في أن تصبح جزءاً فاعلاً في نمو وتطوُّر الرياضة النسائية في السعودية، والعليان حاصلة على شهاداتٍ عالميةٍ عدة، من بينها شهادة المدرب المعتمد من الجمعية الكندية للتدريب والتطوير، وتعشق تنظيم الرحلات الاستكشافية مع العائلة والصديقات بحثاً عن المغامرة والإثارة، والتعرُّف على ثقافاتٍ جديدة.
نجلاء عبد الله العليان، حلَّت ضيفةً على "سيدتي"، فقدَّمت رؤيتها لواقع الرياضة النسائية في بلادها، وكشفت عن المهام المكلَّفة بها في المناصب التي تتقلَّدها.
حوار - محمود الديب
المناصب القيادية
تُعدِّين أول سعوديةٍ تحصل على عضوية الاتحادات الرياضية وتمثِّل آسيا عام 2023، حدِّثينا عن تفاصيل انضمامكِ للاتحاد القاري، ولماذا وقع الاختيار عليكِ؟
التحدي كان كبيراً وسط تنافس ست دولٍ بقوةٍ لنيل هذا المنصب، وسعيدةٌ بالفوز بمقعد بهذه المكانة الآسيوية والعالمية. بفضل الله أصبحت أول سيدةٍ عربيةٍ وسعوديةٍ، تنال هذا المنصب، وأعدُّ نجاحي مصدر فخرٍ لي، وأهدي هذا الإنجاز لمملكتنا الحبيبة. تم العمل على ملف طلب العضوية باجتهادٍ وطموحٍ، وتسليط الضوء على الإنجازات والقفزات الرياضية المميزة في رياضة البلياردو والسنوكر، خاصةً بعد رئاسة الدكتور ناصر الشمري للاتحاد، حيث عمل الاتحاد حثيثاً على تحقيق أهداف "رؤية السعودية 2030"، وتأكيد دورها الفاعل بمجال تعزيز ونشر الرياضة بين أفراد المجتمع، لا سيما فئة السيدات والفتيات.
ماذا يعني تفوُّق المرأة السعودية في شغل مناصب قارية ودولية؟
تفوُّق المرأة السعودية في شغل مناصب قارية ودولية، يعكس النقلة النوعية في دور المرأة السعودية، ومشاركتها الفاعلة في قيادة وتطوير المجتمعات، ويحقق لها الاعتراف العالمي، ويدعم تمكينها وتقدمها على المستوى الشخصي والمهني.
كذلك يعكس تقدماً هائلاً، وتأكيداً لتمكين السعوديات في المراكز القيادية السعودية بمختلف المجالات بفضل التحولات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها البلاد، حيث أصبحت المرأة قادرةً على تحقيق نجاحاتٍ رائعةٍ ومتميزةٍ في مواقع القيادة، ما يؤكد الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية في تطوير نسيج المجتمع بجميع فئاته، وبناء صورة إيجابية للمرأة السعودية على المستوى العالمي.
ما أبرز الخطوات التي اتخذتها لتطوير ملف المنتخبات السعودية؟
نعمل في الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر على استراتيجية زيادة أعداد اللاعبين واللاعبات من جميع الفئات العمرية، وندعم هذا الهدف بكادرٍ من المدربين ذوي الخبرة، مع تفعيل برامج البحث عن المواهب، خاصةً بين الناشئين عبر جدولة برامج تأهيلية وتعريفية، نسعى من خلالها إلى جذب فضول أفراد المجتمع لخوض هذه الرياضة الراقية والعريقة.
صورة إيجابية للمرأة السعودية
ما أهم السمات الشخصية المؤهِّلة لتولي قيادة اتحادٍ رياضي؟
عندما يتعلَّق الأمر بقيادة اتحادٍ رياضي، فإن هناك سماتٍ عدة مهمة، يجب توافرها في مَن يتولى هذا المنصب، خاصةً في حال كانت القيادةُ نسائيةً، منها المعرفة، والخبرة في مجال التخطيط والإدارة الرياضية، والرؤية والشغف بتطوير وخلق التحسينات والمميزات للاتحاد الرياضي، والقدرة على مواجهة التحديات واتخاذ القرارات الواعية والصحيحة.
ما الذي أضافته القيادات النسائية للرياضة السعودية؟
زيادة وجود السيدات في مراكز صنع القرار، تعكس واقعاً حقيقياً لعمل الجهات المختصَّة في تحقيق أهداف "رؤية 2030"، خاصةً بتمكين السيدات في جميع المجالات وكافة المناصب القيادية، منها المجال الرياضي، وتعزيز دورها، وهذا يؤكد امتلاك المرأة السعودية المهارات والقدرات اللازمة للإسهام في تطوير الأوساط الرياضية، أمام هذا الدعم اللامحدود من قِبل قيادتنا الرشيدة، حفظهم الله، سيكون هناك مزيدٌ من القيادات النسائية الشابة والطموحة في مختلف أنواع الرياضات.
ما أبرز إنجازاتكِ التي حققتِها منذ انضمامك للاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر؟.
أوَّل إنجازاتي التي أعتزُّ بها كثيراً استضافةُ السعودية بطولة كأس العالم للسنوكر فئة الناشئين في يوليو 2023 التي أقيمت في الرياض، وتحديداً بمقر الاتحاد الذي تمَّ تدشينه في الشهر ذاته، حيث جرى الإعلان عن استضافة أول بطولةٍ لكأس العرب بمشاركة 12 دولة، وتعدُّ صالة الاتحاد الأكبر عالمياً، إذ تضمُّ ما لا يقل عن 44 طاولةً ما بين طاولاتٍ للبلياردو وأخرى للسنوكر، وكلها معتمدةٌ دولياً لاستضافة البطولات.
تعرفوا على البطلة السعودية في رياضة البليتردو جود بخاري تحصد أول برونزية سعودية في بطولة "آسيا للبلياردو" 2024
أكاديميات التدريب
تمَّ تعيينكِ نائباً لرئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر عام 2023، ما أبرز خططكِ لتطوير هذه الرياضة؟
نحن في الاتحاد لدينا طموحٌ واسعُ الأفق بأن تصبح رياضة البلياردو والسنوكر موازيةً لسمعة وشهرة وانتشار كرة القدم، لذا نعمل على نشر تاريخ ومبادئ هذه الرياضة الراقية والعريقة بين أفراد المجتمع، خاصةً في صروح التعليم من الأشبال وحتى الجامعيين.
نحن نتبنَّى المواهب في جميع مناطق البلاد، وافتتحنا عدداً من أكاديميات التدريب فيها، وبلغ عددها تسع أكاديمياتٍ في المنطقة الشرقية، والغربية، والشمالية، والجنوبية، والوسطى حيث مقر الاتحاد ومقر الفتيات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، كذلك ندعم هذا السعي الحثيث لصناعة الأبطال، عبر التعاقد مع مدربين ومدربات ذوي خبرةٍ وسمعةٍ عاليةٍ في تحقيق البطولات الدولية؛ رغبةً منا في تقليص عامل الوقت، وتسريع صقل مهارات اللاعبين واللاعبات الموهوبين، للمشاركة في المحافل والبطولات الإقليمية والعالمية، ورفع اسم وطننا الغالي بحصد المراكز المتقدمة.
البلياردو وكرة القدم
هل يمكن تصنيف البلياردو والسنوكر بأنهما من الرياضات الشعبية التي تمارس على نطاقٍ واسعٍ بين الشباب والفتيات؟
نعم، هي رياضةٌ شعبيةٌ بالفعل، ومُحبَّبة لدى الشباب والفتيات، ونعمل على زيادة عدد المشاركين والمهتمين بها عبر تكثيف ورش العمل والدورات التي تؤهل منسوبيها للحصول على شهاداتٍ معتمدةٍ بوصفهم محكِّمين ومدربين، ولله الحمد خلال العامين الماضيين، تكلَّلت خطط رئيس الاتحاد الدكتور ناصر الشمري بالنجاح، إذ نفخر اليوم بحكام سعوديين وسعوديات، يصل عددهم إلى 86 حكم بلياردو وسنوكر.
متى بدأ مشواركِ في عالم الرياضة ؟
البداية جاءت في سنٍّ صغيرةٍ حيث مارست في طفولتي رياضاتٍ متنوعة ومختلفة، منها الدرَّاجات الهوائية، والتنس الأرضي، وكرة القدم، وحاولت تعلُّم السباحة. التعمُّق الفعلي في مجال الرياضة، كان بعد تشكيل إدارة الشؤون الرياضية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، إذ التحقت بكادرها نائباً لمدير الإدارة من 2019 حتى الآن.
منذ متى تمارسين رياضة البلياردو ، وهل حققتِ بطولات؟
كانت لي محاولاتٌ في سنٍّ مبكرةٍ، إذ كان لأبناء ضباط القوات المسلحة نادٍ متنوع الرياضات، وفيه خضت تدريباتٍ في رياضاتٍ مختلفة، لكن أقربها لقلبي البلياردو، فهي رياضهٌ تكتيكيةٌ، تتسم بصفات العقلية المخططة والرؤية البعيدة لأبعادٍ خفيةٍ من أجل تحقيق نقاط الفوز، وقد لامست شخصيتي فأحببتها، ولم تكن تتوفر وقتها بطولاتٌ للالتحاق بها والتنافس عليها، أو فرصةٌ للتدريب وصقل المهارات.
أول منتخب نسائي
هل ازداد عدد الفتيات اللاتي يمارسن رياضة البلياردو والسنوكر؟
بفضل الله أولاً، ثم بجهود رئيس الاتحاد، قفز عدد الفتيات اللاتي انضممن للأندية الرياضية ومراكز التدريب من صفر إلى 130 لاعبةً، وما زلنا نستهدف الوصول إلى عددٍ يتجاوز 200 لاعبة مع نهاية العام الجاري، وقد تشكَّل أول منتخب سعودي نسائي عام 2021، وشارك في بطولةٍ وديةٍ بمصر، وكانت هذه البطولة نقطة انطلاقٍ للمشاركة في بطولات إقليمية ومحلية أخرى، حيث خاضت لاعبات المنتخب بطولة العالم للسنوكر في قطر عام 2021، وبطولة رومانيا للسنوكر للناشئين في 2022، وأخيراً بطولة العرب التي أقيمت العام الجاري في الرياض، وحصلت اللاعبة لارا الزنان على المركز الثاني على مستوى العرب على الرغم من صغر سنها، وتمَّ صقل مهارتها من خلال توفير التدريب المكثف لها عبر مدربين سعوديين ذوي خبرة، وجاءت نتيجة هذا العمل الدؤوب بالحصول على موهبةٍ رياضيةٍ واعدة، نجاح لارا في تحقيق هذه البطولة، يؤكد عبارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله: "طموحنا عنان السماء". نحن ننظر للاعباتنا بعين الفخر والثقة، لأنهن قادراتٌ على الحصول على البطولات والفوز في المنافسات العربية والقارية والعالمية.
رحلات وطموحات
على الرغم من مشاغلكِ الكثيرة إلا أن السفر والترحال يمثلان متنفساً لك، ما أبرز الوجهات التي تحرصين على استكشافها؟
السفر إحدى أفضل هواياتي، وكثيراً ما أخوض رحلاتٍ استكشافية مع العائلة والصديقات لوجهاتٍ جديدة من أجل التعرُّف على ثقافاتٍ مختلفة، هذه الرحلات تمنحني، إضافةً إلى سعة الأفق، الفرصة لخوض مغامراتٍ مثيرةٍ وممتعة، وبشكلٍ عامٍّ رؤية مناطق جديدة، يُشعرني بحب الحياة والانطلاق، وبالتأكيد ممارسة عديدٍ من الرياضات ضمن هواياتي المفضَّلة، وإن كنت غير محترفةٍ في بعضها، لكن النشاط البدني يمنحني طاقةً إيجابيةً وحياةً صحيةً، كما أن قضاء الوقت مع الصديقات والعائلة، يُعدُّ جزءاً رئيساً من اهتماماتي ومتعتي اليومية، إلى جانب التأمُّل والاستمتاع بالطبيعة.
مَن صاحب الفضل الأكبر في دعم مسيرتكِ؟
تولَّت والدتي الغالية مسيرة التميُّز لي ولإخوتي، حيث دعمت توجُّهاتنا العلمية والرياضية، خاصةً بعد وفاة الوالد، رحمه الله، في سنٍّ مبكرة، وزكَّت شغفي بالرياضة، ودعمتني للالتحاق بالنوادي المتاحة وقتها، وساندتني في كل خطوةٍ جديدةٍ بحياتي، وغمرتني بدعواتها، وفخرها الذي يرفع من سقف طموحي لتقديم المزيد.
ماذا عن أبنائكِ، هل يمارسون الرياضة التي تحبينها، أم رياضات أخرى؟
بناتي يعشقن الرياضة، وقد حرصت على تنمية ذلك لديهن منذ سنٍّ مبكرة، غالباً الأطفال يميلون للرياضات الحماسية والحركية أكثر من رياضات التركيز والتخطيط، فابنتي الكبرى مهتمةٌ برياضة الجمباز والتنس الأرضي، أما الصغرى فتميل للجمباز، وسنعمل على اكتشاف شغفها الحقيقي خلال سنوات نموها.
ما طموحاتكِ المستقبلية على الصعيد الشخصي والرياضي؟
الطموح هو وقود الحياة، وأحد أهم عوامل التميُّز، لذا أطمح لأن أكون جزءاً فاعلاً في نمو مستقبل الرياضة النسائية في بلادنا الغالية، وأن أرى الرياضة سلوكَ حياةٍ دائماً ومتطوراً بين جميع أفراد المجتمع، لينعكس ذلك إيجاباً على المميزين من لاعبي ولاعبات الوطن، ونحظى بتمثيلٍ مشرِّفٍ للوفود الرياضية السعودية في البطولات، والمنافسات المحلية والإقليمية والدولية.