تأريخ جديد للأحداث
كرس المصريون ممارسة فن الجرافيتي عقب ثورة يناير؛ حيث انتشرت على كثير من أسوار المؤسسات والمباني العامة، وكانت أكبر المناطق التي قام فنانو مصر بجعلها أشهر مناطق الجرافيتي، هي أسوار الجامعة الأمريكية الموجودة بالشارع الشهير «محمد محمود».
الذي شهد كثيراً من تفاعلات الثورة؛ حيث ملأ الفنانون أسوارها بصور شهداء وأحداث الثورة، كما سعت الدول الأجنبية بتخصيص أماكن محددة يتمكن فيها الفنانون من ممارسة فن الجرافيتي، كما تقوم بعمل مسابقات له، وإن قطاع الفنون التشكيلية بدأ منذ عام2007 الاهتمام بالفن الجرافيتي، والذي يقام له مهرجان سنوي بمتحف محمود مختار.
فقد خصص المبدعون هذا المكان ليكون معرضاً دائماً لهذا الفن.
والفن الجرافيتي هو فن الرسم على الجدران، وهو فن يمارس منذ قديم الأزل، عندما كان الإنسان البدائي يستخدم عظام الحيوانات في الرسم على جدران الكهوف، تلاه عصر الدولة القديمة؛ حيث اعتبره المصريون القدماء عنصراً هاماً لتسجيل صورهم الحياتية ومعتقداتهم الدينية والثقافية؛ فأجادوا التعبير عنها من خلال النقش البارز، أو الرسم على جدران المقابر والمعابد.
مـن هـذا المنطلـق، يعتقـد البعض أنـه فن يمارس منذ أقدم العصور «الفرعوني، الإغريقي، الروماني» في حين يعتقد البعض الآخر أنه بدأ في مصر إبان حرب 1967.
حيث كان مصاحباً لموسم سفر الحجاج، وكان يمارس بالأخص في القرى؛ فيرسم على جدران ووجهات مباني الحجاج؛ ليجمع مراحل الحج في لوحة واحدة بطريقة سريالية.
كما كان موجوداً على شكل كتابات أيام الملك فاروق، وكانت تقوم به الحركات السياسية السرية المعارضة للحكم، ولكنني لا أستطيع تسميته بالجرافيتي؛ حيث إنه كان مجرد شعارات بديلة للصحف، والتي كانت ممنوعة لتلك الحركات آنذاك.
وكلمة جرافيتي أصلها إيطالي أجرافيتوب، وهي تعني فن رسم الأحرف أو الصور على الأسوار والجدران من أجل إيصال رسائل سياسية أو اجتماعية.
وهو فن احتجاجي من الدرجة الأولى، وكان قديماً يعرف بفن الطبقات الفقيرة المعدمة، حتى أصبح أكثر انتشاراً وامتد إلى الطبقات الوسطى والراقية، فقد بات هذا الفن يستهوي كل الطبقات، حيث يخرج كل فنان ما بداخله من أفكار؛ ليحول الجدار إلى مساحة حرة للتعبير، وقد تطـور هـذا الفـن عبـر الزمـان، وانتشـرت تقنياته وأساليبه في جميع أنحاء العالم.