تقول سلوى في بداية حديثها لـ«سيدتي» عن الخيوط التي كوّنت منها لوحاتها: أحب دائماً أن أعبّر عن موضوعات من بيئتنا الفلسطينية وحياتنا اليومية، ولا أحب أن أعبّر عن موضوعات الحزن أو اليأس، وأحاول أن أعكس روح الحياة والطبيعة وجمالها، وأن أجعل الجمهور يشاركني الإحساس بجمال الشجر والحجر والزهرة والنافذة المنسية والمقعد الذي يقبع أسفل الشجرة البرتقالية ينتظر الأحبة، وأحب أن أقدّم دعوة للحياة وللأمل وللفرح وللسعادة وللراحة الروحية والنفسية من خلال لوحاتي التي نسجتها من خيوط وأزرار.
** كيف أصبحت فنانة وليس فتاة تقليدية حاصلة على شهادة جامعية؟
تفوقت في موهبة الرسم وبشكل ملحوظ جداً وبالدراسة أيضاً، وفي كل مرحلة دراسية كان يطلق عليَّ «فنانة المدرسة». وفي المرحلة الابتدائية كان اعتمادي على نفسي بشكل كبير، فلم يكن لي معلم أو معلمة متخصصة بالفن، فكنت دائمة الرسم وتأليف القصص وتنفيذها، ليس كتابة ولكن بالرسم؛ مثل قصص ميكي ماوس وغيره، كما كنت أقلد الصور من مجلات وكتب، وأتابع معظم قصص ومجلدات خاصة بالأطفال، إضافة إلى تنفيذ كل الرسومات والأعمال الفنية المطلوبة للدروس بالمدرسة أو للمعارض الفنية.
واستمر اهتمامي بالرسم ومجالات أخرى من الفن خلال كل المراحل الدراسية، محققة دائماً وبكل تواضع التميز وأعلى الدرجات، حتى إنني كنت أحصل على الدرجات الكاملة بمادة الرسم، وكذلك الفوز بالمسابقات الفنية المدرسية وغيرها.
** من هي قدوتك أو ممن تعلمت؟
خلال المراحل الدراسية الأولى وحتى بالجامعة لم أكن أحب أن أقلد أسلوب فنان معين، ولم أتأثر بأستاذ محدد، ولكن لابد لي أن أذكر هنا فضل بعض الفنانين والأساتذة الذين أسهموا في فتح آفاق أوسع أمامي في عالم الفن؛ ومنهم أستاذي في المرحلة الثانوية الأستاذ فتحي فحجان، والفنان الفلسطيني (عصام حلس) الذي لن أنسى ما قدمه لنا وما تعلمته على يديه من خلال الدورات الفنية، فكانت باكورة استخدامي لألوان الزيت والجواش على يديه، ولن أنسى ما قدمه لنا من مجلات وكتب فنية عالمية أثرت الرؤية الفنية، وغذت عقولنا بمفردات ومفاهيم وتقنيات عالية لمجالات متنوعة من عالم الفن.
لكن معلمي الحقيقي والأول والذي أحدث ثورة في العقل والرؤية والتفكير والأداء.. إلخ هو الفنان والخزاف المصري الرائع د. طه يوسف طه، والذي لم ولن أوفيه حقه مهما تحدثت عنه وعن فضله، وكانت فرصة لقائنا به خلال دراستي لدبلوم التربية الفنية بجامعة الأقصى بغزة، حيث عمل بها لفترة، ثم من خلال دراستي الماجستير بمصر، وأذكر أنني قد اخترت تخصص الخزف خلال دراسة الماجستير وأنا العاشقة للرسم، من شدة تأثرنا بهذا الفنان الرائع، ومن سحري بالطين والذي انتقل لنا منه (فالمادة أستاذ).
** ما هي أحب الأعمال الفنية لديك؟
من أحب الأعمال لديَّ الأعمال الخزفية والرسم، والأعمال التي نفذتها من الخيوط والخرز والأسلاك وغيرها في معرضي الأخير (أحلام من خيوط)، وأعدّ الآن أعمالاً فنية لمعرض جديد من الورق والكرتون، بعد أن شاركت بعدة معارض في مصر والأردن وغزة.
** ما هي الصعوبات التي واجهتك في ظل ظروف فلسطين؟
لم أتمكن من السفر إلى اليابان بعد فوزي بالمركز الأول في مسابقة للرسم على مستوى الضفة وغزة؛ بسبب الحصار خلال الانتفاضة، فهذه كانت أكبر صعوبة واجهتها. أما على صعيد العائلة فقد أكرمني الله بوالدين وإخوة كلهم رائعون، كانوا ولا يزالون الأمل والنور لدربي الفني ولحياتي.
فوجدت كل الدعم المادي والنفسي والمعنوي من والديّ، فوفرا لي كل ما أحتاجه من خامات وأدوات وكتب وقصص، وشجعاني على الالتحاق بمعظم الدورات والدروس الفنية والمشاركة بالمعارض الفنية وحضورها في أي بقعة من قطاع غزة، وكان أفراد أسرتي هم أول المشاهدين لأعمالي وأول النقاد، فكلهم يتمتعون بحس فني راقٍ جداً، ومنهم من يهوى ويمارس الفن، حتى إن الهدايا التي كانوا يقدمونها لي -ولا يزالون- تتعلق بعالم الفن، ودائماً يحثونني على متابعة وممارسة العمل الفني دون توقف وإقامة المعارض والمشاركة بها.. ولم يمانعوا أبداً سفري للدراسة في مصر.
أما الآن في ظل حياتي الزوجية فالحمد لله لم أزل أجد بعض الوقت لممارسة العمل الفني، وقد انضم زوجي إلى الفريق الداعم والمشجع دائماً لي، بالإضافة بالطبع لعائلتي، وأستفيد بشكل كبير جداً من آرائه النقدية وأستشيره في أعمالي، وقد يكون اهتمام زوجي بالجانب البحثي والعلمي والأكاديمي في مجال علم الجمال والنقد الفني وعلم النفس أكثر من ممارسته للعمل الفني، وهذا أمر أحسده عليه، فهذا ما أرغب أنا أيضاً في ممارسته وبشدة.
** لوحاتك المكونة من خيوط وأزرار وقطع إكسسوار صغيرة.. كم تستغرق منك وقتاً؟
بالنسبة لي هي تحتاج للدقة والصبر والتأني، وطبعاً اللوحة تحتاج لخامات كثيرة من خيوط جيدة وأصماغ وألوان؛ لتخرج وكأنها لوحة فنية من الزيت أو الحبر، وليست لوحة منسوجة بدقة من الخيوط تحتاج لأنامل رقيقة وحساسة ودقة لا توصف، لدرجة أني أحتاج أدوات دقيقة مثل أدوات الجراح لالتقاط المواضع الصغيرة وإظهارها، وربما أحببت لوحاتي التي هي من خيوط، وأردت أن أعرض فناً لا ينقرض يشبه التطريز الذي مارسته جداتنا منذ زمن على القماش.
** ما هي طموحاتك وأحلامك؟
أتمنى من الله أن يحفظ لي عقلي وعينيَّ ويدي وإحساسي، وهي وسائل فني، وألا يحرمني من موهبة الفن بكافة مجالاته وأشكاله، وأتمنى أن أتعلم وأمارس كل ما أستطيع من مجالات الفن من شدة ولعي به. وأن أعطي فني كل حقه فيما تبقى من عمري.
وأتمنى أن أصبح علماً من أعلام الفن التشكيلي الفلسطيني، وأكبر أمنياتي أن أكمل دراسة الدكتوراه. وأتمنى أن يحب كل البشر الفن؛ الفن الراقي الجميل، وخاصة الشعب الفلسطيني.
وأن أعبّر عن كل مكنوناتي الفنية بلا توقف، وأن تصبح في فلسطين أكبر كلية أو أكاديمية للفنون الجميلة تقدم مجالاً للدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه. كما أتمنى أن أجوب العالم وأرسم في كل بقعة أزورها وأتأمل.
بطاقة:
- سلوى الصوالحي، من مواليد مدينة رفح في غزة - فلسطين.
المراحل التعليمية:
- ماجستير- تخصص خزف.
- دبلوم تأهيلي في التربية الفنية - تقدير ممتاز.
- دبلوم عام في التربية.
- بكالوريوس فنون تشكيلية - تقدير ممتاز.
** كيف أصبحت فنانة وليس فتاة تقليدية حاصلة على شهادة جامعية؟
تفوقت في موهبة الرسم وبشكل ملحوظ جداً وبالدراسة أيضاً، وفي كل مرحلة دراسية كان يطلق عليَّ «فنانة المدرسة». وفي المرحلة الابتدائية كان اعتمادي على نفسي بشكل كبير، فلم يكن لي معلم أو معلمة متخصصة بالفن، فكنت دائمة الرسم وتأليف القصص وتنفيذها، ليس كتابة ولكن بالرسم؛ مثل قصص ميكي ماوس وغيره، كما كنت أقلد الصور من مجلات وكتب، وأتابع معظم قصص ومجلدات خاصة بالأطفال، إضافة إلى تنفيذ كل الرسومات والأعمال الفنية المطلوبة للدروس بالمدرسة أو للمعارض الفنية.
واستمر اهتمامي بالرسم ومجالات أخرى من الفن خلال كل المراحل الدراسية، محققة دائماً وبكل تواضع التميز وأعلى الدرجات، حتى إنني كنت أحصل على الدرجات الكاملة بمادة الرسم، وكذلك الفوز بالمسابقات الفنية المدرسية وغيرها.
** من هي قدوتك أو ممن تعلمت؟
خلال المراحل الدراسية الأولى وحتى بالجامعة لم أكن أحب أن أقلد أسلوب فنان معين، ولم أتأثر بأستاذ محدد، ولكن لابد لي أن أذكر هنا فضل بعض الفنانين والأساتذة الذين أسهموا في فتح آفاق أوسع أمامي في عالم الفن؛ ومنهم أستاذي في المرحلة الثانوية الأستاذ فتحي فحجان، والفنان الفلسطيني (عصام حلس) الذي لن أنسى ما قدمه لنا وما تعلمته على يديه من خلال الدورات الفنية، فكانت باكورة استخدامي لألوان الزيت والجواش على يديه، ولن أنسى ما قدمه لنا من مجلات وكتب فنية عالمية أثرت الرؤية الفنية، وغذت عقولنا بمفردات ومفاهيم وتقنيات عالية لمجالات متنوعة من عالم الفن.
لكن معلمي الحقيقي والأول والذي أحدث ثورة في العقل والرؤية والتفكير والأداء.. إلخ هو الفنان والخزاف المصري الرائع د. طه يوسف طه، والذي لم ولن أوفيه حقه مهما تحدثت عنه وعن فضله، وكانت فرصة لقائنا به خلال دراستي لدبلوم التربية الفنية بجامعة الأقصى بغزة، حيث عمل بها لفترة، ثم من خلال دراستي الماجستير بمصر، وأذكر أنني قد اخترت تخصص الخزف خلال دراسة الماجستير وأنا العاشقة للرسم، من شدة تأثرنا بهذا الفنان الرائع، ومن سحري بالطين والذي انتقل لنا منه (فالمادة أستاذ).
** ما هي أحب الأعمال الفنية لديك؟
من أحب الأعمال لديَّ الأعمال الخزفية والرسم، والأعمال التي نفذتها من الخيوط والخرز والأسلاك وغيرها في معرضي الأخير (أحلام من خيوط)، وأعدّ الآن أعمالاً فنية لمعرض جديد من الورق والكرتون، بعد أن شاركت بعدة معارض في مصر والأردن وغزة.
** ما هي الصعوبات التي واجهتك في ظل ظروف فلسطين؟
لم أتمكن من السفر إلى اليابان بعد فوزي بالمركز الأول في مسابقة للرسم على مستوى الضفة وغزة؛ بسبب الحصار خلال الانتفاضة، فهذه كانت أكبر صعوبة واجهتها. أما على صعيد العائلة فقد أكرمني الله بوالدين وإخوة كلهم رائعون، كانوا ولا يزالون الأمل والنور لدربي الفني ولحياتي.
فوجدت كل الدعم المادي والنفسي والمعنوي من والديّ، فوفرا لي كل ما أحتاجه من خامات وأدوات وكتب وقصص، وشجعاني على الالتحاق بمعظم الدورات والدروس الفنية والمشاركة بالمعارض الفنية وحضورها في أي بقعة من قطاع غزة، وكان أفراد أسرتي هم أول المشاهدين لأعمالي وأول النقاد، فكلهم يتمتعون بحس فني راقٍ جداً، ومنهم من يهوى ويمارس الفن، حتى إن الهدايا التي كانوا يقدمونها لي -ولا يزالون- تتعلق بعالم الفن، ودائماً يحثونني على متابعة وممارسة العمل الفني دون توقف وإقامة المعارض والمشاركة بها.. ولم يمانعوا أبداً سفري للدراسة في مصر.
أما الآن في ظل حياتي الزوجية فالحمد لله لم أزل أجد بعض الوقت لممارسة العمل الفني، وقد انضم زوجي إلى الفريق الداعم والمشجع دائماً لي، بالإضافة بالطبع لعائلتي، وأستفيد بشكل كبير جداً من آرائه النقدية وأستشيره في أعمالي، وقد يكون اهتمام زوجي بالجانب البحثي والعلمي والأكاديمي في مجال علم الجمال والنقد الفني وعلم النفس أكثر من ممارسته للعمل الفني، وهذا أمر أحسده عليه، فهذا ما أرغب أنا أيضاً في ممارسته وبشدة.
** لوحاتك المكونة من خيوط وأزرار وقطع إكسسوار صغيرة.. كم تستغرق منك وقتاً؟
بالنسبة لي هي تحتاج للدقة والصبر والتأني، وطبعاً اللوحة تحتاج لخامات كثيرة من خيوط جيدة وأصماغ وألوان؛ لتخرج وكأنها لوحة فنية من الزيت أو الحبر، وليست لوحة منسوجة بدقة من الخيوط تحتاج لأنامل رقيقة وحساسة ودقة لا توصف، لدرجة أني أحتاج أدوات دقيقة مثل أدوات الجراح لالتقاط المواضع الصغيرة وإظهارها، وربما أحببت لوحاتي التي هي من خيوط، وأردت أن أعرض فناً لا ينقرض يشبه التطريز الذي مارسته جداتنا منذ زمن على القماش.
** ما هي طموحاتك وأحلامك؟
أتمنى من الله أن يحفظ لي عقلي وعينيَّ ويدي وإحساسي، وهي وسائل فني، وألا يحرمني من موهبة الفن بكافة مجالاته وأشكاله، وأتمنى أن أتعلم وأمارس كل ما أستطيع من مجالات الفن من شدة ولعي به. وأن أعطي فني كل حقه فيما تبقى من عمري.
وأتمنى أن أصبح علماً من أعلام الفن التشكيلي الفلسطيني، وأكبر أمنياتي أن أكمل دراسة الدكتوراه. وأتمنى أن يحب كل البشر الفن؛ الفن الراقي الجميل، وخاصة الشعب الفلسطيني.
وأن أعبّر عن كل مكنوناتي الفنية بلا توقف، وأن تصبح في فلسطين أكبر كلية أو أكاديمية للفنون الجميلة تقدم مجالاً للدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه. كما أتمنى أن أجوب العالم وأرسم في كل بقعة أزورها وأتأمل.
بطاقة:
- سلوى الصوالحي، من مواليد مدينة رفح في غزة - فلسطين.
المراحل التعليمية:
- ماجستير- تخصص خزف.
- دبلوم تأهيلي في التربية الفنية - تقدير ممتاز.
- دبلوم عام في التربية.
- بكالوريوس فنون تشكيلية - تقدير ممتاز.