على الرغم من عدم وجود معاهد سينما، أو دور سينما، أو صناديق استثمار تدعم الحركة السينمائيَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، إلا أنَّه استطاع أن يضع بصمته، ولمع اسمه في سماء المهرجانات المحليَّة والعالميَّة، فعرض فيلمه في مهرجان «كان» السينمائي، وحصل على جائزة أفضل مونتاج في مهرجان جدة للأفلام، وحصل على جائزة «الخنجر الذهبي» في مهرجان مسقط السينمائي، وحصل على جائزة الإبداع الذهبي في مهرجان السينما اللبناني عن فيلم (خروج) كما حصد جائزتين بمهرجان الفيلم السعودي الذي أقيم في السعوديَّة.
«سيدتي نت» التقت المخرج السعودي الشاب توفيق الزايدي؛ ليكشف لنا عن سرِّ شهرته، وكيف توصل لها رغم الصعوبات التي واجهته في مشواره الفني، وما الذي اكتسبه من مهرجان الفيلم السعودي، وكيف ينظر إليه من خلال تجاربه العالميَّة؟
* لوحظ اختفاؤك عن مهرجان الخليج ما السبب وكيف تنظر إليه؟
بالفعل آخر فيلم قدمته كان بعنوان «خروج» في يناير ٢٠١٠، ومن وجهة نظري أجد أنَّ مهرجان الخليج خرج عن مساره الذي بدأ به، وهو دعم صانعي أفلام الخليج بعيداً عن العلاقات الشخصيَّة.
* حصد فيلم «خروج» في مهرجان الفيلم السعودي على جائزة مختلفة عن التي سبق وأن حصدها في مهرجان بيروت. ما سبب هذا الاختلاف في رأيك؟
نعم بالفعل فقد حصل فيلم «خروج» على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الفيلم السعودي، وتسلمت الجائزة من يد الأديب والروائي الرائع عبد الله ثابت، وهي عبارة عن درع ومبلغ مالي، وهي جائزة الأرزة الذهبيَّة عن فئة الإبداع في بيروت، وباعتقادي فإنَّ اختلاف التقييم كان نتيجة لاختلاف الرؤية بين المهرجانين اللبناني والسعودي، الذي حكم بزاوية «منفصلة»، خلافاً للبناني الذي كانت رؤيته شاملة.
* ماذا تقصد بزاوية منفصلة؟ وهل هذا دليل على عدم وجود مختصين سينمائيين في لجنة التحكيم؟
الحكم على الفيلم في المهرجانات العالميَّة يتم عن طريق متابعة الفيلم كحالة كاملة؛ ليستنتج بعد ذلك أقوى عنصر في الفيلم، كالتصوير أو الإخراج مثلاً. أما إذا ركز على عنصر معين كالسيناريو مثلاً خلال متابعته، فلاشك أنَّ رؤيته إجمالاً ستكون ناقصة.
وباعتقادي فإنَّ لجنة تحكيم مهرجان الفيلم السعودي لم تمتلك ثقافة مشاهدة الفيلم، كما أنَّ دمج الأفلام سيئة التنفيذ بالأفلام الجيدة انعكس سلباً على نتيجة التحكيم.
* أدرج مهرجان الفيلم السعودي أفلاماً نشرت في المواقع الاجتماعيَّة تحت فئة الأفلام القصيرة. ما تعليقك؟
شيء محزن جداً، وهذا أحد الأسباب القويَّة التي تجعلني أصرُّ على وجود ندوات سينمائية للتثقيف السينمائي؛ لأنَّ التلفزيون شيء، والـ«يويتوب» ومواقع الإنترنت شيء، والسينما شيء آخر. فالـ«يوتيوب» مثلاً لا يقارن بشاشة السينما، ولا أعلم لماذا اختارت إدارة مهرجان الفيلم السعودي أعمالاً عرضت في الـ«يوتيوب»، فهل تجهل الإدارة ذاتها الفرق ما بين السينما والـ«يوتيوب». وأكثر ما أزعجني هو عرض الأفلام المقدمة على شاشة روتانا على الـ«يوتيوب»، الأمر الذي جعلني أرسل رسالة طلب حذف فيلمي إلى إدارة موقع الـ«يوتيوب».
* كيف يمكن لعامة الشعب مشاهدة أفلامك؟
كنت أقول دائماً: أتمنى أن تفتح وزارة الإعلام قناة خاصة للأعمال السينمائية السعودية. وقرأت مؤخراً في الصحف عن إعلان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، عن قناة خاصة لأعمال الشباب. أتمنى أن تخصص هذه القناة للأعمال السينمائية السعودية، وتراعي تقديم النقد البناء لهذه الأعمال؛ لتقديم وجبة ثقافية عن السينما وصورتها الحقيقية.
تابعوا الحوار الكامل مع توفيق الزايدي في العدد 1653 من مجلة «سيدتي»