ملكات يشاركن عبر العصور شغفهن بالجمال وطقوس العناية الذاتية، والأخيرة حملت أسراراً جمالية، لا تزال تلهم النساء حول العالم حتى يومنا هذا. من طقوس الملكة كليوباترا المتمثلة في العناية بالبشرة باستخدام أقنعة مصنوعة من الذهب والاستحمام بالحليب، إلى طقوس التدليك بالزيوت العطرية المستخلصة من زهور اللوتس والجواهر الطبيعية، التي اعتمدتها الملكة زنوبيا في قلب مصر القديمة، مروراً بالملكة نفرتيتي، واحدة من الشخصيات النسائية الأشهر في التاريخ الفرعوني، وأسرارها الجمالية في العناية ببشرتها بالأقنعة المصنوعة من الطين والأعشاب.
تشمل الطقوس الجمالية للملكات والمتوارثة عبر العصور، عناصر جمالية تعنى بالعناية بالشعر، وأخرى تجميلية كالحناء والكحل. جميع هذا العناصر نسجت حكايات حول أسرار جمال الملكات عبر العصور.
في الآتي، تكشف "سيدتي" طقوساً جمالية اعتمدتها الملكات عبر العصور، أسهمت في الحفاظ على جمال بشرتهن وشعرهن.
العناية بالبشرة والشعر على طريقة الملكة كليوباترا
اشتهرت الملكة كليوباترا ببشرتها الناعمة كالحرير والنضرة. قد يعود السر وراء ذلك إلى الاستحمام كل صباح بحليب الحمير المضاف إليه العسل واللوز المطحون؛ لما توفره هذه العناصر من ترطيب للبشرة. أما عند المساء، فكانت كليوباترا تطبق أقنعة الوجه المصنوعة من الذهب الخالص، لتجديد خلايا البشرة ومنع الشيخوخة المبكرة.
قناع الطمي لتنظيف البشرة
أما لتنقية بشرتها وإزالة الشوائب عنها، استعملت الملكة كليوباترا، الطمي (وهو نوع من الرواسب يتكون من جزيئات دقيقة من الطين والطمي والرمل، تجمع عادة في مناطق منخفضة مثل الأنهار والبحيرات والبحار) المستخرج من نهر النيل كقناع للوجه والجسم. يحتوي هذا القناع على معادن مفيدة تعمل على تنقية البشرة وإزالة الشوائب عنها، ما يكشف عن بشرة نضرة ومشرقة.
تدليك الجسم بالزيوت الطبيعية
اشتهر استخدام الزيوت الطبيعية في روتين العناية بالبشرة منذ عصور؛ نظراً لخصائصها العلاجية والجمالية التي لا تقدّر بثمن. وقد حرصت الملكة كليوباترا على تدليك بشرتها بالزيوت الطبيعية كزيت الزيتون وزيت اللوز؛ لترطيب بشرتها وتعزيز مرونتها، لا سيما بعد الاستحمام.
مستحضرات تجميلية طبيعية
استخدمت الملكة كليوباترا مستحضرات تجميلية طبيعية لتعزيز جمالها. لإبراز جمال عينيها وإضفاء لمسات من الجاذبية عن نظرتها، استعملت الملكة كليوباترا الكحل المصنوع من مسحوق جالينا (أحد أشكال الرصاص) وكان يستخدم لأغراض جمالية وصحية. إضافة إلى الكحل، استخدمت كليوباترا مستحضرات تجميل أخرى مصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة المسحوقة لتلوين خديها وشفتيها بألوان مشرقة وفريدة.
الأقنعة الطبيعية للعناية بالشعر
استعانت الملكة كليوباترا بالزيوت الطبيعية للعناية بشعرها. دلّكت فروة رأسها بزيت الخروع الذي يتميّز بقدرته العالية على تغذية الشعر وتقوية بصيلاته. وطبقت أقنعة طبيعية للشعر؛ مثل مزيج من البيض والعسل. لتعزيز لون شعرها وترطيبه، استخدمت كليوباترا الحناء. وكانت تحرص على تعطير شعرها بالزيوت الطبيعية العطرية؛ كزيت إكليل الجبل وزيت النعناع.
باستخدام هذه الطقوس الجمالية الطبيعية، تمكنت كليوباترا من الحفاظ على جمال بشرتها وشعرها.
أسرار جمال الملكة نفرتيتي
الملكة نفرتيتي، والتي تُعتبر واحدة من أجمل النساء في التاريخ القديم، كانت تولي اهتماماً كبيراً للعناية بجمالها. أحد أبرز طقوسها الجمالية الاستحمام بالحليب الممزوج بالعسل. هذا الحمام كان بمثابة مرطب للبشرة ويمنحها نعومة ومرونة. لتنظيف بشرتها والتخلص من الشوائب، استخدمت نفرتيتي الطمي الممزوج بالماء النقي والعذب أو ماء الورد، كقناع للوجه، يترك لمدة ربع ساعة قبل شطفه بالماء الدافئ. يليه تطبيق قناع الألوفيرا لترطيب البشرة وتهدئتها.
تقشير البشرة بالحبوب
لإزالة الجلد الميت وتجديد خلايا البشرة، استخدمت الملكة نفرتيتي مزيجاً من الحبوب المطحونة، مثل الشعير أو القمح مع العسل؛ لتقشير البشرة بلطف وتعزيز الدورة الدموية، ما يكشف عن بشرة نضرة.
ترطيب البشرة بالزيوت الطبيعية
كانت الملكة نفرتيتي تحرص على تدليك بشرتها بعد الاستحمام بالزيوت الطبيعية، مثل زيت الزيتون وزيت اللوز بعد الاستحمام؛ لترطيب بشرتها وتعزيز مرونتها. لتحسين الدورة الدموية، وتعزيز الشعور بالاسترخاء وتعطير جسدها، استخدمت الملكة نفرتيتي الزيوت العطرية. هذه الزيوت مستخلصة من النباتات والأعشاب؛ مثل الزهور والتوابل.
المكياج الطبيعي
استخدمت الملكة نفرتيتي مستحضرات طبيعية لإبراز جمالها بشكل لافت وجذاب، فاستعملت الأصباغ الطبيعية لتلوين الشفاه والخدود، مثل الحناء والأصباغ النباتية، أما الكحل فاستخدمته لرسم عينيها وإبراز سحرها وجمال نظرتها.
الزيوت الطبيعية لشعر لامع وصحي
للعناية بشعرها، حرصت الملكة نفرتيتي على تدليك فروة الرأس وشعرها بالزيوت الطبيعية، مثل زيت الخروع وزيت الزيتون؛ لتغذية وترطيب الشعر وتعزيز نموه ولمعانه. واستخدمت الحناء لتلوين شعرها وتقويته. أما لإزالة القشرة من فروة الرأس، فكانت نفرتيتي تستعمل جل الألوفيرا، إضافة إلى استعمال المستحضرات العطرية في الماء أثناء غسل الشعر، مثل ماء الورد وماء الزهور، لتعطير الشعر وجعله منتعشاً.
من خلال هذه الطقوس الجمالية، حافظت الملكة نفرتيتي على جمال بشرتها وصحة شعرها، ما ساعد في تعزيز مظهرها الأيقوني.
ما رأيك بالتعرف إلى أبرز الطقوس الجمالية في الحضارات القديمة وكيف تطورت.. بعضها يثير الاستغراب
طقوس العناية بالبشرة والشعر للملكة زنوبيا
اتبعت الملكة زنوبيا طقوساً جمالية تجسد قوة وجمال الشرق. كانت تستخدم، على غرار العديد من الملكات في العصور القديمة، حمامات الحليب والعسل لترطيب بشرتها وجعلها ناعمة ومتألقة. وأيضاً الاستحمام صباحاً بماء الورد النقي، المستخلص من زهور "تدمر" العطرة، الذي يمنح بشرتها إشراقة ناعمة ورائحة زكية تبقى طوال اليوم. مع اقتراب المساء، تبدأ الملكة زنوبيا طقوس العناية الليلية؛ تُدلك وجهها بزيت الورد العطري، الذي يُضفي على بشرتها نعومة ورائحة زكية، ثم تطبق قناع الوجه المصنوع من الحليب والعسل؛ الذي يمد بشرتها بالتغذية الضرورية ويمنحها إشراقة صباحية.
قناع الطين لتنظيف البشرة
بعد الحمام، كانت تضع زنوبيا قناع الطين المستخرج من وادي الملوك، وهو طين غني بالمعادن والفيتامينات، الذي يمتص الشوائب وينعش البشرة بمكوناته الطبيعية. كانت تُدلك وجهها بزيت الزيتون البكر الممزوج بقطرات من العسل الطبيعي، ما يضفي نعومة ولمعاناً على بشرتها. وتكمل الطقوس الجمالية؛ بتطبيق ماء الألوفيرا البارد لتهدئة بشرتها ومدها بالترطيب والانتعاش.
علاج البشرة بالأعشاب
استخدمت الملكة زنوبيا الأعشاب والعلاجات الطبيعية، كالألوفيرا والنعناع والبابونج، لتهدئة بشرتها ومعالجة الالتهابات. استعملت ماء الورد كمنظف ومنعش للبشرة وكمادة قابضة للمسام ومرطب لطيف. كان الاسترخاء والتدليك باستخدام الزيوت العطرية جزءاً من الطقوس الجمالية للعناية بالبشرة للملكة زنوبيا، ما أسهم في تحسين الدورة الدموية والحفاظ على بشرتها نضرة ومشرقة.
تقشير البشرة بمكونات طبيعية
استعانت الملكة زنوبيا بمكونات طبيعية، مثل الملح أو السكر مع الزيوت الطبيعية، لتقشير بشرتها والتخلص من الرواسب وإزالة خلايا الجلد الميتة، ما ساعدها على تجديد بشرتها ومنحها النضارة والإشراق.
المكياج والعطور
كان الكحل رمزاً للقوة والجمال في الثقافات القديمة. استخدمته الملكة زنوبيا كمستحضر تجميلي لرسم عينيها وإبراز جمالها. وأيضاً الحمرة الطبيعية، مثل عصير الفواكه أو النباتات الملونة؛ لإضافة لون على خديها وشفتيها. أما العطور فكانت تعتبر جزءاً مهماً في طقوس جمال الملكة زنوبيا؛ إذ استعملت الزيوت العطرية المصنوعة من الزهور والأعشاب، مثل اللبان والورد؛ لتعطير جسدها وملابسها.
العناية بالشعر بالأعشاب والزيوت العطرية
لم تكن العناية بالشعر أقل أهمية من بشرة الملكة زنوبيا. كانت تبدأ طقوسها في العناية بشعرها بحمام زيت الخروع وزيت اللوز. تدلك به فروة رأسها بلطف، ما يعزز من قوة بصيلات الشعر، ثم تشطف شعرها بماء مغلي من الأعشاب العطرية، مثل النعناع والبابونج، ما يحافظ على نظافة شعرها ومنحه رائحة عطرة. للتخلص من القشرة في فروة الرأس، استعملت الملكة زنوبيا جل الألوفيرا كعلاج طبيعي لتهدئة فروة الرأس وتقليل القشرة، واستخدمت الحناء لتلوين شعرها وتغذيته.
وكان تدليك فروة الرأس والشعر بالزيوت العطرية، مثل زيت اللافندر وزيت الورد، جزءاً من روتين العناية بشعر الملكة زنوبيا؛ إذ يساعد على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس، وتعزيز الشعور بالاسترخاء.
من خلال هذه الطقوس الجمالية في العناية بالبشرة والشعر، كانت الملكة زنوبيا تحافظ على جمالها وتعزز من مظهرها الأنيق والملكي.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.