في كل زمان ومكان، كانت المرأة رائدة في الإبداع والتغيير، تترك بصمتها في كل مجال تخوضه. وفي عالم الجمال، تألقت نساء ملهمات أحدثن ثورة غيرت المعايير، فحولن الجمال من مجرد مفهوم إلى قوة تعبر عن الشخصية وتعزز الثقة بالنفس.
من إستي لودر، التي لم تكن مجرد سيدة أعمال، بل صانعة إمبراطورية تجميل عالمية، مؤمنة بأن "كل امرأة يمكن أن تكون جميلة"، إلى إليزابيث آردن، التي جعلت العناية بالبشرة والمكياج فناً راقياً، وصولاً إلى بوبي براون، التي أعادت تعريف الجمال الطبيعي، لتثبت أن المكياج وسيلة للتعبير عن الذات وليس مجرد قناع. وغيرهن اللواتي سوف نتعرف إليهن معاً.
وكما برزت نساء ملهمات عالمياً، لمع في عالم الجمال أيضاً أسماء عربية حفرت اسمها في هذه الصناعة، مثل هدى قطان، التي أسست علامة "هدى بيوتي" وجعلتها واحدة من أكبر شركات التجميل في العالم، وجويل مردينيان، التي لم تكتف بكونها خبيرة تجميل، بل أصبحت رائدة أعمال ناجحة في عالم الجمال والعناية بالبشرة. وغيرهن كثيرات، أثبتن أن المرأة العربية قادرة على التأثير عالمياً وإعادة تشكيل معايير الجمال.
هؤلاء النساء، شرقاً وغرباً، لم يقدن فقط حركة في عالم الجمال، بل حملن رسالة لكل امرأة: أنك قادرة على الإبداع، على التغيير، وعلى أن تتركي بصمتك الفريدة.
ولمناسبة يوم المرأة العالمي، لازلنا نحتفي بك وبكل امرأة ملهمة، صنعت من شغفها قصة نجاح، وأكدت أن الجمال ليس مجرد منتج، بل ثقة، قوة، وشغف يضيء الطريق نحو التميز.
ملهمات الجمال: نساء غيرن وجه صناعة التجميل عبر التاريخ
لعبت النساء دوراً محورياً في تطوير هذا المجال، فكن ليس فقط مستخدمات لمستحضرات التجميل، بل مبتكرات وقائدات أحدثن ثورات غيرت نظرة العالم للجمال والعناية بالبشرة. دعونا نلقي نظرة على قصصهن الملهمة وكيف غيرن مفهوم الجمال إلى الأبد.
إيستي لودر: المرأة التي صنعت إمبراطورية الجمال
- عندما نتحدث عن صناعة التجميل، لا يمكن أن نغفل عن إيستي لودر، التي بدأت رحلتها من الصفر وأصبحت واحدة من أقوى سيدات الأعمال في القرن العشرين.
- ولدت إيستي لودر عام 1908، وكانت لديها شغف بالعناية بالبشرة منذ صغرها. تعلمت أسرار صناعة الكريمات من خالها، الكيميائي، وبدأت ببيع منتجاتها يدوياً من باب إلى باب. كانت رؤيتها واضحة: أرادت أن تقدم للنساء منتجات تعزز جمالهن وتجعلهن يشعرن بالثقة.
- لكن ما جعلها مختلفة عن غيرها لم يكن فقط جودة منتجاتها، بل إستراتيجيتها التسويقية الفريدة. فقد كانت أول من استخدم العينات المجانية، حيث أدركت أن المرأة إذا جربت المنتج وأحبته، ستعود لشرائه. وبالفعل، كانت هذه الفكرة ثورية وأصبحت جزءا أساسيا من صناعة الجمال حتى اليوم.
- لم تتوقف عند ذلك، بل قدمت مفاهيم جديدة مثل "Gift with Purchase" (هدية مع كل عملية شراء)، وركزت على تجربة العملاء في المتاجر، مما جعل علامتها التجارية رمزاً للجودة والابتكار. واليوم، تحمل شركة Estée Lauder إرثها وتعتبر واحدة من أكبر شركات التجميل في العالم.
إليزابيث آردن: من صالون تجميل صغير إلى علامة عالمية
في وقت كانت فيه مستحضرات التجميل تعتبر حكراً على طبقات معينة من المجتمع، جاءت إليزابيث آردن لتغير هذه الفكرة تماماً.
- ولدت إليزابيث عام 1878 في كندا، وبدأت حياتها المهنية كممرضة قبل أن تتجه إلى عالم التجميل. افتتحت أول صالون لها في نيويورك عام 1910، وقدمت فيه خدمات العناية بالبشرة والمكياج بطريقة لم تكن معهودة من قبل. كانت تؤمن بأن الجمال ليس مجرد زينة، بل هو جزء من الصحة والعناية الذاتية.
- أحد أعظم إنجازاتها كان إدخال مستحضرات العناية بالبشرة كجزء أساسي من روتين المرأة اليومي، بالإضافة إلى تطوير مستحضرات تجميل تراعي مختلف أنواع البشرة. كما أنها لعبت دوراً بارزاً في جعل أحمر الشفاه رمزا للقوة، حيث تعاونت مع حركة حقوق المرأة في عشرينيات القرن الماضي، وقدمت أحمر شفاه بلون أحمر جريء كرمز للتحرر والاستقلالية.
- واليوم، لا تزال علامتها التجارية Elizabeth Arden مرادفاً للأناقة والجودة في عالم العناية بالبشرة والعطور والمكياج.
بوبي براون: ثورة المكياج الطبيعي
في عالم يسيطر عليه المكياج الثقيل والألوان الجريئة، جاءت بوبي براون بفلسفة مختلفة تماماً: المكياج يجب أن يعزز الجمال الطبيعي وليس أن يخفيه.
- ولدت بوبي براون عام 1957، وعملت كخبيرة مكياج قبل أن تطلق علامتها الخاصة عام 1991. كانت رؤيتها تعتمد على تقديم ألوان طبيعية تتناسب مع مختلف درجات البشرة، مما جعلها رائدة في تقديم منتجات أساس طبيعية بعيدة عن المظهر الاصطناعي.
- إحدى ابتكاراتها الثورية كانت أحمر الشفاه الذي يبدو وكأنه لون الشفاه الطبيعي لكنه أفضل، والذي لاقى رواجاً كبيراً وجعل علامتها التجارية تنمو بسرعة. كما قدمت فكرة أن المرأة لا تحتاج إلى الكثير من المنتجات لتبدو جميلة، بل تحتاج إلى الأدوات الصحيحة والتقنيات المناسبة.
- واليوم، تواصل بوبي براون التأثير في عالم الجمال، ليس فقط من خلال علامتها التجارية، ولكن أيضاً عبر عملها كخبيرة تجميل وكاتبة تقدم نصائح للنساء حول كيفية إبراز جمالهن الحقيقي.
هيلينا روبنشتاين: مبتكرة مستحضرات العناية بالبشرة
إذا كانت إليزابيث آردن قد جعلت العناية بالبشرة جزءاً من الجمال، فإن هيلينا روبنشتاين كانت من أوائل من درسوا أنواع البشرة واحتياجاتها المختلفة.
- ولدت هيلينا عام 1872 في بولندا، وسافرت إلى أستراليا حيث بدأت ببيع كريمات ترطيب كانت والدتها تصنعها. أدركت أن لكل بشرة احتياجات مختلفة، فبدأت في تطوير مستحضرات تتناسب مع كل نوع من أنواع البشرة، وهو ما كان مفهوماً ثورياً آنذاك.
- كما كانت من أوائل من أدخلن مفهوم الواقي الشمسي ومنتجات مكافحة الشيخوخة، مما جعلها شخصية مؤثرة في صناعة التجميل. واليوم، تحمل علامتها التجارية Helena Rubinstein إرثها في تقديم حلول متطورة للعناية بالبشرة.
يمكنك التعرف أيضاً إلى في يوم المرأة العالمي تألقي بعطور راقية صممتها نساء رائدات في المجال
كوكو شانيل: رائدة الأناقة والجمال في عالم التجميل
كوكو شانيل (1883-1971) لم تكتف بثورتها في عالم الأزياء، بل امتد تأثيرها إلى مجال التجميل، حيث غيرت مفهوم الجمال الراقي والبسيط.
- في عام 1921، قدمت للعالم عطرها الشهير Chanel No. 5، الذي لم يكن مجرد عطر، بل رمزاً للفخامة والأنوثة، وحقق شهرة واسعة ليصبح واحداً من أكثر العطور مبيعاً في العالم حتى اليوم. أدركت شانيل مبكراً أهمية العطور في استكمال أناقة المرأة، فابتكرت تركيبة مميزة بالتعاون مع خبير العطور إرنست بو، مما أحدث ثورة في صناعة العطور الفاخرة.
- لم تقتصر مساهماتها على العطور، بل أطلقت أيضاً خطاً لمستحضرات التجميل، شمل أحمر الشفاه، البودرة، وكريمات العناية بالبشرة، مستوحية فلسفتها من مبدأ البساطة والرقي. كان أحمر الشفاه الكلاسيكي من شانيل واحداً من أبرز منتجاتها، حيث صُمم ليمنح المرأة لمسة من الأناقة دون تكلف، مع عبوة سوداء أنيقة أصبحت أيقونية بحد ذاتها.
- رأت شانيل أن الجمال لا يجب أن يكون متكلفاً أو مصطنعاً، بل يجب أن يعكس ثقة المرأة بنفسها، لذا ركزت على مستحضرات تمنح مظهراً طبيعياً وجذاباً في آن واحد. حتى اليوم، تستمر دار شانيل في تطوير مستحضرات تجميل تجمع بين الجودة والابتكار، لتظل واحدة من العلامات التجارية الأكثر تأثيراً في عالم الجمال، مستلهمة من رؤية مؤسستها التي غيرت مفاهيم الموضة والجمال إلى الأبد.
ريهانا (Rihanna) مؤسسة Fenty Beauty
ريهانا، المغنية وسيدة الأعمال، أحدثت ثورة في عالم التجميل عندما أطلقت علامتها Fenty Beauty عام 2017.
- حيث غيرت معايير صناعة المكياج من خلال تقديم 40 درجة من كريم الأساس، وهو ما لم يكن شائعاً في ذلك الوقت. ركزت العلامة على الشمولية والتنوع، مما جعلها واحدة من أكثر العلامات التجارية تأثيراً في عالم التجميل.
- تميزت منتجات Fenty Beauty بجودتها العالية، وابتكرت مفاهيم جديدة مثل الهايلايتر الكريمي متعدد الاستخدامات، وأحمر الشفاه السائل طويل الأمد، وأصبح خط إنتاجها نموذجاً للعلامات الأخرى التي بدأت في توسيع نطاق منتجاتها لتناسب جميع ألوان البشرة.
- لم تتوقف ريهانا عند المكياج، بل أطلقت لاحقاً خط العناية بالبشرة Fenty Skin، الذي يعتمد على مكونات طبيعية وفعالة تناسب جميع أنواع البشرة. بفضل رؤيتها الجريئة والمبتكرة، أصبحت Fenty Beauty علامة تجارية عالمية غيرت مفهوم الجمال وجعلته أكثر شمولية وتمثيلاً لجميع النساء.