الشجاعة صفة حميدة، يجدر بالوالدين غرسها في نفس صغيرهما بهدف بناء شخصيته المستقلّة.
"سيدتي" تسأل اختصاصية علم النفس وتعديل السلوك سارة الجديعي عن كيفية تنمية الشجاعة في وجدان الصغير؟
الشجاعة صفة تولد مع الطفل، تعرّف بأنها مقدرة على اتّخاذ المبادرة في الوقت والمكان المناسبين، ويمكن أن تتطوّر إذا اتّبعت أسس تنميتها الصحيحة. ويدفع تعزيزها في وجدان وقناعات الطفل إلى جعلها وسيلة فعّالة لإنقاذه في المواقف الصعبة التي قد تعترضه في الحياة، كما أنّ تنميتها بشكل صحيح تؤدي إلى استقلاليته وتصرّفه الحرّ الأمثل في مواجهة الأحداث، كما التحكّم في زمام الأمور.
ومعلوم أنّ حالات الخوف التي تنتاب بعض الأطفال أثناء بعض المواقف لا يمكن أن تحدث صدفةً، بل تنتج عن تعامل الوالدين الخاطئ معه أو تعريضه إلى مواقف لا تحتملها مشاعره. وتشير الأبحاث التربوية والعلمية إلى أنّ 47% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثامنة و36% ممّن بين التاسعة والاثني عشر يشكون بل يعانون من الخوف! وإذا كان هذا الأخير مبرّراً في خلال الأعوام المبكرة من مرحلة الطفولة حيث يشعر بعدم قدرته على حماية نفسه بسبب اعتماده الكلّي على أبويه، يجدر بالأم التخفيف منه، والعمل على الحدّ من التصرّفات التالية:
- تخويفه من بعض الأشياء أو الأشخاص أو الحيوانات بقصد الحدّ من شقاوته.
- إيداعه بمفرده في المنزل، بصورة فجائية.
- السماح له بمشاهدة أفلام الرعب.
- ذبح الحيوانات أو التعامل معها بعنف أمامه.
- سرد قصص مرعبة على مسامعه قبل النوم.
- إيداعه ينتظر لفترات طويلة، سواء داخل المنزل أو خارجه.
- المشاجرة مع والده أمامه.
- قمعه وعدم إيداع الفرصة له للتحدّث والتعبير عن مشاعره ومنعه من اتخاذ أي قرار.
خطوات مفيدة
الخجل والخوف صفتان تقفان حجر عثرة أمام تطوّر الشجاعة والجرأة لدى الطفل، لذا ينبغي البدء بمكافحتهما عبر دفعه إلى التعبير عن آرائه ومشاعره، وتشجيعه على الاختلاط بالآخرين. أمّا الخوف فيمكن حمايته منه عن طريق منع مسبّباته، وإسماعه الكلمات المشجّعة.
وهذه بعض الإرشادات التي تعين الوالدين، في هذه المهمّة:
- توفير مناخ عائلي مترابط يمنحه الأمان.
- تجنّب معاقبته بشدّة على أمور سخيفة أو انتقاده أمام الآخرين.
- منحه استقلالية في بعض الأمور، ما ينمّي لديه روح المغامرة ويبعده عن الاتكالية.
- حثّه على اتخاذ قراراته وتحمّل نتائجها والدفاع عن آرائه.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه عبر احترام آرائه وتوكيله بأداء بعض المهام المناسبة لسنّه.
- دفعه نحو التمييز بين فعل الصواب وفعل الخطأ، ومكافأته عند اختيار الصواب لتقوية جذور الجرأة في ذاته.
- إذا كنت بصدد ترك الطفل في المنزل بمفرده لبعض الوقت، يجب أن يكون في سنّ تسمح بذلك وتهيئته لهذا الموقف، مع الاتصال به من حين إلى آخر.