تعجّ بعض البرامج التي يشاهدها الصغار بجرعات عنف مفرطة، ما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين ذلك الحقيقي والآخر المتلفز، ولعلّ أبرزها يكمن في المصارعة الحرة التي تجذبهم ويتسابقون لمشاهدتها، بل حتى تقليدها! والنتيجة: صغار أكثر عدوانية مع رفاقهم في الملعب ومع معلّميهم، يتفاقم سلوكهم السلبي عندما يصلون سن المراهقة.
«سيدتي» تطلع من الاستشاري الأسري والخبير النفسي خالد باحاذق عن تأثير مشاهد المصارعة الحرة في شخصية الطفل، والأساليب الصحيحة التي يجب اتّباعها لتجنيبه العنف.
جدة ـ رغدة السليماني
قبل أن تهتمّي بالآثار السلبيّة لمشاهدة المصارعة الحرة وتكتشفي المبادئ الهدامة التي تبثّ عبر التلفاز وتبحثي عن علاج لها، شاهدي بنفسك ما يحدث داخل الحلبة وتمعّني جيداً بحركات اللاعبين، وستكتشفين بالطبع أنّ الأمر خطير لمستقبله! وللتأكد من الأمر، قومي بإحضار ورقة وقلم واكتبي ما تشاهدينه، ستجدين ملاحظاتك عبارة عن وضعيات الضرب والشتم والأدوات المستخدمة في الدفاع عن النفس كالكرسي والأدوات الحادة...
ألغي حلبة البيت
ويوضح الدكتور باحاذق أنّ التأثير الأول لا يبدأ من التلفاز، وإنما ممّن يشاهد ويتابع هذه البرامج، خصوصاً إذا كان الأب الذي يمثّل قدوة للطفل. فعندما يشاهد الصغير أنّ والده شديد الاهتمام بالمصارعة وما يدور فيها، سيسير في الاتجاه عينه بالتأكيد ليستمدّ التأثيرات التي تأثر بها الأب.
ولذا، ضعي قوانين صارمة وحازمة حول مشاهدة المصارعة داخل بيتك:
1 قومي بتشفير القناة التي تبثّ هذه المباريات.
2 إذا كان أحد أبنائك في سن المراهقة، أوضحي له تأثيراتها السلبيّة وأنه قدوة لأخيه الصغير، لذا يجدر به ألا يشاهدها.
3 لا تشتري شرائط المصارعة لجهاز «البلاي ستيشن» الخاص به.
4 اطلبي من زوجك عدم مشاهدة المصارعة في وجود الأولاد.
5 كوني حذرة عندما تدعين طفلك في بيت أحد الأقارب. استفسري أولاً إن كان هناك من يشاهد هذا النوع من البرامج، واطلبي منه ألا يسمح له بمشاهدتها، مع توضيح أسباب رفضك لها، وقومي بإحضار ألعابه أو أي شيء حتى ينشغل به في أثناء غيابك.
6 اطلبي إلى إدارة المدرسة إلقاء محاضرة عن مخاطر العنف التلفزيوني على الأطفال.
كيف تعلّمينه الدفاع عن نفسه
القوة الإيجابيّة؟
ولعلّ ما يريد أن يتعلّمه الطفل من المصارعة الحرة هو القوة التي يشاهدها في المصارعين، لذا يجدر بك أن توضحي له سلبياتها وأسباب رفضك للأمر، وأنّ هناك رياضات يمكن أن تكسبه القوة بدون الأذى، كـ«الكاراتيه» ذات القوانين الصارمة.
وتتبّعي خطوات النبي صلّى الله عليه وسلّم في تعلّم الألعاب الرياضيّة المفيدة، ومنها الرماية التي تفيد في التأني والصبر والتركيز واختيار الهدف، والسباحة التي تعزّز عضلات الجسم كافة، وركوب الخيل التي تمدّه بأسباب الاعتماد على النفس والتخطيط.
تأثيرات سلبية
لمشاهدة المصارعة الحرة أو ممارسة اللعب الإلكتروني العنيف أثر سلبي على شخصية الطفل، يشمل:
> تعلمّ الركل واللكم والقفز وتطبيقه على آخرين، ما ينتج الكسور.
> القلق والصعوبة في النوم والكوابيس المزعجة.
> إثارة غضبه بسهولة.
> تدنّي إحساسه ضد العنف، فلا يعود يميّز بين الظالم والمظلوم، أو الدفاع عن الضعيف، فتكون وجهة نظرته المستقبليّة أن أفضل وسيلة لأخذ الحقوق تكمن في العنف.
> المفردات القاسية وطغيان التحدّي على شخصيته والبدء دائماً في افتعال الشجار.
> الميل إلى الشخصيات القويّة التي تستخدم العنف واستحقار الضعفاء، فلا يفرّق ولا يعي بالمسبّبات أو الظروف.
> عدم احترام قوانين الحياة، لأن المصارعة لا تحترم القوانين داخل الحلبة وكل شيء مستخدم فيها من أجل الفوز!
> الاعتقاد أنّ الفوز يكمن دائماً بالقوة العضلية وليس باستخدام العقل والتعلّم.
> استخدام الكلمات السلبيّة والشتم على غرار المصارعين، وتهديد بعضهم البعض بالموت!